مفهوم الذاكرة الصريحة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الذاكرة الصريحة مكرسة لمعالجة الأسماء والتواريخ والأماكن والحقائق والأحداث وما إلى ذلك، وهذه هي الكيانات التي يُعتقد أنها مشفرة بشكل رمزي وبالتالي يمكن وصفها باللغة، من حيث وظيفة الذاكرة التقريرية حيث يحدث قدر كبير من النسيان من الذاكرة التقريرية حرفيًا بعد دقائق وساعات وأيام من التجربة، وتحتوي الذاكرة الصريحة أيضًا على ركيزة عصبية محددة.

مفهوم الذاكرة الصريحة في علم النفس

الذاكرة الصريحة في علم النفس التي تسمى أحيانًا الذاكرة التقريرية هي التذكر الواعي والمتعمد للتجارب والبيانات السابقة، حيث نستخدم الذاكرة الصريحة على مدار اليوم مثل تذكر وقت الموعد أو تذكر حدث من سنوات ماضية، وتتضمن الذاكرة الصريحة تذكُّرًا واعيًا مقارنةً بالذاكرة الضمنية التي هي شكل غير واعي وغير مقصود من الذاكرة، يعد تذكر درس غناء معين مثالاً على الذاكرة الصريحة بينما يعد تحسين مهارات الغناء أثناء التدريب مثالاً على ذاكرة السيرة الذاتية.

تشير الذاكرة الصريحة إلى الذاكرة بإدراك واعي وذاكرة غير معبرة أو جزئية إلى الذاكرة دون وعي واع، حيث تتميز الذاكرة الصريحة بالقدرة على التصريح أو التعليق شفهيًا أو بأي إجراء تعسفي، إن المرء لديه ذاكرة لمحفز أو مفهوم أو فعل أو حدث معين، ويمكن اختبار الذاكرة الصريحة ببساطة عن طريق سؤال الفرد مباشرة عما إذا كان لديه ذاكرة، على النقيض من ذلك نظرًا لأن الشخص أو الكائن الحي غير مدرك للذكريات السابقة لا يمكن الاستدلال على وجودها إلا بشكل غير مباشر، من قبل الفرد أو من قبل مراقب، إذا حدث تغيير في السلوك أو الأداء عن طريق تجربة ما.

على سبيل المثال افترض أنك سألت شخصًا يعاني من فقدان عميق في الذاكرة عما إذا كان يمكنه ركوب الدراجة، تقول إنها تتخيل أنها تستطيع ذلك لكنها لا تتذكر أنها فعلت ذلك على الإطلاق، حيث أن ذاكرتها الواضحة لركوبها دراجة ضعيفة، ومع ذلك عند وضعها على دراجة فإنها تؤدي بخبرة إظهار أن ذاكرتها الجزئية عن كيفية ركوب الدراجة جيدة، ببساطة التمييز بين الذاكرة الصريحة والجزئية هو التمييز بين معرفة ذلك ومعرفة كيف، وكما لاحظ كوهين وسكواير فهو تمييز يكرمه الدماغ.

بشكل عام تتضمن الذاكرة الصريحة وعيًا بالذاكرة في حين أن الذاكرة الجزئية لا تتضمن بالضرورة إدراك الذاكرة، حيث تعتمد الذاكرة الإجرائية كنوع من الذاكرة الجزئية على التعلم واستدعاء المحرك والمهارات والقدرات المعرفية، بالتالي يمكن توضيح التمييز بين التعلم الضمني والصريح في اللغة.

ترميز واسترجاع الذاكرة الصريحة في علم النفس

تعتمد الذاكرة الصريحة على معالجة مدفوعة بالمفاهيم ومن أعلى لأسفل، حيث يكرر الشخص ترتيب المخططات لتخزينها، وهذا الموضوع يصنع ارتباطات مع المحفزات أو الخبرات السابقة ذات الصلة، وبالتالي فإن استرجاع المخططات في وقت لاحق يتأثر بشكل كبير بالوسيلة التي تمت بها تعديل المعلومات في الأساس، وتأثير عمق التعديل هو التحسن في الاستدعاء اللاحق لشيء فكر فيه الشخص في معناه أو شكله.

ببساطة لإنشاء ذكريات واضحة على أن يفعل شيئًا مع تجاربه من خلال التفكير فيها والتحدث عنها وكتابتها ودراستها، نظرًا لأن الفرد قد يلعب دور فعال في معالجة المعلومات التي تكون بشكل صريح، يمكن أيضًا استعمال الإشارات الداخلية التي تم استعمالها في معالجتها لبدء استدعاء تلقائي.

أنواع الذاكرة الصريحة في علم النفس

تعتبر الذاكرة الصريحة من أنواع الذاكرة التي تمت دراستها من قبل علماء النفس المعرفي وعلماء النفس العصبي الحيوي، ومنها تم تقسيمها لأنواع وأشكال مختلفة وكل منها تخدم عمليات متنوعة، مما يجدر علينا ذكر أنواع الذاكرة الصريحة في علم النفس من خلال ما يلي:

ذاكرة السيرة الذاتية

تتكون ذاكرة السيرة الذاتية تذكر الأحداث الفردية في حياة الشخص، أي أنها ذكرى تجارب الحياة تتمحور حول نفس الفرد، حيث تعتبر ذاكرة السيرة الذاتية ضرورية للسفر عبر الزمن وتذكر الماضي وتخيل المستقبل، وتعتبر ميزة إنسانية فريدة تعتمد على النضج وبالتالي لن تجدها في الرضع والأطفال الصغار.

الذاكرة الدلالية

الذاكرة الدلالية تتكون من كل ذاكرة صريحة ليست سيرة ذاتية، ومن أمثلة الذاكرة الدلالية معرفة الأحداث والشخصيات التاريخية، والقدرة على التعرف على الأصدقاء والمعارف، والمعلومات التي تم تعلمها في المدرسة مثل المفردات المتخصصة والقراءة والكتابة والرياضيات، حيث يعتبر الأساس العصبي لذاكرة السيرة الذاتية والدلالية لم يعرف بعد اليوم، ومع ذلك يقترح بعض العلماء أن ذاكرة السيرة الذاتية قد تعتمد على نصف الكرة الأيمن، والذاكرة الدلالية في نصف الكرة الأيسر.

دراسات الذاكرة الصريحة في علم النفس

عندما يتعلم كائن ما أي معلومات يتم إشراك عدد من أنظمة الدماغ، ومع ذلك في معظم الحالات يوجد نظام دماغي حرج واحد، والذي يؤدي عند تلفه إلى ضعف دائم في شكل معين من أشكال التعلم والذاكرة، ففيما يتعلق ببحوث لاشلي العبقرية لم يتم التعرف على وجود عدة أشكال مختلفة من الذاكرة مع ركائز عصبية مختلفة في وقته ولم تكن التقنيات التحليلية الحديثة متاحة في ذلك الوقت.

تشير الدراسات الحديثة للذاكرة الصريحة في علم النفس إلى أن تعديل القوة والبنية المشبكية هي آلية أساسية يتم من خلالها تشفير هذه الذكريات ومعالجتها وتخزينها داخل الدماغ، حيث تمت دراسة نظامين نموذجيين على نطاق واسع كأمثلة لهذا الشكل من الذاكرة تتمثل في التحسس في الحلزون البحري وتكوين الذاكرة المكانية في القوارض.

تشير التصورات الحالية لدينا إلى أن تكوين الذكريات الصريحة وصيانتها واستعادتها لاحقًا وتعتمد على شبكة متعددة المكونات تشتمل على بنى قشرية بما في ذلك مناطق الارتباط الخلفي الجداري والأمامي الجبهي والحوفي الزماني، وكذلك الهياكل الزمنية الإنسي بما في ذلك الحُصين والقشرة الداخلية والحيوية والقشرة المجاورة للحصين، ويمكن اعتبار الهياكل الزمنية الوسيطة أولية بمعنى أنه بدونها سواء تم قياسها عن طريق الاسترجاع أو التعرف تكون الذاكرة الصريحة ضعيفة.

الفرق بين أنواع الذاكرة الصريحة في علم النفس

تنقسم الذاكرة الصرية نفسها إلى فئات الذاكرة الدلالية والذاكرة العرضية، مع تمييز أدق بين الذاكرة العرضية والذاكرة الذاتية، حيث أن الذاكرة الدلالية تدعم المعرفة العامة عن العالم، ويستشير الناس الذاكرة الدلالية عندما يسترجعون الحقائق التي مفادها أن عاصمة الولايات المتحدة هي واشنطن العاصمة مثلاً، وأن الولايات المتحدة بها 50 ولاية، وأن لديها أكثر من 660 ولاية.

أي أنه لأغراض عملية تبدو سعة الذاكرة الدلالية وطول عمر المعلومات المخزنة فيها غير محدودة، ولا ترتبط الذاكرة الدلالية أيضًا بوقت أو مكان معين، أي أن الناس يعرفون الحقائق والأرقام والأسماء والتواريخ، لكنهم في معظم الحالات لا يعرفون متى وأين تعلموا هذه المعلومات، وقد يكون الأشخاص قادرين على إعادة بناء عمرهم أو الدرجة التي كانوا فيها عندما تعلموا بعض الحكايات من المعلومات، ولكن ما لم يكن هناك شيء فريد حول التجربة المحيطة بالحصول على هذه المعلومات، فإنهم يحملونها دون عنوان أو إشارة إلى حلقة محددة.

على النقيض من الذاكرة الدلالية تدعم الذاكرة العرضية الاحتفاظ بالمعلومات حول الأحداث الفريدة مثل زيارة محددة إلى واشنطن العاصمة أو حقيقة أن ألاسكا كانت إحدى الولايات المدرجة في قائمة أسماء الدول التي تمت دراستها في تجربة الذاكرة، فقد لا تبقى بعض الذكريات العرضية مثل ما إذا كانت حالة معينة مدرجة في قائمة الكلمات، مع واحدة لفترة طويلة جدًا وليست ذات صلة أو مهمة بشكل شخصي بشكل خاص، ومع ذلك فإن الذكريات العرضية الأخرى لها أهمية شخصية وحتى أنها ذاتية التحديد، أي أنها الحلقات التي يتأمل الناس فيها عندما يفكرون في هويتهم وكيف شكلت تجاربهم السابقة شكلهم.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: