مخرجات تعلم الطلاب في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


ما هي مخرجات التعلم في التدريس التربوي؟

يقصد بمخرجات التعلم: هي عبارة عن عبارات تصف المعرفة أو المهارات التي يجب أن يكتسبها الطلاب في نهاية مهمة أو فصل دراسي أو دورة تدريبية أو برنامج معين، وتساعد الطلاب على فهم سبب فائدة تلك المعرفة وتلك المهارات لهم، ويركزون على السياق والتطبيقات المحتملة للمعرفة والمهارات، ويساعدون الطلاب على ربط التعلم في سياقات مختلفة، ويساعدون في توجيه التقييم.

تؤكد نتائج التعلم الجيدة على تطبيق وتكامل المعرفة، بدلاً من التركيز على تغطية المواد، وتوضح نتائج التعلم كيف سيتمكن الطلاب من استخدام المادة، سواء في سياق الفصل أو على نطاق أوسع.

ما الفرق بين مخرجات التعلم أهداف التعلم؟

التمييز بين مخرجات التعلم وأهداف التعلم غير معترف به عالميًا، وقد يجد العديد من المدرسين أنّ مصطلح نتائج التعلم يصف ما فهموه بالفعل من خلال مصطلح أهداف التعلم، لا يميز بعض العلماء بين المصطلحين، وأولئك الذين يقترحون عادة أنّ مخرجات التعلم هي مجموعة فرعية أو نوع من أهداف التعلم، والأهداف التعليمية على سبيل المثال قد تحدد الخطوط العريضة للمادة التي ينوي المعلم تغطيتها أو الأسئلة التأديبية التي سيتناولها الفصل.

على النقيض من ذلك يجب أن تركز مخرجات التعلم على ما يجب أن يعرفه الطالب وأن يكون قادرًا على القيام به بشكل واقعي بنهاية مهمة أو نشاط أو فصل دراسي أو دورة تدريبية، ويمكن معالجة نفس الأهداف التي تتناولها أهداف التعلم بالتساوي من خلال نتائج التعلم.

قد يجد العديد من المدرسين أنّ العملية الانعكاسية لتطوير مخرجات التعلم هي شيء قاموا بالفعل بإدراجه في عمليات تخطيط الدورة التدريبية الخاصة بهم، وبالتالي فإن عبارة مخرجات التعلم تقدم ببساطة مصطلحًا أكثر دقة لمناقشة إنشاء أهداف التعلم والتوقعات التي تركز على تطبيق محتوى الدورة وتكامله.

لماذا يتم تطوير مخرجات التعلم؟

تعتبر نتائج التعلم ذات قيمة للمتعلمين والمعلمين والمسؤولين، وأنّ نتائج التعلم هي أكثر من مجرد عدة جمل ملحقة بخطط الدروس أو المناهج الحالية، بدلاً من ذلك فإنّ تطوير مخرجات التعلم واستخدامها ضمن وحدة التعليمات يشكل أنشطة التعلم والتقييم ويمكن أن يعزز مشاركة الطلاب وتعلمهم.

نظرًا لقدرتها على إفادة العديد من المجموعات في التعليم في مراحل متقدمة، فقد أصبح تطوير نتائج التعلم أولوية متزايدة للمعلمين والمؤسّسات على مدار العقد الماضي، وإنّ التركيز على المهارات المتكاملة والقابلة للتعميم والقابلة للنقل يكمل المطالب المعاصرة ويبني أساسًا للتعلم مدى الحياة، ومع زيادة اهتمام بمنتجات التعليم العالي تساعد نتائج التعلم على تحديد الأهداف والجوانب الأساسية للتعليم العالي داخل المؤسّسة للطلاب والمجتمع.

من خلال التركيز على تطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة في الدورة التدريبية وعلى دمج المعرفة والمهارات مع مجالات أخرى من حياة الطلاب، يصبح الطلاب أكثر ارتباطًا بتعلمهم ومواد الدورة، ويساعد التركيز على التكامل والمهارات القابلة للتعميم الطلاب على ربط الروابط بين الدورات الدراسية وبين الدورات الدراسية وأنواع المعرفة الأخرى، مما يعزز مشاركة الطلاب.

يفهم الطلاب شروط وأهداف تقييمهم، وتوفر عملية تطوير مخرجات التعلم نفسها فرصة للتفكير في محتوى الدورة في سياق تطبيقاتها المحتملة، ويعني تطوير مخرجات التعلم أن سياق التعلم سيتم التأكيد عليه دائمًا، وأنّ الدورات تركز على المعرفة والمهارات التي ستكون أكثر قيمة للطالب الآن وفي المستقبل، وتشير نتائج التعلم إلى طرق مفيدة للتقييم.

تتيح نتائج التعلم للمدربين تحديد المعايير التي سيتم من خلالها تقييم نجاح الدورة، ومن أجل تحديد ما هو ضروري للطلاب معرفته، يجب على المعلم أن يأخذ في الاعتبار الدورة التدريبية أو الوحدة المعينة في سياق الدورات الدراسية المستقبلية والمناهج الدراسية ككل، ويساهم هذا في تطوير منهج متماسك داخل مؤسّسة لامركزية مع الحفاظ على استقلالية المعلم، ويساعد على ضمان إعداد الطلاب للعمل والتعلم في المستقبل.

يعكس تطبيق ودمج التعلم الذي يتم التأكيد عليه من خلال مخرجات التعلم ويدعم الطبيعة والأولويات المعاصرة للتعليم في جميع المؤسّسات التعليمية، ويعزز مشاركة الطلاب ويكشف عن فرص للتخصّصات المتعددة، ويوفر التوجيه والدعم للطلاب مع العديد من أنواع مختلفة من الإعداد الأكاديمي السابق.

توفر نتائج التعلم الهياكل التي يمكن من خلالها تقييم الدورات والبرامج ويمكن أن تساعد في تصميم البرامج والمناهج، وتحديد الفجوات أو التداخل في عروض البرامج وتوضيح الأولويات التعليمية والبرامجية والمؤسّسية.

الغرض من مخرجات تعلم الطالب:

يخدم دمج أهداف ومخرجات تعلم الطلاب على مستوى الدورة والبرنامج الأغراض التالية:

1- زيادة وعي الطلاب بالتعلم الخاص بهم:


تمنح أهداف التعلم المنصوص عليها صراحة الطلاب طريقة للتفكير والتحدث عمّا تعلموه، فهي تسهل على الطلاب معرفة ما يعرفونه وإعطاء الطلاب لغة لتوصيل ما يعرفونه للآخرين، يعتبر هذا الوعي مركزيًا للتعلم الذي يستمر.

غالبًا ما تجد أطر تصميم الدورة التدريبية وإعادة تصميمها أنّه من الأسهل بكثير التخطيط لدورة ما عندما يبدؤون حيث يأملون أن ينتهي طلابهم، ومكان آخر لبدء التخطيط أو مراجعة دورة تدريبية هو المكان الذي يعرف فيه أعضاء هيئة التدريس أنّ الطلاب سيواجهون صعوبة في الدورة، يساعد تحديد أهداف تعلم الطلاب أعضاء هيئة التدريس على تنظيم دوراتهم، وتحديد الاستراتيجيات التربوية، وتصميم المهام والاختبارات والمشاريع ومناقشة الفصل وعناصر الدورة التدريبية الأخرى لمساعدة الطلاب على تحقيق هذه الأهداف.

أهداف التعلم القائم على الدورة التدريبية أيضًا كمعايير يمكن لأعضاء هيئة التدريس استخدامها لتقييم تقدم الطلاب وتوجيه مراجعة الدورة التدريبية، ممّا يساعد أعضاء هيئة التدريس على دمج المهارات والمنهجية والتفكير في القيم الرئيسية في فصولهم الدراسية أخيرًا، وتحدد أهداف التعلم القائم على المقرر الدراسي أيضًا للبرامج قيم وممارسات أعضاء هيئة التدريس التي تقدم مناهج البرنامج، وعند القيام بذلك فإنّ الأهداف المستندة إلى الدورة التدريبية توضح أهداف تعلم البرنامج.

2- طريقة للتخطيط:

البرنامج تساعد أهداف تعلم البرنامج أعضاء هيئة التدريس على تخطيط المناهج وتقييم الترابط والتسلسل وتقييم تعلم التخصّصات، بالإضافة إلى ذلك فهي تشير إلى الهوية التأديبية للبرنامج وتوفر لغة مشتركة يشاركها الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفون، ويمكن لهذه اللغة المشتركة تسهيل الاتصال وبناء الجسور بين خدمات البرامج المختلفة للطلاب مثل الإرشاد والتعليم.

3- خريطة لتقييم المناهج والتغيير:

استخدام أهداف التعلم يساعد البرامج على التفكير في المناهج الدراسية، وعندما يتم تحديد أهداف التعلم يمكن للبرامج تحديد الدورات التي تتناول كل هدف، ويمكن أن تكشف الخرائط المنهجية عن التكرار المرغوب وغير المرغوب فيه والتداخلات والفجوات في برامج التخصصات.

4- طريقة للتقييم المؤسسي:

توضح أهداف التعلم المعتمدة على الدورة التدريبية والبرنامج وتقييمها كيفية ترجمة أهداف التعلم من خلال العدسات والمناهج الدراسية للتخصصات التي تمثلها تلك الوحدات، وعلاوة على ذلك يمكنهم إظهار وحدات أكبر داخل المؤسّسة حول كيفية ارتباط الأجزاء بالكل.

5- تحسين الإرشاد الأكاديمي:

أهداف التعلم لكل دورة هي خطوة أولى مهمة نحو توصيل التوقعات بوضوح للطلاب ومساعدتهم ومستشاريهم في مطابقة الدورات والتخصصات مع اهتمامات الطلاب وقدراتهم.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: