مفاتيح تحسين الذاكرة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفتاح تحسين ذاكرة المرء هو تحسين عمليات الذاكرة الأساسية، حيث تتمثل هذه العمليات في عمليات ربط المعلومات الجديدة بما يعرفه المرء بالفعل وتشكيل الصور الذهنية، وإنشاء روابط بين المعلومات التي يجب تذكرها، من ثم عملية تطوير إشارات فعالة من شأنها أن تعيد المتذكر إلى المعلومات التي قام بتنسيقها في العملية السابقة.

أشكال الذاكرة في علم النفس

من أجل التعرف على أهم مفاتيح تحسين الذاكرة يتوجب عينا التعرف على أشكالها، بحيث تتكون الذاكرة من العديد من الأشكال ويكون كل شكل خاص بمجموعة من المهارات والقدرات المعرفية على حده، حيث تختلف الذاكرة التي تساعد الفرد على التخطيط عن الذاكرة التي تحتفظ بالمعلومات وتختلف عن الذاكرة التي تسترجع ذكرياتها، حيث تتمثل بعض أشكال الذاكرة في علم النفس من خلال ما يلي:

الذاكرة العاملة

بالنسبة لمعظمنا يعتمد تذكر الأرقام على الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة وخاصة في القدرة على تثبيت جميع البيانات والمواقف والمعلومات في أذهاننا لفترة وجيزة والعمل معها مثل قيام الفرد بالعمليات الحسابية بدون اللجوء للأدوات المساعدة مثل الحاسبة.

الذاكرة العرضية

نوع آخر من الذاكرة هو الذاكرة العرضية أي الذاكرة التي تعبر عن قدرة الفرد على تذكر حلقات من حياتنا، وخاصة إذا تم تكليفه بمهمة تذكر كل ما فعله قبل يومين مثلاً، فسيكون ذلك بمثابة اختبار للذاكرة العرضية، حيث سيُطلب من الشخص السفر عقليًا خلال اليوم في عقله وتدوين الأحداث الرئيسية.

الذاكرة الدلالية

تعبر الذاكرة الدلالية عن مخزننا للمعرفة الدائمة إلى حد ما، مثل معاني الكلمات في اللغة على سبيل المثال معنى كلمة المظلة ومجموعة ضخمة من الحقائق حول العالم على سبيل المثال هناك 196 دولة في العالم و206 عظام في جسم الإنسان.

الذاكرة الجماعية

تشير الذاكرة الجماعية إلى نوع الذاكرة التي يتشاركها الأشخاص في المجموعة بالتحديد في السلوك الجمعي التعاوني، سواء كانت عائلة أو مجتمع أو زملاء في المدرسة أو مواطنين في دولة معينة، على سبيل المثال غالبًا ما يتحد سكان البلدات الصغيرة بقوة مع تلك البلدات، ويتذكرون العادات المحلية والأحداث التاريخية بطريقة فريدة، أي أن الذاكرة الجماعية للمجتمع تنقل القصص والذكريات بين الجيران والأجيال القادمة وتشكل نظام ذاكرة في حد ذاته.

مفاتيح تحسين الذاكرة في علم النفس

لتحسين عمليات التعلم والذاكرة في علم النفس نحتاج إلى تشفير المعلومات جنبًا إلى جنب مع الإشارات الممتازة التي ستعيد الأحداث التي تم تذكرها عندما نحتاج إليها، ولكن كيف نفعل ذلك؟ منها يتضح أنه لتحقيق أقصى قدر من الاسترجاع يجب أن نبني إشارات ذات مغزى تذكرنا بالتجربة الأصلية، ويجب أن تكون تلك الإشارات مميزة وغير مرتبطة بذكريات أخرى، هذان الشرطان مهمان في تعظيم فعالية التلميح في تحسين الذاكرة في علم النفس.

إذن كيف يمكن تكييف هذه المبادئ للاستخدام في العديد من المواقف في تحسين الذاكرة، ومنها عند التطرق إلى قدرة سايمون راينهارد على حفظ أعداد ضخمة من الأرقام، على الرغم من أنه لم يكن واضحًا، فقد طبق نفس مبادئ الذاكرة العامة ولكن بطريقة أكثر تعمقًا، في الواقع تعتمد جميع أجهزة الذاكرة أو وسائل المساعدة أو الحيل على هذه المبادئ الأساسية، وفي حالة نموذجية يتعلم الشخص مجموعة من الإشارات ثم يطبق هذه الإشارات لتعلم المعلومات وتذكرها.

كيف تذكر سايمون راينهارد تلك الأرقام؟ في الأساس لديه نظام أكثر تعقيدًا يعتمد على هذه المبادئ نفسها، في حالته يستخدم قصور الذاكرة التي تعبر عن مشاهد متقنة ذات أماكن منفصلة جنبًا إلى جنب مع مجموعات ضخمة من الصور للأرقام، حيث أن سيمون لديه المئات من قصور الذاكرة التي يستخدمها، بعد ذلك لتذكر الأرقام فقد حفظ مجموعة من 10000 صورة، وكل رقم مكون من أربعة أرقام له يعطي صورة ذهنية على الفور.

بالتالي يمكن تحسين الذاكرة في علم النفس باستخدام أجهزة الذاكرة، ولكن جميعها تتضمن تكوين عمليات تشفير مميزة ومن ثم الحصول على مجموعة معصومة من إشارات الذاكرة، ويجب أن نضيف ذلك لتطوير واستخدام أنظمة الذاكرة هذه بما يتجاوز نظام الربط الأساسي يستغرق قدرًا كبيرًا من الوقت والتركيز، ومع ذلك بالنسبة للأغراض الأكثر شيوعًا يجب النظر في أنه لكي يتذكر الفرد جيدًا يحتاج إلى تشفير المعلومات بطريقة مميزة والحصول على إشارات جيدة للاسترجاع.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: