مفهوم المواقف المزدوجة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المواقف المزدوجة في علم النفس:

يشير مفهوم المواقف المزدوجة في علم النفس إلى فكرة أن الفرد يمكن أن يكون لديه موقفين مختلفين حول شيء ما، حيث أن هذا المفهوم يشير لمفهومين جزئيين وهما الموقف الضمني والموقف الصريح، فعندما يكون للفرد مواقف ضمنية وصريحة مختلفة تجاه شيء ما، يقال إنه لديه مواقف مزدوجة، ويمكن توضيح هذين الموقفين من خلال ما يلي:

الموقف الضمني:

يشير الموقف الضمني إلى استجابة حدسية أو رد فعل حدسي للفرد، أي انه يتفاعل كمفهوم هام في علم النفس مع مفهوم الإدراك الحسي.

الموقف الصريح:

يشير الموقف الصريح إلى استجابة الفرد للعديد من المثيرات بطريقة وأساليب مدروسة ومتابعة ومشخصة.

سياق المواقف المزدوجة في علم النفس:

يوجد نقاش حول ما إذا كانت الاستجابات البديهية والمدروسة تمثل حقًا مواقف مختلفة، حيث أن إحدى النظريات البديلة هي أن الاستجابات البديهية والمدروسة هي جزء من موقف واحد على سبيل المثال يمكن أن تتحد الاستجابة البديهية الإيجابية لصداقة ماضية مع الأفكار المتعمدة لتشكيل موقف سلبي واحد.

نظرية بديلة أخرى هي أن الاستجابات البديهية تمثل مواقف حقيقية، في حين أن الاستجابات المتعمدة غير صحيحة وملطخة بمخاوف واعية بالمظهر، على سبيل المثال قد تكون الاستجابة الإيجابية البديهية للصداقة الماضية هي الموقف الحقيقي، في حين أن الرد الأكثر سلبية المتعمد سيكون غير أصيل، وربما يشوبه مخاوف من الظهور وكأنه قد انتهى.

دليل المواقف المزدوجة في علم النفس:

أقوى دليل لصالح المواقف المزدوجة في علم النفس هو أن المواقف الضمنية والمواقف الصريحة مرتبطة بأنواع مختلفة ومتعددة من السلوك الإنساني، حيث يبدو أن المواقف الضمنية أكثر ارتباطًا بالسلوكيات غير اللفظية والسلوكيات التي لا يتم التحكم فيها بوعي وبالتالي يُتوقع من الفرد الذي لديه موقف ضمني إيجابي تجاه صديق معين أن يميل نحو هذه العلاقة الماضية ويحافظ عليها باستمرار.

في المقابل يبدو أن المواقف الصريحة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسلوكيات والتصرفات والأفعال اللفظية التي يمكن التحكم فيها بوعي وإدراك تام، وبالتالي يُتوقع من الفرد الذي لديه موقف سلبي صريح تجاه علاقة الصداقة نفسها أن يشتكي من جميع الأمور المتعلقة بهذه العلاقة وأن يبتعد عن هذا الصديق، وحقيقة أن بعض السلوكيات يمكن توقعها على أساس ضمني وليس صريحًا.

الأدلة الأخرى المتسقة مع منظور المواقف المزدوجة في علم النفس هي أنه غالبًا ما تكون هناك علاقة قليلة بين مقاييس المواقف الضمنية والصريحة، حيث أنه إذا كانت المواقف الضمنية في الواقع مكونًا أو شكلًا خالصًا من المواقف الصريحة، فمن المتوقع أن تكون هناك علاقة بين الاثنين، على الرغم من أن نموذج المواقف المزدوجة لا يحظر العلاقة بين المواقف الضمنية والصريحة، فإن مثل هذا النموذج لا يتطلب علاقة بين الاثنين من المواقف.

الفروق بين المواقف المزدوجة في علم النفس:

أوضح تمييز الفروق والاختلاف بين كل من المواقف الضمنية والمواقف الصريحة هو أن الأول يتم تنشيطه دون جهد ودون قصد في وجود كائن الموقف، على سبيل المثال بالنسبة للفرد الذي لديه موقف إيجابي ضمني تجاه الحلوى، فإن اجتياز متجر الحلوى في المنزل بالسيارة يجب أن يؤدي إلى استجابة إيجابية، حتى عندما يكون الفرد مشغولًا بالقيادة ويحاول التركيز على الطريق.

في المقابل يتم تنشيط المواقف الصريحة فقط بالجهد والنية، وبالتالي يمكن التحقق من المواقف الضمنية حتى لو كان الشخص المستهدف مشغولاً أو لا يرغب في التعبير عن موقف، حيث أنه لا يمكن التحقق من المواقف الواضحة إلا إذا كان الهدف لديه الموارد والدافع للتعبير عن موقف.

بنفس القدر من الأهمية والمتصلة بهذه الفروق والاختلافات، فإن المواقف الضمنية على عكس المواقف الصريحة، من الصعب للغاية جلب الوعي الواعي في عملية الإدراك، وبالتالي غالبًا ما يكون الناس غير مدركين لمواقفهم الضمنية ولكنهم عادةً ما يدركون تمامًا مواقفهم الواضحة.

والتمييز الأخير بين هذه المواقف المزدوجة هو أن المواقف الضمنية تعكس استجابات معتادة طويلة المدى، في حين تعكس المواقف الصريحة استجابات تم تعلمها مؤخرًا، قد يصبح الصديق القديم الذي كان للشخص به علاقة قوية لسنوات عديدة مكروهًا بعد أن يعلم بخيانته، ومع ذلك فإن الموقف الجديد الصريح من الكراهية لا يحل بالضرورة محل الموقف الإيجابي القديم والمعتاد بدلاً من ذلك يستمر هذا الأخير في الوجود كموقف ضمني وفي النهاية المواقف الواضحة أسهل في التغيير من المواقف الضمنية.

تطبيقات المواقف المزدوجة في علم النفس:

تم تطبيق المواقف المزدوجة في علم النفس على العديد من الدراسات والبحوث في مجال علم النفس، ومنها دراسات التحيز ودراسات الذات وتقدير الذات، حيث يمكننا التطرق وتوضيح هذه التطبيقات للمواقف المزدوجة في علم النفس من خلال ما يلي:

1- تطبيق المواقف المزدوجة في علم النفس على دراسة التحيز:

تم تطبيق المواقف المزدوجة في علم النفس على دراسة التحيز مع النتائج التي تعكس تلك التي تم وصفها سابقًا في هذا المفهوم، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن هناك القليل من التطابق بين المواقف الضمنية والصريحة تجاه الأشخاص من إثنية مختلفة، ومنها ترتبط المواقف الضمنية والصريحة بأنواع مختلفة من السلوكيات.

2- تطبيق المواقف المزدوجة في علم النفس على دراسة تقدير الذات:

تم تطبيق المواقف المزدوجة أيضًا على دراسة الذات وتقدير الذات مع نتائج تعكس العديد من المعلومات والمعرفة الموضحة، حيث أنها أظهرت العديد من الدراسات أن هناك القليل من التطابق بين المواقف الضمنية والصريحة حول الذات، وأنها ترتبط المواقف الذاتية الضمنية والصريحة بأنواع مختلفة من السلوكيات الإنسانية.

على سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من انخفاض احترام الذات الضمني هم أكثر عرضة من نظرائهم الذين يتمتعون بتقدير الذات العالي للظهور بالقلق في المواقف الاجتماعية المتعددة الوظيفة، وفي المقابل فإن الأفراد الذين لديهم قصور في احترام الذات الصريح هم أكثر عرضة من نظرائهم الذين يتمتعون بتقدير الذات العالي للإبلاغ عن القلق الذي يشعرون به أثناء المواقف الاجتماعية المتعددة الوظائف.

تداعيات المواقف المزدوجة في علم النفس:

على عكس الرأي السائد، قد تكشف ردود الفعل الغريزية، وزلات اللسان، والسلوك غير اللفظي فقط عن موقف ضمني، وليس طبيعة الشخص الحقيقية، حيث أنه يمكن الكشف عن موقف الشخص الواضح من خلال وسائل أكثر مباشرة، وفي الواقع فإن العديد من السلوكيات التي تحدث فرقًا في الحياة، مثل اتخاذ القرارات المتعلقة بمن يجب معاودة الاتصال به، أو من يجب تعيينه في منصب معين، أو من يجب إدانته، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمواقف الواضحة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: