مفهوم القلق من الواقع في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


القلق من الواقع في علم النفس يضمن ببساطة أن بعض الحوادث التي لا مفر منها قد تثير الانزعاج والقلق فينا، إما من حجم أصغر أو أكبر، ولكن علينا التكيف معه، فبشكل عام معظمنا جيد في إدارة قلق الحياة الواقعية، وتأتي المشكلة في مجالات معينة من الحياة، وعندما تصل إلى مهنة يكون فيها نوع شخصية الفرد يتعارض مع متطلبات المهنة، قد يكون القلق الحقيقي في الحياة أمرًا عظيمًا مصدر إزعاج له.

مفهوم القلق من الواقع في علم النفس

يشير مفهوم القلق من الواقع في علم النفس أساسًا إلى حقيقة وجود مخاطر أو تهديدات حقيقية الموجودة بالفعل في العالم الخارجي، حيث يمكن للفرد إدراك ذلك، فهو قلق حول النتائج وهذا التخوف يجعله قلقًا، عندما يكون على الفرد أن يأتي إلى الفصل الدراسي في وقت محدد وتقديم عرض تقديمي هذا يجعله قلقاً، فقد يكون هناك القليل من القلق بشأن أدائه وهذا هو المصدر الحقيقي للقلق، وهذا يشار إليه بقلق الأداء.

سواء كنا نتحدث عن موضوع ما سواء كان الفرد يغني أو يقوم بنشاط ثاني فمهما كان الوضع، في اللحظة التي ندرك فيها أن مظهرنا السلوكي تتم مراقبته وتقييمه، فقد يكون لدينا درجة معينة من القلق.

يمكن أن يكون القلق غامرًا بالدماغ لدرجة أنه يغير إحساس الشخص بالواقع، حيث يختبر الناس الواقع المشوه بعدة طرق، وتكون الحقيقة المشوهة أكثر شيوعًا أثناء نوبات الهلع والقلق، على الرغم من أنها قد تحدث مع أنواع أخرى من القلق، وغالبًا ما يُشار إليه أيضًا باسم الاغتراب عن الواقع، فإن القدرة على تحديد أن شيئًا ما عن الواقع يبدو خارجًا هو علامة على أنه قلق؛ لأن أولئك الذين يفقدون الاتصال بالواقع غالبًا ما لا يكون لديهم إحساس بحدوث ذلك.

يمكن أن تساعد العديد من الأساليب التي تعيد الشخص إلى اللحظة في تقليل بعض الانزعاج من الواقع المشوه، فالقلق هو واقعه المشوه، إنه يغير الطريقة التي يعالج بها عقل الفرد المعلومات المتنوعة.

بحيث تواجه أعراض الخوف عندما لا يكون هناك خوف، والتفكير السلبي، والتفكير الزائد، وميل عقل الفرد لملاحظة الإشارات التي تتوافق مع توقعاته النفسية، يمكن أن يتسبب القلق أيضًا في تشويه الحقيقة كعرض من الأعراض، وقد تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة أن البعض يشعر بالقلق من أنهم يفقدون الاتصال بالعالم، في النهاية غالبًا ما يكون الأمر مجرد قلق.

مصدر القلق من الواقع في علم النفس

يمكن أن يكون القلق من الواقع في علم النفس عابرًا مثل هذا أو طويلًا نسبيًا مؤقتًا، حيث أننا في بعض الأحيان نتوقع السقوط أقل من الرقم القياسي للعديد من المواقف المطلوبة ولكن لا يزال يظهر من اختبار إلى آخر، فنحن أحياناً نعرف الكثير عن العواقب وما زلنا نبذل قصارى جهدنا للبقاء على قيد الحياة في النظام.

حيث أن الناس يموتون والجميع يعرف هذه؛ حيث لا يزال الناس يفعلون كل أنواع الأشياء من أجل البقاء، إنهم يرغبون في العيش إلى الأبد، فالعديد من الأفراد يعرفون انهم يحاولون الحصول على شيء لا يستطيع أحد تحقيقه بعد أن يحاولوا تحقيقه.

وبالمثل يقود القلق من الواقع في علم النفس إلى درجة أكبر من الإدراك بوجودها أشياء كثيرة في هذا العالم هي مصدر قلق لنا ولكن نحن نعلم ذلك أيضًا وندرك قلق غيرنا ممن نتعامل معهم وأنه قلق لا مفر منه، حيث أن العديد من الأفراد يقعون بمشكلة صعوبة الاختيار حيث لا يمكن لشخص معين اختيار أن يكون أستاذًا ولكنه يفضل أيضًا الانسحاب من التحدث إلى الطلاب في الفصل لأنه يتم تقييمه كل يوم بواسطة مجموعة من الطلاب لمدة 50 دقيقة.

الخياران متعارضان مع بعضهما البعض، أكثر من الموسيقيين إن لم يكن جميعهم، لا يمكنهم القول إنهم أفضل عازف في العالم لبعض الموسيقى أداة ولكن سيتم عزفها في الاستوديو فقط، ويمكن تسجيلها وتشغيلها لبقية ملفات العالم لكنهم لن يذهبوا لحضور حفلة موسيقية حية، ولا يمكن للفرد الادعاء بأنه طالب استثنائي لكنها لن تظهر للامتحانات أفضل ما لديه، وهناك أشياء كثيرة لا مفر منها في الحياة ولا يمكن للشخص تجنبهم.

والأشياء التي لا يمكن تجنبها يميل الفرد إلى إتقانها إلى أقصى حد ممكن، حيث أنه يمكن أن يكون أحد المتطلبات المهنية حيث يتعين علينا التحية بأدب فالناس يقولون لقاء سعيد بك، من فضلك تعال، أتمنى أن أراك قريبًا إلخ، في العديد من المواقف يكون بها الفرد موجودًا في كل شيء ولكن غير مسرور ولكن عليه أن يقول بأنه مسرور، ففي كل مرة يشعر فيها بمثل هذا الانزعاج، فإنه يفعل ذلك وليس لديه خيار سوى إظهار ما هو مطلوب مهنيا.

القلق من الواقع في علم النفس يضمن ببساطة أن بعض الحوادث التي لا مفر منها قد تثير الانزعاج والقلق فينا، إما من حجم أصغر أو أكبر، ولكن علينا التكيف معه، فبشكل عام معظمنا جيد في إدارة قلق الحياة الواقعية، وتأتي المشكلة في مجالات معينة من الحياة، وعندما تصل إلى مهنة يكون فيها نوع شخصية الفرد يتعارض مع متطلبات المهنة، قد يكون القلق الحقيقي في الحياة أمرًا عظيمًا مصدر إزعاج له.

لنفترض أن الشخص انطوائي وتولى موقع الصدارة مدير مكتب، فكونه مدير مكتب استقبال، يجب على كل شخص قادم إلى شركته التفاعل معه هو أولاً، كل مكالمة هاتفية تطرقه أولاً، وهذه هي طريقة العمل بالنسبة له، ولكن كشخص انطوائي لا يجد كل هذا ممتعًا لأنه لا يتناسب مع مزاجه، فإذا كان سيقود حياة عدم التطابق التي قد تؤدي إلى إحساس أكبر بعدم الراحة بداخله، ربما أتى عبر الأشخاص الذين يؤدون وظائف نبيلة بطريقة غير مهنية.

كل القلق هو حقيقة مشوهة

كل اضطرابات القلق تنتج واقعها المشوه في علم النفس وذلك كعرض وكوظيفة لما هو القلق حقًا، ومعظم الأشخاص الذين يعانون من القلق لا يدركون كم مرة يؤدي القلق إلى تشويه عقليتهم؛ ذلك لأن الدماغ البشري والإدراك أكثر تعقيدًا مما يبدو، ويغير القلق مستويات المرسل الكيميائي في عقل البشر، وعندما يفعل ذلك يتسبب في إدراك عقل الفرد للأشياء بشكل مختلف، على الرغم من أنها تبدو طبيعية تمامًا بالنسبة لنا.

لكن عندما يتحدث معظم الناس عن الواقع المشوه، فإنهم يتحدثون عن ظاهرة تُعرف باسم الاغتراب عن الواقع، الغربة عن الواقع هي آلية دفاعية للدماغ خلال أوقات القلق الشديد، وغالبًا أثناء نوبات الهلع على الرغم من أنها قد تحدث لأي شخص يتعرض لضغط شديد.

حيث يختلف هذا النوع من تشويه الواقع من فرد إلى آخر، وسببه غير واضح تمامًا، ومن المحتمل أن يقوم العقل ببساطة بإغلاق مكونات معينة أثناء الإجهاد الشديد، وإلا فإن شدة هذا التوتر ستكون ضارة جدًا بالدماغ، إنه ببساطة يضبط العالم بدلاً من ذلك، وهذا يترك الفرد الذي يعاني من هذا القلق يشعر كما لو أن شيئًا ما خارج عن العالم.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: