مفهوم التجنيد في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التجنيد في علم النفس الاجتماعي:

يشير مصطلح التجنيد في علم النفس الاجتماعي إلى السلوكيات التي يشرعها الشخص بشكل غير سليم لجعل الآخرين مثله أو التفكير جيدًا في صفاته أو خصائصه كشخص، حيث هناك العديد من الطرق التي يمكن للناس من خلالها أن يشيدوا بأنفسهم، وأحد الأساليب المستخدمة بشكل متكرر هو إظهار الاهتمام بشخص آخر مثل طرح الأسئلة والانتباه وتحدد الشخص بحيث جعله يشعر بأنه مميز، ومن خلال تقديم خدمات أو مساعدة شخص ما.

على سبيل المثال يمكن للشخص إحضار كوب من القهوة لزميله أو مساعدة شخص غريب يعاني من مشكلة في السيارة، كما يمكن للشخص إظهار الدعم والولاء على سبيل المثال أثناء اجتماع عندما يعبر عن اتفاق مع المشرف الخاص به، ويتمثل التجنيد في علم النفس الاجتماعي في جعل الفرد الناس مثله ببساطة من خلال الابتسامة وأن يكون ودودًا ومبهجًا وإيجابيًا، ويمكنه التعبير عن الإعجاب مباشرة من خلال إطراء الناس وإخبارهم بما يعجبه أو يعجبهم بهم.

هذا لا يعني أن جميع السلوكيات الإيجابية المحببة هي أمثلة على التجنيد في علم النفس، والنقطة الحاسمة هي الدافع وراء السلوك الإنساني، على سبيل المثال إذا كان الفرد يدعم رئيسه في الاجتماع لأنه يتفق معه حقًا، أو إذا كان يساعد شخصًا ما لأسباب تتعلق بالإيثار تمامًا، فإن السلوك لا يكون مزعجًا، حيث تعتبر الحدود غامضة تمامًا هنا؛ وذلك لأن الناس لا يدركون دائمًا دوافعهم الحقيقية، وقد يعتقد الفرد بوعي أنه توافق حقًا أو أنه حقًا يتمتع بالإيثار، بينما قد يرغب دون وعي في إرضاء نفسه، والعديد من حالات الجحود تكون بمثابة فقد للوعي، لذلك يحدث التجريد  أكثر بكثير مما قد يعتقده المرء.

أسباب الاختلاف في التجنيد في علم النفس الاجتماعي:

أحد أسباب الاختلاف بين المراقبين والأهداف في عملية التجنيد في علم النفس الاجتماعي هو أن معظم الناس يهدفون إلى الحصول على نظرة إيجابية لأنفسهم أي دافع تعزيز الذات، وعندما يتم التشجيع عليهم فإن هذا يعزز احترامهم لذاتهم، وهذا يجعلهم يشعرون بالرضا حتى لو كانوا لا يثقون تمامًا في دوافع الشخص المقابل، والأهم من ذلك هناك فرق بين الاستجابات المعرفية والعاطفية للتعبير عن الذات، فمن الناحية المعرفية قد يشك الفرد في دوافع شخص ما، خاصةً إذا كان هذا الشخص يتغاضى عن صفات لا يمتلكها الفرد نفسه حقًا من وجهة نظره.

ومع ذلك فمن الناحية العاطفية من الجيد أن يهتم شخص ما بنا ويحبنا ويدعمنا ويثني علينا، و يقول الكثير من الناس إنهم لا يهتمون بهذا ولكن دون وعي كل الناس يحبون أن يشعروا بالرضا عن أنفسهم، ويشعرون بالرضا أكثر من أي شيء آخر عندما يشعرون بالتقدير من قبل الآخرين.

نتيجة لذلك تكون تأثيرات التطوّر بشكل عام على النحو المنشود تتمثل في أن الهدف يحب المُبدع وهو أكثر استعدادًا لتقديم الخدمات للمُتقدِم، وبالتالي يمكن أن يكون التجنيد وسيلة للتأثير على الناس فإن التجنيد يعزز المزاج، والذي بدوره قد يؤثر على سلوكهم بالطرق المرغوبة، وسبب آخر لنجاح التجنيد هو مبدأ المعاملة بالمثل إذا فعل شخص ما شيئًا جيدًا من أجلنا، فنحن نريد أن نفعل شيئًا في المقابل.

إذن الدافع القوي للتعبير عن الذات هو ببساطة أن الشخص يمكن أن يؤثر على سلوك الآخرين معه، لكن هناك دوافع أخرى أيضًا، ولسبب واحد فإن التجنيد هو زيت التشحيم لحركة المرور الاجتماعية، حيث يعتبر قول الفرد ما يعتقده بالضبط يمكن أن يجعل الناس يشعرون بالحرج وعدم الارتياح، وأحد الدوافع ذات الصلة للتعبير عن الذات هو أنه إذا كان الشخص يتعامل بشكل جيد مع الناس، فسيحبونه ويستجيبون له بشكل إيجابي، وهذا بدوره أمر جيد لاحترام الشخص لذاته، في الواقع يمكن اعتبار التطوّر مهارة اجتماعية.

كما لوحظ فإن أهداف التجنيد عادة مثل المتعصب، وهذا يحدث حتى لو كان الإطراء شديدًا جدًا، ومع ذلك فإن المراقبين في وضع مختلف وهم يصدرون أحكامًا قاسية جدًا على المتعصبين، إن أقوى دليل للكشف عن التجنيد هو الاعتماد ويتمثل عندما يكون الشخص محبوبًا تجاه شخص يتمتع بمكانة أو سلطة أعلى، يصبح المراقبين على الفور متشككين في دوافع الشخص.

في هذه المرحلة لم تكن أحكامهم سلبية تمامًا لأنهم لا يمكن أن يكونوا متأكدين على الرغم من كل ما يعرفونه، قد يكون الشخص ببساطة محبوبًا للغاية، ولكن بمجرد أن يلاحظوا أن الشخص يتصرف بطريقة أقل ودية تجاه أولئك الذين يتمتعون بسلطة أقل، فإنهم يحددون على الفور الشخص على أنه شخص بني اللون ويحكمون على الشخص بشكل سلبي للغاية.

في الحقيقة يُحكم على الشخص المحبوب تجاه مسؤوليه وغير المحبوب تجاه المسؤولين بنفس القدر من السلبية مثل أي شخص مكروه تجاه الجميع، ويُطلق على هذا التأثير اسم تأثير الوحل لأنه تم الإبلاغ عنه لأول مرة في هولندا، حيث يكون الناس أكثر حذرًا من الجاذبية وحيث تكون الكلمة الشائعة للتعبير عن التزاوج هي الوحل.

تأثير مفهوم التجنيد في السلوك الإنساني في علم النفس الاجتماعي:

نظرًا لأن السلوك الإنساني المحبوب تجاه الأشخاص الأقوياء يمكن أن يكون سببًا بسهولة لدوافع خفية، يُنظر إليه على أنه غير مفيد تمامًا لذلك لا يحمل أي وزن في تكوين الانطباع، بالطبع في الحياة اليومية لا يرى الأشخاص ذوو المناصب القوية عادةً كيف يتصرف مرؤوسوهم تجاه الآخرين، لذلك قد يفلت الشخص ذو السلوك السلبي من العقاب بسهولة.

عادة ما يكون للسلوك القيادي في المنظمات مرؤوسين متعددين يجب عليهم الانتباه إليهم، لذلك لا يُتوقع منهم تتبع سلوك الجميع تجاه الآخرين، أيضًا لديهم عادةً تقديرًا عاليًا لأنفسهم لذلك عندما يتم الإطراء بشكل مفرط، فإن هذا سيؤكد ببساطة ما يعرفونه بالفعل، وليس من المرجح أن يشككوا في دوافع الناكر، علاوة على ذلك يعلق الناس عمومًا وزناً أكبر على سلوك الشخص تجاههم أكثر من الآخرين أي أهمية المتعة، وهذا سبب آخر يجعل الإطراء تجاه الأشخاص الأقوياء له التأثير المقصود عادةً نتيجة لكل هذا.

القوة والمكانة من الإشارات التي يمكن أن تنبه المراقبين إلى الدوافع الحقيقية للداعي في تأثير مفهوم التجنيد في السلوك الإنساني في علم النفس الاجتماعي، وكذلك يمكن أن تنبه الإشارات الأخرى المتعلقة بالتبعية، أي أنها تعتبر في الواقع فكرة أفضل بكثير من استخدام أنواع أخرى من استراتيجيات التقديم الذاتي، مثل الترويج الذاتي إظهار للناس مدى قدرة الفرد ونجاحه، والفرق هو أن الترويج للذات يتعلق بالنفس، في حين أن التشكر يتعلق بالشخص الآخر.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: