معوقات الإبداع في عملية التعليم

اقرأ في هذا المقال


الإبداع في عملية التعليم:

يعرف الإبداع: على أنه عبارة عن القيام على إنتاج أمر جديد، أو البحث عن علاقة بين أمور لم تكن موجودة من قبل، أو إحضار أفكار متميزة وجديدة.

ما هي معوقات الإبداع في عملية التعليم؟

أولاً قلة البحوث التي لها علاقة في مجال الإبداع العلمي: أن قلة الأبحاث والدراسات التربوية التي تتعلق بقضايا الإبداع في جميع التخصصات المتعددة والمتنوعة، كان لها دور كبير في إهمال المدرس التربوي للقدرات والإمكانات الإبداعية للأشخاص المتعلمين والفشل في المعاملة معهم، وبالذات في الفترات الماضية.

لكن إن هذا الأمر تغير بشكل كبير في الفترات الأخيرة عالمياً، لكن بقي المدرس التربوي في المدن والدول النامية غير مدرك للأبحاث والدراسات وما تحتوي عليه من مضامين تربوية ولا يهتم بالنتائج الصادرة عنها، وعلى ذلك أن الكثير من المدرسين منهم يتمسكون بالأفكار غير الواقعية والتقليدية عن الإبداع وطرق تعليمه وتنميته.

ثانياً التدريس التقليدي: يتمثل التدريس التقليدي في المدارس في بعض جوانبه من خلال طلب الأشخاص المتعلمين على ذلك وإصرارهم في البقاء جالسين في مقاعدهم.

وأن يكتفوا بتلقي وامتصاص المعلومات والمعارف والأفكار، كما يقوم الاسفنج على امتصاص الماء، فذلك يؤدي إلى إعاقة النشاط الإبداعي وعدم نضج وتطور القدرات والمهارات الإبداعية.

وهذا كله بسبب نمط القيادة التربوية عند بعض الكادر الإداري للمدارس، بالقيام على اتباع التقليد من أجل الحفاظ على هذا النوع من طرق التدريس الشائعة، حيث يتوقف دورهم بالقيام على تنفيذ التوجيهات من رؤسائهم بصورة حرفية.

حيث يرى بعض المعلمين التربويون وبعض مدراء المدارس أن القيام على تنمية وتطوير قدرات وإمكانات الشخص المتعلم هي عبارة عن عمل شاق ومتعب وبحاجة الى مدة زمنية طويلة.

حيث أن الشخص المتعلم المبدع لا يرغب في اتباع أصدقائه في طرق وأساليب تفكيرهم، وهذا يؤدي به إلى أن يكون سبب للإزعاج للمدرس التربوي ومدير المدرسة.

وفي أغلب الأحيان يرفض قبول المعلومات بشكل سطحي التي تعرض وتقدم إليه، وكما أن هذا النوع من الأشخاص المتعلمين يسببون الإحراج إلى مدرسيهم بسبب أسئلتهم واستفساراتهم غير المتوقعة، وبعض الحلول الغربية التي يقومون على تقديمها لحل للمشاكل.

وللمدرسة التي يسيطر على جوها التسلط والشدة، هي من المدراس التي لا يوجد فيها استغلال للإبداع وقدراته عند الأشخاص المتعلمين.

ثالثاً تغطية المادة الدراسية التعليمية مقابل تعلمها: إن تكدس وحشو المناهج الدراسية المقررة يعمل على إعاقة المدرسين التربويون عن القيام على تنمية وتطوير القدرات والمهارات الإبداعية لدى الأشخاص المتعلمين، وبالذات في حال شعورهم بأنهم ملزمون بواجب إنهاء المواد الدراسية المقررة من بدايتها إلى نهايتها، حيث أنه لا يوجد في الأدب التربوي على ما ينص أن إنهاء المواد الدراسية المقررة بشكل كامل يعني أن الشخص المتعلم قد تعلمها، وعلى المدرس التربوي المبدع أن يدرك هذه الحقيقة الواقعية.

وعلى الرغم أن المدرسين التربويون المبدعين قد لا يقومون على تغطية مادة علمية كثيرة، إلا أن الأشخاص المتعلمين يحتفظون بالمعارف والأفكار والمهارات التي تم تعلمها واكتساب هل من قبل، حيث أن نمو قدراتهم مواهبهم الإبداعية لها أثر في ذلك.

رابعاً المناهج والكتب الدراسية: إن العديد من الدراسات التقويمية للمناهج الدراسية لم تصمم بناء على أساس تطوير عملية الإبداع، حيث أن الأدب التربوي يؤكد في عملية الإبداع على المناهج الدراسية والبرامج التعليمية التي تكون بصورة هادفة ومعدة من أجل القيام على تنمية التفكير الإبداعي ومهارات الإبداع لدى الشخص المتعلم.

وعلى ذلك يجب القيام على تحديث المناهج الدراسية المقررة بحيث تتيح المجال للتجريب العلمي والأدبي وغيرها، وتحتوي على. أنشطة مخبرية بصورة مفتوحة، وتعمل على تشجيع أسئلة واستفسارات الأشخاص المتعلمين، وتقدم لهم المجال من أجل القيام على بناء الفرضيات ومن ثم اختبارها من تلقاء أنفسهم.

خامساً الاتجاهات نحو الإبداع: أن بعض المدرسين التربويون يفكرون أن القدرات والمهارات الإبداعية لدى الأشخاص المتعلمين هي موروثة، وأن بيئة التعليمية الصفية لها أثر قليل في القيام على تطوير وتنمية القدرات والمهارات الإبداعية، حيث يرى البعض أن الموهبة وحدها تكفي دون الحاجة إلى تدريب الإبداع.

ويتواجد أعداد قليلة من المدرسين التربويون من ذوي الاتجاهات غير الإيجابية باتجاه الإبداع، بحيث لا يعرفون ويدركون كيفية إدارة الطرق التي يقومون على اتباعها، والمواد التعليمية والتدريسية التي يستخدمونها من أجل تشجيع وتحفيز الإبداع، كما إن انقياد ومشابهة الشخص المتعلم المبدع لرفاقه والتكيف معه فإن ذلك يؤدي إلى التأثير على إبداعه.

المصدر: طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 2005-1425.استراتيجيات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر.تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة.نظريات المناهج التربوية، د على أحمد مدكور.


شارك المقالة: