مفهوم السمات التحفيزية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


السمات التحفيزية هي خصائص ثابتة وغير قابلة للقدرة تؤثر على اتجاه وشدة واستمرار سلوكيات الأفراد الموجهة نحو الهدف عبر المواقف المتنوعة، حيث يُعتقد أن السمات التحفيزية تؤثر على السلوك من خلال التحفيز الخاص بالمهمة والتنظيم الذاتي، وتوجد العديد من أطر السمات التحفيزية، كل منها مشتق من نظرية مختلفة عن التحفيز، تتمثل إحدى طرق البحث المستقبلي في تطوير نموذج تكاملي للسمات التحفيزية التي توحد هذه الأساليب في إطار شامل.

مفهوم السمات التحفيزية في علم النفس

يشير الدافع إلى مجموعة داخلية من عمليات عدم القدرة التي توجه السلوك الإنساني وتنشطه وتحافظ عليه بمرور الوقت، حيث يؤثر الدافع على الاتجاه أي اختيار الأنشطة، والشدة أي مقدار الجهد، والمثابرة أي مدة الجهد لسلوك الفرد وتصرفاته، ويمكن تعريف السمة على أنها سمة مميزة لطبيعة الشخص توضح الاتساق عبر المواقف وبمرور الوقت، وغالبًا ما تتناقض السمات مع الحالات والتي تكون أكثر تحديدًا للموقف وتتغير بسرعة نسبيًا، أي أن السمة تُظهر استقرارًا زمنيًا ولها تأثير مماثل على السلوك في مواقف مختلفة، في حين أن الحالات تكون مؤقتة بدرجة أكبر.

يمكن تعريف السمات التحفيزية في علم النفس على أنها ميزة مستقرة ومميزة للفرد تختلف عن القدرات المعرفية ولكنها تؤثر على اختيار الأنشطة الموجهة نحو الهدف، ومقدار الجهد المبذول في المهام، ومدة الوقت التي يتم خلالها متابعة الأنشطة، علاوةً على ذلك فإن السمة التحفيزية لها تأثير مماثل على السلوك الإنساني في المواقف المختلفة على سبيل المثال العمل والرفاهية النفسية والعلاقات الاجتماعية وبمرور الوقت.

السمات التحفيزية كتأثيرات بعيدة على السلوك القيادي في علم النفس

لقد ثبت أن السمات التحفيزية تتنبأ بنتائج التدريب والأداء الوظيفي وسلوكيات المواطنة التنظيمية وأيضاً السلوك القيادي، حيث يُعتقد أن السمات التحفيزية تؤثر على السلوك إلى حد كبير من خلال الدافع الخاص بالمهمة أي دافع الحالة والتنظيم الذاتي أي من خلال الإدارة الذاتية، في الواقع أظهرت العديد من الدراسات أن السمات التحفيزية تؤثر على الكفاءة الذاتية للأفراد أي الثقة الخاصة بالمهمة واختيار الهدف والالتزام بالهدف أي قوة الارتباط بالهدف.

بالإضافة إلى ذلك جادل بعض الباحثين في علم النفس بأن السمات التحفيزية تؤثر على الأداء من خلال عمليات التنظيم الذاتي الخاصة بالمهمة، مثل التحكم في التحفيز أي الحفاظ على الحافز عالياً من خلال خلق مكافآت شخصية أو تحديات وتنافس، وإدارة المشاعر والعواطف على سبيل المثال منع القلق والمشاعر السلبية من التدخل في الأداء، والتركيز الذهني أي التركيز على المهمة في الموقف المطلوب، وما وراء المعرفة أي مراقبة التعلم والتقدم، باختصار من المتوقع أن تؤثر السمات التحفيزية على سلوكيات القيادة من خلال الدافع الخاص بالمهمة ومتغيرات التنظيم الذاتي.

مفاهيم السمات التحفيزية في علم النفس

هناك القليل من الإجماع حول السمات الأفضل التي تمثل الدافع النزولي، نتيجة لذلك تم تطوير العديد من التيارات البحثية المتوازية بناءً على نظريات مختلفة عن التحفيز، على الرغم من اختلاف السمات الخاصة عبر الأطر إلا أن العديد منها لها أساس في التمييز طويل الأمد بين النهج ودافع التجنب، حيث يشير دافع النهج إلى حساسية عامة لمكافأة المحفزات والميل إلى البحث عن مثل هذه المحفزات، ويشير دافع التجنب إلى حساسية عامة لمعاقبة المنبهات والميل إلى الابتعاد عن هذه المحفزات، ويعتبر النهج ودافع التجنب مستقلين بحيث يمكن للأفراد أن يكونوا مرتفعين في كليهما، أو منخفضين في كليهما أو مرتفعين في أحدهما ومنخفض من الآخر.

لا يُقصد من هذه النظرة العامة أن تكون شاملة ولكن تهدف إلى وصف السمات التي ترتكز على نظريات التحفيز المفصلة جيدًا، حيث لا تتضمن هذه النظرة العامة سمات الشخصية التي تكون واسعة النطاق جدًا في التركيز، أو التنصت على أكثر من الدافع على سبيل المثال الضمير يشمل متغير الدافع لسعي الإنجاز، بالإضافة إلى متغيرات غير الحافز مثل الكفاءة والنظام والواجب، أو السمات التي تؤثر على الدافع فقط في مواقف معينة على سبيل المثال قد يؤدي الانفتاح على التجربة إلى دافع قوي لاستكشاف مدينة جديدة، ولكنه قد لا يؤدي إلى دافع قوي لأداء مهمة عمل مألوفة.

نظام التنشيط السلوكي ونظام التثبيط السلوكي في السمات التحفيزية

طور جيفري جراي نظرية التحفيز بناءً على أدلة من البحث النفسي الفسيولوجي، حيث تجادل هذه النظرية بأن السمات التحفيزية يتم التقاطها بواسطة نظام التنشيط السلوكي ونظام التثبيط السلوكي، والتي تتوافق مع دوافع النهج والتجنب على التوالي، يميل الأفراد ذوو المستوى العالي من نظام التنشيط السلوكي إلى البحث عن أنشطة مجزية ولديهم دافع قوي لتحقيق الأهداف.

يُظهر هؤلاء الأفراد الاندفاع والبحث عن الإحساس والميل إلى تجربة المشاعر الإيجابية على سبيل المثال الأمل والسعادة والغبطة، ويسعى الأفراد ذوو نظام التثبيط السلوكي المرتفع إلى تجنب مواقف التهديد أو العقاب، مما يؤدي إلى مستويات منخفضة من السلوك الموجه نحو الهدف وتجربة المشاعر السلبية مثل الخوف والإحباط والحزن.

تم ربط مقاييس حساسية نظام التثبيط السلوكي ونظام التنشيط السلوكي بمناطق مميزة من الفص الجبهي، دعم الأساس البيولوجي لهذه السمات، على الرغم من أن إطار عمل نظام التثبيط السلوكي ونظام التنشيط السلوكي ربما يمثل النموذج الأساسي للنهج ودافع التجنب، إلا أنه لم يحظ باهتمام في البحث التنظيمي.

توجيه الهدف في السمات التحفيزية في علم النفس

تم تطوير مفهوم توجيه الهدف في الأصل بواسطة كارول دويك في مفهوم السمات التحفيزية في علم النفس، حيث يشير اتجاه الهدف إلى الاختلافات في الطريقة التي يفسر بها الناس مواقف الإنجاز ويستجيبون لها؛ نظرًا لأنه يركز على التعلم والإنجاز فقد أصبح هذا المفهوم أحد أكثر أطر السمات التحفيزية التي تمت دراستها على نطاق واسع في البحث التنظيمي.

بشكل عام يتبنى الأفراد إما توجيه هدف التعلم أو توجيه هدف الأداء، فيرغب الأفراد المتمرسين في توجيه هدف التعلم في تطوير معارفهم ومهاراتهم وكفاءتهم في المهام ويعتقدون أن القدرة قابلة للتغيير، ويعتبر هذا التوجه سمة تحفيز النهج، ويسعى الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من توجيه هدف الأداء إلى إظهار كفاءتهم وقدرتهم مقارنة بالآخرين ويميلون إلى الاعتقاد بأن القدرة ثابتة، ويمكن تقسيم هذا التوجه إلى نهج وتجنب فرعي.

يسعى الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية في نهج توجيه هدف الأداء إلى إثبات كفاءتهم وقدرتهم مقارنة بالآخرين، ويسعى الأفراد الذين يتمتعون بدرجة عالية من توجيه هدف الأداء إلى تجنب إظهار عدم الكفاءة والأحكام السلبية من الآخرين، على الرغم من أن توجيه الهدف قد ثبت أنه يتنبأ بمجموعة متنوعة من نتائج العمل، إلا أن هناك بعض الجدل حول ما إذا كان من الأفضل تصورها كصفة أو حالة أو شيء بينهما أي سمة سياقية.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: