مفهوم التواصل في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يتمثل مفهوم التواصل في علم النفس الاجتماعي في المعلومات التي تنتقل من شخص إلى آخر، والتي يلزم وجود أجزاء معينة من المكونات من أجل حدوث هذه العملية بشكل سليم كوجود مجموعة أشخاص وبيانات ووسائل لتداول هذه المعلومات.

مفهوم التواصل في علم النفس الاجتماعي

يعبر مفهوم التواصل في علم النفس الاجتماعي عن نظام يساعد بشكل كبير في تطوير وتشكيل ونمو وتغيير المواقف والصور والأفكار النمطية والأحكام المسبقة، حيث يتغير السلوك الجمعي والفرد أيضًا بشكل كبير بسبب تأثير التواصل، حيث تعتبر اللغة هي المصدر الرئيسي للتواصل يتم التعبير عن الأفكار والتجارب والمشاعر والعواطف وقبل كل شيء المعرفة وما إلى ذلك ونقلها من خلال اللغة والكلام، لذلك يقال أن اللغة تعمل كأداة للفكر والتواصل وكوسيلة للسيطرة على تصرفات الآخرين وكقوة متماسكة توحد أعضاء مجتمع معين.

يعتبر مفهوم التواصل في علم النفس الاجتماعي هو القوة الرئيسية التي تؤثر على رأي الناس، وهو ما يساعد في إبداء الرأي، واتخاذ القرارات وفي كثير من الأحيان القرار الصائب، حيث يعتبر حدوث التنظيم الاجتماعي غير ممكن بدون التواصل، ويمكن أن يمتد تأثير المجموعة فقط بقدر ما تمتلك المجموعة قنوات فعالة للتواصل.

مكونات مفهوم التواصل في علم النفس الاجتماعي

يتمثل مفهوم التواصل في علم النفس الاجتماعي بمجموعة من المكونات بحيث يتم من خلالها عملية التواصل ونقل وتبادل المعلومات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تتمثل هذه المكونات بالمصدر الذي يعتبر بمثابة المكان الذي يبدأ منه التواصل أو ينشأ، ففي الكلام كوسيلة من وسائل التواصل المصدر هو الإنسان، عندما يتم الاتصال من خلال الكتابة يكون الكاتب هو المصدر.

وتتمثل مكونات التواصل في علم النفس الاجتماعي بالمرسل الذي يتم استخدامه لنقل المعلومات أو بثها عبر إشارات متنوعة مثل الراديو أو التلفزيون، وتتمثل هذه المكونات بالقناة التي تقع بين المصدر والوجهة، حيث يجب أن تكون هناك قناة يتم من خلالها نقل الاتصال، مثل عندما يتم الاتصال من خلال الكتابة فإن الورقة هي قناة أو وسيلة التواصل.

تتمثل مكونات التواصل في علم النفس الاجتماعي بالمتلقي فعندما تكون وسيلة الاتصال هي الصوت أو الكلام تكون أذن الشخص الذي يتم الاتصال معه هي المتلقي، وفي الكتابة المتلقي هو العين قبل وصول الخبر إلى الوجهة التي يستقبلها المتلقي، وتتمثل مكونات التواصل في علم النفس الاجتماعي في الوجهة فعندما تكون وسيلة الاتصال سمعية يكون الشخص الذي يسمعها أو المقصود من الاتصال هو الوجهة، عندما يتم الاتصال عن طريق الكتابة يكون الشخص المقصود من الرسالة ومن يقرأها هو الوجهة.

نمط التواصل في علم النفس الاجتماعي

يميل نمط التواصل في علم النفس الاجتماعي إلى أن يكون معقدًا مع زيادة عدد الأعضاء في المجموعة الواحدة، حيث أنه في مجموعة من شخصين فقط يكون نمط التواصل من أبسط الأنواع، ولكن عندما يزداد الرقم أو عدد أعضاء المجموعة الواحدة يصبح من الصعب فهم نمط التواصل حيث يصبح أكثر تعقيدًا مثل نمط الشبكة.

يشير التحليل الدقيق إلى أن نمط الشبكة لا تنظم أعضاء المجموعة، حيث تمت مناقشة دور نمط الشبكة في بعض الجهات كوسيلة للتنظيم الاجتماعي أو تنظيم أعضاء المجموعة، فهو يسمح لهم فقط بالعمل وليس التفاعل بين الأعضاء، ما لم يكن هناك تفاعل بين أعضاء المجموعة لا يمكن أن يكون هناك تنظيم اجتماعي، وقد أدى ذلك بالبعض إلى الإشارة إلى أنها ليست وسيلة للتواصل؛ مهمة لأنها لا تعطي فرصة كافية للتفاعل.

إذا كان الناس يفضلون إرسال الرسائل والمعلومات إلى أعضاء آخرين في المجتمع من خلال الخدمة البريدية بدلاً من الهواتف أو الاتصالات اللفظية التي تكون مكلفة للغاية، نظرًا لاستخدام القناة البريدية بشكل متكرر، فقد نقول إنها تتمتع بكثافة حركة مرور عالية جدًا وهذا ما يعرف بنمط التواصل المروري.

على العكس من ذلك إذا كانت القناة موجودة ولكنها غير مستخدمة لغرض التواصل يمكن حذفها من شبكة التواصل، حيث تشير كثافة حركة المرور العالية إلى أن قناة معينة مهمة في عمل المجموعة، ومن خلال تحليل كثافة حركة المرور، يمكن للمرء أن يجد الاختناقات والعقبات في الاتصال الجماعي والتي تقلل في النهاية من معنويات المجموعة وكفاءتها.

يتغير نمط التواصل عندما تتواصل المجموعة وتتفاعل مع بعضها البعض، حيث تستمر المجموعة في التواصل حتى يتم الوصول إلى نمط موحد، وبمجرد الوصول إلى هذا النمط الموحد، لم تعد هناك حاجة للتواصل، مرة أخرى عندما يتم تقديم عنصر جديد من المعلومات، هناك تفاعل جديد وقد يكون نمط التواصل أكثر تعقيدًا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: