مشاكل المراهقين عند اختيار المهنة

اقرأ في هذا المقال


مشكلة اختيار المهنة

يُواجهُ المُراهقون مشكلةَ اختيارِ المهنَة أو العمل الذين يُمارسون حياتَهم من خِلاله، ويبدأون في تحضير أنفسهم، وإنّ هذه المشكلة تبدأ من مراحل العمر السَّابقة عن طريق الأحلام الجميلة التي ترتَبط بالخيال أكثر من الواقع. عندما يتخيَّل الطفل من عمر السّادسة أو السّابعة أنّه سيصبح ضابطاً أو طبيباً أو مدرساً فإنَّ هذا الخيال يتحرَّك بعد سنِّ الخامسة عشر والسّادسة عشر إلى أرضِ الواقع، وعندما يواجهُ الشّاب مُشكلة في مستقبل حياته مثل ماذا يُريد أن يصبح مستقبلاً؟ وما هي المهنة التي تناسبهُ أكثر من غيرها؟ وهل تحقِّق لهُ كُل أمانيه؟ وهل تسمح الظروف العائليّة والاقتصاديّة بإعداده للمهنَة التي قد يختارها؟ هذه هي الأسئِلة التي يسألها المراهقون لأنفُسهم ويقلقون من الإجابة عليها؛ لأنَّ الإجابة يتوقّف عليها مصيرُهم ومستقبل الحياة التي سيعيشونها.

العوامل المؤثرة في اختيار المهنة

العوامل الذاتية المؤثرة في اختيار المهنة عند المراهقين


إنَّ اختيار المهنة يرتبط ارتباطاً قويّاً بين علاقة المراهق مع الرّاشدين، فمرّة تجدهُ مُعجباً بأستاذهِ ومرَّةً بأحد أبطال السينما أو الرياضة أو السّياسة أو الفن أو الحَرب، ممَّا يدفعُهُ ذلك إلى التّأرجُح والتّغيُّر السّريع في اختياراتِهِ، وإنّ الدّوافع الواعية تتقيَّد من خلال التّأثير بالمُحيط ومن خلال البَحث عن الشّهرة والمالِ والنّفوذ، وأمَّا الدّوافع اللَّاواعية فإنّها تكون واضحة من خلال رغبة المراهق بالهروب والتسلط، وإنّ هذينِ النّوعين من الدّوافع تُعدُّ من الدوافع التعويضية، إذ يجد المُراهق في مِهنة الطّيار أو الجنديّة أو البحار مُتنفّساً لإحباطاته ومُعاناتهِ سواء كانت داخليّة أو خارجيّة.

العوامل الخارجية المؤثرة في اختيار المهنة عند المراهقين


إنّ تأثير الأهل في اختيار المِهنة من قبل المُراهقين يظهر مِن خلال:

– يرفض الابن اختيار مِهنة الأَب.
– تحدّي الأهل في اختيار المِهنة.
– رَفض المهنة التي يقترحها الأهل، وتبنّي وجهة نظر المُعاكسة من خلال اختيارهم مِهنة ولدهم والسّيطرة على حياتهِ وتحديد مجال اختيار المِهنة في نطاق مُختلف حسب البيئة الرّيفية أو المدينة أو الطبقة العماليّة والفقيرة، والطّبقات البورجوازيّة الصّغيرة والعليا والمُتوسطة.

الأصدقاء وتأثيرهم على المراهق في اختيار المهنة

يتأثّر المُراهق بخيارات أصدقائهِ، ومن المعروف في هذا السّنّ تبادُل المراهقين الأُمور التي تشغلهم وتشاركهم الهموم نفسها، ومحاولتهم في الاحتفاظ على صداقاتهم بعد المدرسة، وقد تقرِّر شلّة الأصدقاء الانتساب إلى الدّراسة الأكاديمية نفسها، ولكن نادرًا جداً ما ينجح هذا القرار، والدّليل على ذلك أنَّ بعض التّربويين  في مجال التعليم الجامعي يلاحظون أنَّ أغلب الطلاب في السّنة الجامعيّة الأولى يغيّرون المجال الأكاديمي الذين اختاروه ليلتحقوا بمجالاتٍ أُخرى تناسب قُدراتهم الفكريّة وميولهم المهني.

إنّ الأهل يتمنَّون ألَّا يمُرَّ ابنهم بهذه التّجربة، ولكن هناك بعض المُراهقين لا يُمكنهم النّجاح إلا بعد المرور بتجربة الفشل، لذلك يقوم التربويون بتحذير الأهل من المُبالغة في لَوم ابنهم، وألّا يستغلوا الأمر كأنه نُقطة ضَعف بل يجب عليهم مُساعدتهِ على تخطي مرحلة الفشل، فالهدَف هو بِناء شخصيّة المراهق لا تدميرها، فالمراهق يحتاج إلى تفهّم الأهل وعكس ذلك يؤدّي إلى مُشكلات خطرة وسلبيّة مثل رفض المدرسَة والانحراف والتّمرد على سلطة الأهل، لذا يتوجّب على الأهل أن يتفهّموا ميول ابنهم المُراهق، ومناقشتهُ في اهتماماته، وأن يوصلوا الرّسالة بطريقة لائِقة، ومن الضّروري جداً التّعاون بين المدرسة والأَهل؛ ليُساعدوا المُراهق بالوصول إلى طموحاتِه التي تجعلُه شخصًا ناجحًا في حياته العمليّة.

أثر شخصية المراهق وثقته بنفسه على اختيار المهنة

إنّ شخصية المُراهق ومدى ثقتهِ بنفسِهِ وقبولِهِ لها من الأسباب الرئيسة التّي تُعتبر أيضاً ذات بُعد ثُنائي في التّأثير على اختيار المهنة المناسبة لهُ، فإمّا أن تكون سبباً في نجاحِه إذا كان واثقاً بِنفسه ومُتأكداً من قُدراته، وإمّا أن تكون سَبباً في فشله إذا كان غير راضٍ عن نفسِهِ ولا يثقُ بها.


شارك المقالة: