مفهوم العمليات التلقائية والتحليل الآلي للعمليات في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم العمليات التلقائية في علم النفس الاجتماعي:

مفهوم العمليات التلقائية في علم النفس الاجتماعي: تشير العمليات التلقائية لجميع الممارسات غير الواعية، التي تحدث بسرعة ولا تتطلب عمليات الانتباه ولا يمكن تجنبها.

هناك نوعان أساسيان من العمليات التلقائية، فبعض الأشياء مثل ردود الفعل، تلقائية ببساطة بسبب الطريقة التي تطور بها البشر كنوع، حيث يتم التحكم في السلوك الآخر إلى حد كبير في البداية بمعنى أنه يتطلب وعيًا وجهدًا واعًا، ويمكن أن يصبح تلقائيًا من خلال التعلم.

التحليل الآلي للعمليات التلقائية في علم النفس الاجتماعي:

في السبعينيات بدأ علماء النفس في التمييز بين العمليات النفسية التي كانت تلقائية والعمليات النفسية التي تم التحكم فيها، والعمليات التلقائية غير واعية أي أن الشخص ليس واعي بها وفعالة لا تتطلب أي جهد، وغير مقصودة أي ليس عليه أن يرغب في حدوثها، ولا يمكن السيطرة عليها بمجرد أن تبدأ، ولا يمكن إيقافها، والعمليات الخاضعة للرقابة هي عكس ذلك فهي واعية ويجب أن يكون مدركًا لها بوعي، وغير فعالة وتتطلب مجهودًا، ومتعمدة تحدث فقط عندما يريد حدوثها، ويمكن التحكم فيها ويمكنه إيقافها.

بعد ذلك بوقت قصير اكتشف علماء النفس مشكلة، ووفقًا للمعايير الموضحة سابقاً، هناك عدد قليل نسبيًا من العمليات النفسية تكون تلقائية بالكامل وحتى أقل يتم التحكم فيها بشكل كامل، وهناك استثناءات بالطبع إذا اقترب شيء ما مثل كرة الثلج بسرعة من وجه الفرد، فهو سيغمض عينيه، وهذا هو رد الفعل وهو تلقائي بالكامل.

لا تتطلب العمليات التلقائية وعيًا واعيًا، ولا يتطلب أي جهد، وهو غير مقصود، ولا يمكن السيطرة عليه أيضًا أي لا يمكن إيقافه، على العكس من ذلك يتم التحكم في الكتابة بشكل كامل، ويجب أن يكون الشخص على دراية به، فهو يتطلب مجهودًا، إنه مقصود ويمكن التحكم فيه، ومع ذلك فإن معظم العمليات التلقائية النفسية المثيرة للاهتمام لها عناصر تلقائية ومتحكم بها.

الفرسان الأربعة للعمليات التلقائية في علم النفس الاجتماعي:

وفقًا لعالم النفس جون بارغ، سيكون من المفيد أكثر النظر إلى المعايير المنفصلة للعمليات التلقائية، حيث أطلق عليهم بارغ الفرسان الأربعة، وبدلاً من النظر إلى التلقائية والتحكم على أنهما كل المفاهيم أو لا شيء، حيث يمكننا التعرف على الفرسان الأربعة للعمليات التلقائية في علم النفس الاجتماعي من خلال ما يلي:

الوعي مقابل اللاوعي:

يتطلب بعض السلوك الإنساني الانتباه الواعي، والسلوك الآخر لا يمكن ويمكن أن يستمر دون وعي، ومن الواضح أن معظم وظائف الجسم، مثل التنفس لا تتطلب وعيًا واعيًا، ومع ذلك فإن العديد من العمليات التلقائية النفسية تكون غير واعية أيضًا، على سبيل المثال نصنف تلقائيًا الأشياء أو الأشخاص الذين نعتبرهم جيدًا أو سيئًا، أي أننا نمتلك القدرة على التقييم التلقائي.

يمكن التحقيق فيما إذا كانت العمليات تتطلب وعيًا واعيًا بطرق مختلفة، حيث أن التقنية المستخدمة في أغلب الأحيان في البحث النفسي الاجتماعي هي التمهيد، ومنها يقدم علماء النفس خلسةً للناس منبهات مثل الكلمات أو الصور، وعندما يكون لهذه المحفزات عواقب نفسية مثل عندما يؤثر المنبه الأولي على انطباع يتكون من شخص فيما بعد دون أن يدرك الناس هذا التأثير.

كفاءة مقابل غير فعالة:

يتطلب بعض السلوك الإنساني جهدًا ويستخدم ما يسمى موارد الانتباه، والسلوك الآخر لا يتطلب مثل هذه الأمور، مثال القيادة مفيد مرة أخرى، في المرات القليلة الأولى التي يقود فيها الشخص سيارة، يحتاج إلى موارد اهتمام للتحكم في السيارة والتنقل في حركة المرور، وبمجرد أن يصبح سائقًا ماهرًا، لن يحتاج إلى موارد الانتباه بعد الآن.

تتمثل طريقة التحقق مما إذا كانت العملية فعالة أم لا في جعل الأشخاص يقومون بذلك أثناء أداء مهمة ثانوية تتطلب موارد الانتباه مثل حفظ الأرقام أو التحدث، وإذا تعطلت إحدى العمليات بينما ينخرط المرء في مهمة ثانوية، فإن العملية تكون غير فعالة، وإذا لم يكن كذلك فهو فعال، ويمكن للسائق الماهر إجراء محادثة ممتعة مع أحد الركاب أثناء القيادة؛ لأن القيادة أصبحت فعالة.

متعمد مقابل غير مقصود:

يحدث بعض السلوك الإنساني فقط عندما نريده أن يحدث، بينما يتكشف سلوك آخر بغض النظر عن رغباتنا، حيث أن القيادة تعتبر متعمدة، وكذلك السلوكيات مثل القراءة أو الكتابة، ومع ذلك فإن بعض السلوك الإنساني الذي نعرضه أثناء التفاعلات الاجتماعية غير مقصود، لقد وجد أن الناس دون أن يكونوا على علم بذلك، يقلدون إلى حد ما شريكهم في التفاعل.

إذا تحدثنا إلى شخص ما فإننا غالبًا ما نستخدم نفس الإيماءات، وتتطابق أوضاعنا الجسدية وحتى أنماط الكلام لدينا تتقارب قليلاً، حيث أن مثل هذا لا يحدث لأننا نريده أن يحدث، بل هو غير مقصود، وهناك طريقة واحدة لمعرفة ما إذا كانت العملية مقصودة هي معرفة ما إذا كانت تحدث عندما يكون لها عواقب سلبية.

يُظهر البحث النفسي التمهيدي أن تمهيد الأشخاص بالصورة النمطية الاجتماعية يؤدي إلى الاستيعاب السلوكي، على سبيل المثال، إذا تم تجهيز الناس بصور كبار السن، فإنهم يصبحون أبطأ قليلاً وأكثر نسيانًا، وإذا تم تجهيز الناس بأساتذة، فإنهم يؤدون بشكل أفضل في اختبار المعرفة العامة المطلوبة.

مما سبق نلاحظ أن تنطبق هذه التأثيرات أيضًا على السلوكيات السلبية بشكل واضح، وإن جعل الناس يتاجرون في الأزياء والملابس مثلاً يجعلون أداؤهم أسوأ في اختبار المعرفة العامة، وهذا يعني أن التأثير غير مقصود حيث لا أحد يريد أن يظهر على أنه غبي عمدًا.

يمكن السيطرة عليها مقابل لا يمكن السيطرة عليها:

هذا المعيار بسيط نسبيًا، ومنها هل يستطيع الناس إيقاف العملية التلقائية النفسية بعد بدئها؟ إذا كان من الممكن إيقاف هذه العملية، فيُدعى أنه قابل للتحكم، وإغلاق الشخص لعينيه عندما يكون هناك كرة قدم على وشك الاصطدام به أثناء السير في الطريق أمر لا يمكن السيطرة عليه أو التنفيس عنه أيضا.

يمكن للشخص حبس أنفاسه لفترة قصيرة، ولكن ليس لفترة طويلة، والقراءة والحديث يمكن التحكم فيهما، ومنها يمكن للشخص التوقف متى شاء، حيث أنه يعتبر التحقيق في إمكانية التحكم في العملية أمرًا سهلاً نسبيًا، ومعرفة ما إذا كان بإمكان الأشخاص إيقاف نشاط ما أو مهمة وظيفية معينة عندما يطلب منهم ذلك، فإذا كان الأمر كذلك، فإن العملية التلقائية يمكن التحكم فيها، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن العملية لا يمكن السيطرة عليها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: