مفهوم الموظفين المارقين أو العابرين وكيفية التعامل معهم

اقرأ في هذا المقال


لا يأتي أكبر تهديد لأي مؤسسة مهنية من الخارج مثلما يكون الخطر الأكبر من داخل المؤسسة المهنية الذي يأتي من الموظفين الذين يريدون التسبب في الأذى أو الذين يتسببون عن غير قصد في أضرار من الداخل، وممكن أن تأتي من إهمال الموظفين أو أفعال وسلوكيات مهنية مارقة وغير محسوبة، وهذه التصرفات التخريبية للموظفين يمكن ملاحظتها بشكل عابر أو عن طريق الصدفة أو من خلال الإنتاجية المهنية النهائية.

مفهوم الموظفين المارقين أو العابرين:

يمكننا تعريف الموظفين العابرين أو المارقين بالموظفين الذين يحتالون على العملية المهنية وصاحب العمل المهني أيضاً، أي أنهم الموظفين الذين يلحقون الضرر الجسمي أو الذهني أو المادي في المؤسسة المهنية بجميع عناصرها وأعضائها، بحيث يقوم هؤلاء الموظفين بإلحاق الضرر الكبير من خلال ما يلي:

  • تخريب ممتلكات المؤسسة المهنية.
  • إتلاف ملفات الكمبيوتر والأجهزة المهنية المحوسبة.
  • اختلاس الأموال في بعض الأحيان.
  • بدء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتشهير بالمؤسسة المهنية.
  • تمزيق السجلات والوثائق المهمة والتخلص منها.
  • استدعاء خدمات الطوارئ للإبلاغ عن الحزم المشبوهة لتعطيل المهام المهنية المختلفة.
  • سرقة الأسرار المهنية التجارية مثل المعلومات المهنية الخاصة ومشاركتها مع المنافسين من المؤسسات المهنية الأخرى.
  • التسبب في تحمل المؤسسة المهنية لمصاريف أو مسؤولية أو غرامات.

أنواع الموظفين المارقين أو العابرين:

هناك خمسة أنواع أساسية من الموظفين المارقين أو العابرين، ويمكن التمييز بينهم من خلال ما يلي:

1. موظف مهني طموح واسع الحيلة ومستقل: يظل هؤلاء الموظفين المارقين مستيقظين طوال الليل للعثور على طرق للالتفاف على القواعد والقوانين المهنية والإجراءات، بحيث يتميزون بالذكاء والمكر والحماس ويشكلون خطراً بشكل خاص على المؤسسة لأنهم قادرون للغاية وواسعون الحيلة.

2. الموظف المهني الساخط الذي يسعى للانتقام: لديه ضغينة ويرغب في الإضرار بالمؤسسة عندما يستقيل أو يُطرد من العمل المهني، قد يسرق المعلومات المهنية الملكية ويسربها أو يتسبب في إلحاق الضرر بالمؤسسة عن طريق الاتصال المهني مع جميع المؤسسات المهنية المنافسة.

3. الموظفين المهملين: هؤلاء الموظفين يعصون القواعد والقوانين المهنية والأنظمة، مع مشاركة المعلومات المهنية السرية الخاصة بمؤسستهم المهنية الخاصة بهم، بحيث يهملون رسائل البريد الإلكتروني؛ تورك قوائم العملاء أو العروض التقديمية السرية على الملئ في غرف الاجتماعات، أو نسيان أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الهواتف أو المستندات الخاصة بالمؤسسة في وسائل النقل العام، والأنشطة المارقة غير المقصودة عشوائية ويصعب التخطيط لها، وبالتالي فهي تنطوي على مخاطر أكبر وأكثر شيوعًا من الأنشطة المتعمدة، الأمر المثير للقلق بشكل خاص هو حقيقة أن العديد من الموظفين السابقين لا يزالون يتمتعون بإمكانية الوصول إلى البيانات والمعلومات المهنية السرية لدى صاحب العمل السابق.

كيفية التعامل مع الموظفين العابرين أو المارقين:

جميعنا نتساءل ما الذي يمكن أن يفعله أصحاب العمل لمنع أو تخفيف الضرر المحتمل من الموظفين المارقين، بحيث تتمثل كيفية التعامل مع الموظفين العابرين أو المارقين من خلال ما يلي:

1. وضع توقعات مكتوبة واضحة تتعلق بمغادرة الموظفين: صياغة السياسات وإدراج شروط محددة في عقود العمل بشأن التزامات الموظفين المغادرين والتي تتمثل في حفظ الأسرار المهنية، الإخلاص، الثقة المتبادلة وإعادة ممتلكات المؤسسة مثل مفاتيح المكتب والأجهزة وكلمات المرور وغيرها وعدم استجداء الموظفين أو العملاء.

2. أن يكون هناك استراتيجية خروج واضحة تعكس دور الموظف في العمل: تتمثل في المعلومات المهنية والأنظمة التي يمكن للموظف المحتال الوصول إليها، وما إذا كان هذا الوصول قد قطع بشكل دائم، وقد يكون من المناسب تقييد واجبات الموظفين أو تغييرها عند مغادرتهم، وقد يكون من المناسب وضع الموظف في إجازة مدفوعة الأجر خاصةً عندما يكون الموظف الساخط مزعجًا في مكان العمل أو يعرض علاقات العملاء للخطر.

3. فحص أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وحسابات البريد الإلكتروني الخاصة بالمؤسسة للعثور على دليل على السلوك غير اللائق عندما يغادر الموظف المهني في ظروف مشكوك فيها، والعمل مع مزودي تكنولوجيا المعلومات لتأمين البيانات ومنع سرقة البيانات أو التخريب، بحيث يجب على أصحاب العمل التأكد من أن لديهم سياسات مطبقة تمنحهم الحق في مراقبة وفحص استخدام المعدات الإلكترونية للمؤسسة.

4. على الإدارة المهنية التصرف بسرعة مع المعلومات المهنية الموجودة لدى الموظفين العابرين أو المارقين قبلهم وخاصة إذا تم طردهم وإقالتهم من العمل؛ فهذا سيساعد في ضمان عدم التنازل عن الحقوق المهنية والحد من الضرر المحتمل.

المصدر: مبادئ التوجيه والإرشاد المهني، سامي محمد ملحم، 2015.التوجيه المهني ونظرياته، جودت عزت عبد الهادي وسعيد حسني العزة، 2014.مقدمة في الإرشاد المهني، عبد الله أبو زعيزع، 2010.التوجيه والإرشاد المهني، محمد عبد الحميد الشيخ حمود، 2015.


شارك المقالة: