محطات تاريخية في تطور الاتصال غير اللفظي بلغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


محطات تاريخية في تطور الاتصال غير اللفظي بلغة الجسد:

عرفت البشرية الاتصال غير اللفظي أو بما يسمّى بلغة الجسد منذ وجودها، كانت في كثير من الأحيان مساعداً للاتصال وأحياناً أخرى عاملاً رئيسياً فيه، ولم يذكر التاريخ حضارة أو مجتمع ما أنكر لغة الجسد أو منع استخدامها، فلغة الجسد أساس ونمط سلوكي فطري ومكتسب لا يمكن الاستغناء عنه، فهو ضرورة تتجلّى منذ ولادة الطفل الصغير وصراخه للتعبير عن لغة جسد تشير إلى حالة الجوع أو الألم، فلغة الجسد تجاوزت جميع الأزمنة وما زالت لغة تتطوّر حتى وقتنا الحاضر.

لغة الجسد في الحضارة المصرية والإغريقية والرومانية والصينية:

أولت الكثير من الحضارات القديمة اهتماماً بالغاً بلغة الجسد ودراستها وما تشير إليه من دلالات، فالحضارة المصرية والإغريقية والرومانية خير ما يدلّ على ذلك، وما يشير إليه بشكل مباشر التماثيل والمعابد التي تمّ بناؤها بواسطة هذه الحضارات، ويعتبر الصينيون القدماء أكثر من تميّز بدراساتهم الدقيقة والوافية لتعابير وجه الإنسان، وهم يطلقون على هذا العلم مصطلح “السيانغ ميان” وهو علم مختصّ في قراءة لغة الوجوه.

أثبتت الدراسات الحديثة وجود ملاحظات من آثار الحضارات القديمة حول ما تم اعتباره اليوم سلوكيات غير لفظية أو لغة الجسد، والتي أشارت إلى معرفتهم حول موضوع الاتصال غير اللفظي وأهميته، وهذا الأمر نجده جليّاً لدى الاطلاع على صور المصريين القدماء والرومان والإغريق، أو من خلال كتاباتهم على الجدران والتي أشاروا من خلالها إلى لغة الجسد غير المنطوقة.

لغة الجسد في التراث العربي:

الكثير من الأمثلة في التراث العربي تدلّ على معرفة أهمية لغة الجسد، وخاصة ما قام “الجاحظ” بطرحه في كتاباته ومؤلفاته وما تبعه فيه آخرون، وقد رأى العرب أنّ الاتصال غير اللفظي كالتمثيل بحركة الأصابع، هو نوع من القول، أي أنه في مستوى الاتصال اللفظي نفسه ويحقّق وظيفته، فقد اهتم العرب منذ القدم بشكل تعابير وسمات الوجه وتفسير معانيها التي برعوا فيها من خلال الشعر، وقد أخذوا هذا العلم عن الحضارة اليونانية، فكان ينظر إلى الشخص فيعرف من أين هو وإلى أي قبيلة ينتمي وأخلاقه الباطنة وصفاته، وقد سمّي أيضاً بعلم الفراسة الذي يشير إلى نفس دلالات لغة الجسد.

المصدر: ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: