مفهوم الحكم الأخلاقي في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


عندما نقع في العديد من الخيارات والقرارات المصيرية التي تعتبر مهمة للمستقبل، فإننا نعتبر أنفسنا أمام مرحلة يتوجب بها أن نحكم عقولنا ونضع فيها قيمنا ومن ثم نتخذ أفضل أحكامنا التي تعود لأخلاقنا الجيدة والمضي قدماً.

مفهوم الحكم الأخلاقي في علم النفس الاجتماعي

يشير مفهوم الحكم الأخلاقي في علم النفس الاجتماعي إلى القرار الذي يتخذه الشخص بشأن فعل أو عدم فعل، أو دافع أو موقف أو شخص فيما يتعلق بمعايير الخير أو الصواب، حيث يعبر الناس عن حكم أخلاقي على سبيل المثال عندما يقولون إن الفعل صحيح أو خاطئ، أو أن الشخص جيد أو سيئ، أو أن الموقف عادل أو غير عادل.

كثيرًا ما يصدر الأفراد أحكامًا أخلاقية حول القضايا الأخلاقية التي تنشأ في العديد من المجالات وقد تم التحقيق في مثل هذه الأحكام من قبل علماء النفس الاجتماعي، ويميز هذا الإدخال الحكم الأخلاقي عن التفكير الأخلاقي، ويستعرض طرق التحقيق في الأحكام الأخلاقية ويلخص النتائج الرئيسية من أدبيات الحكم الأخلاقي المتعلقة بالمجالات الاجتماعية.

شروط الحكم الأخلاقي والتفكير الأخلاقي في علم النفس الاجتماعي

شروط  الحكم الأخلاقي والتفكير الأخلاقي استخدمت أحيانا بالتبادل، على سبيل المثال أطلق عالم النفس الأخلاقي المؤثر لورانس كولبرج على دليل تسجيل النقاط الخاص به قياس الحكم الأخلاقي، وفي الواقع تمت كتابة الدليل كدليل لتسجيل المرحلة التطورية للتفكير الأخلاقي للشخص، ومع تطور مجال البحث النفسي الأخلاقي، تطورت أيضًا مفردات أكثر دقة وتم تمييز الحكم الأخلاقي في كثير من الأحيان عن الاستدلال الأخلاقي، والذي يمثل عادةً استنتاجه.

وهكذا يستخدم العديد من الباحثين مصطلح  الحكم الأخلاقي عند الإشارة إلى نتيجة عملية التفكير الأخلاقي، ويعتبر الحكم الأخلاقي هو النتيجة التي يتوصل إليها الشخص حول الصفة الأخلاقية لشيء ما أو لشخص ما، في حين أن الحكم الأخلاقي هو تقييم أخلاقي.

مع ذلك لا يزال مصطلح الحكم الأخلاقي مثيرًا للجدل، حيث يعكس نقاشًا أوسع في علم النفس المعرفي، وهناك خلاف حول دور التفكير الصريح مقابل العمليات الضمنية وغير الواعية، والسؤال المركزي هو عندما يقول الناس أن الفعل صحيح أو خاطئ، جيد أو سيئ وهل حكمهم ناتج عن عمليات واعية وتداولية أي التفكير الأخلاقي، أم أنه نتيجة لدوافع وبديهيات غير واعية؟

بالتأكيد يمكن للناس تقديم أسباب أخلاقية لمعتقداتهم، لكن بعض المنظرين يرون أن هذه الأسباب تحفز حقًا معتقدات الشخص، بينما يرى آخرين هذه الأسباب على أنها مجرد تبريرات لاحقة للأحكام الأخلاقية التي لها أصولها الفعلية في عمليات اللاوعي.

قدم جيمس ريست أحد أكثر التفسيرات تأثيرًا لعمليات الفعل الأخلاقي، والتي تفيد في كيفية ربطها بالمنطق الأخلاقي والحكم، أما بالنسبة للراحة قبل أن يتمكن الشخص من التصرف بشكل أخلاقي في أي موقف، يجب أن تنشط مجموعة من العمليات النفسية، مقسمة إلى فئات تعمل على النحو الأمثل.

تتمثل في أنه يجب على الشخص تفسير الموقف، ويجب أن ينخرط الشخص في التفكير الأخلاقي، أي أنه يجب عليه أو عليها أن يوازن بين أي قضايا أخلاقية متنافسة وتشكيل حكم ناضج ومسؤول حول ما يجب القيام به، ويجب إعطاء الأولوية للحكم الأخلاقي على القيم وخيارات العمل الأخرى، ويجب على الشخص أن يضع نيته الأخلاقية موضع التنفيذ.

تقييم الحكم الأخلاقي في علم النفس الاجتماعي

عادة ما يتم تقييم الأحكام الأخلاقية بطريقة مباشرة، فقد يقدم الباحث في علم النفس الاجتماعي على سبيل المثال للمشاركين في الدراسة صورًا أو قصصًا لأفعال قانونية أو غير قانونية أو غامضة في بيئة اجتماعية ويطلب من المستجيبين إصدار أحكام حول ما إذا كانت الإجراءات المصورة على ما يرام، حيث أنه غالبًا ما يشار إلى هذه القرارات على أنها أحكام شرعية، في حين كانت الأحكام المتعلقة بالغش والسلوك المعادي هي الأكثر تحقيقاً، إلى جانب مجموعات محددة من الإجراءات التي تم تصنيفها على أنها سلوك غير اجتماعي أو سلوك سلبي اجتماعي.

الأحكام الأخلاقية في البحث النفسي الاجتماعي

تعكس الأحكام الأخلاقية مجموعة واسعة ومتنوعة من التأثيرات، على سبيل المثال أظهرت دراسات مختلفة أن الخصائص الديموغرافية مثل العمر والجنس والعرق والحالة الاقتصادية غالبًا ما تؤثر على الأحكام الأخلاقية، بالإضافة إلى الخصائص الديموغرافية هناك مجموعة من التأثيرات الأخرى على الأحكام الأخلاقية مثل مستوى الشخص أو مرحلة التفكير الأخلاقي، على الرغم من عدم تحديده للأحكام الأخلاقية، إلا أنه أحد المتغيرات التنموية التي تؤثر على الحكم.

كما تم التحقيق في مصادر أخرى بما في ذلك الهوية الأخلاقية الاجتماعية، وفعالية التنظيم الذاتي العاطفي، واحترام الذات وعلى وجه الخصوص الدوافع الإنسانية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: