مفهوم نداء الخوف في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يعبر مفهوم نداء الخوف في علم النفس عن عاطفة أساسية ومكثفة ناتجة عن اكتشاف تهديد وشيك، بما في ذلك رد فعل إنذار فوري يحرك الكائن الحي عن طريق إطلاق مجموعة من التغييرات الفسيولوجية، وتشمل هذه سرعة ضربات القلب وإعادة توجيه تدفق الدم بعيدًا عن الأطراف نحو القناة الهضمية، وشد العضلات والتعبئة العامة للكائن الحي لاتخاذ الإجراءات.

مفهوم نداء الخوف في علم النفس

مفهوم نداء الخوف في علم النفس أو الاتصالات التي تثير الخوف هي اتصالات تؤكد على العواقب السلبية لسلوكيات معينة لتحفيز تغيير السلوك الإنساني، حيث تتكون الاتصالات التي تثير الخوف عادة من جزأين هما نداء الخوف الذي يؤكد على خطورة التهديد، والضعف الشخصي تجاهه وإجراء وقائي موصى به قادر على تقليل التهديد أو القضاء عليه.

مفهوم نداء الخوف في علم النفس يختلف عن القلق من حيث أن الأول يعتبر استجابة مناسبة قصيرة الأجل لتهديد حالي يمكن تحديده بوضوح، في حين أن القلق هو استجابة موجهة نحو المستقبل، طويلة الأجل تركز على تهديد منتشر، حيث يصف بعض علماء النفس هذا التمييز بشكل أكثر تحديدًا، ويقترحون أن الخوف يتم الشعور به عند تجنب أو الهروب من المنبهات المكروهة وأن القلق يحدث عند الدخول في موقف يحتمل أن يكون خطيرًا على سبيل المثال حيوان يبحث عن الطعام في حقل قد يكون فيه حيوان مفترس، مهما كانت الاختلافات الدقيقة في المعنى غالبًا ما يتم استخدام المصطلحات بالتبادل في اللغة الشائعة.

سياق وأهمية مفهوم نداء الخوف في علم النفس

تستخدم نداءات الخوف في علم النفس على نطاق واسع في تعزيز الصحة النفسية، حيث تأتي في أشكال عديدة من التحذيرات الصحية الإلزامية على علب السجائر إلى المقالات حول الآثار الضارة للسمنة مثلاً مع ما يقدر بـ 40٪ من الوفيات المبكرة من الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في العديد من المناطق بسبب عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، حيث أصبح استخدام نداءات الخوف في تعزيز الصحة النفسية وسيلة مقبولة لتحسين صحة الأفراد.

الافتراض الأساسي الذي يوجه استخدام مفهوم نداء الخوف في علم النفس هو أنه كلما نجح المرء في جعل الأفراد قلقين بشأن العواقب السلبية للإجراءات التي تضر بالصحة النفسية، كلما زادت احتمالية تغيير السلوك الإنساني،.

نظريات مفهوم نداء الخوف في علم النفس

على مر السنين تم اقتراح العديد من النظريات لشرح كيفية عمل مفهوم نداء الخوف في علم النفس، حيث انه وفقًا لنماذج الحد من القيادة المبكرة فإن التعرض لمعلومات مهددة يثير الخوف، مما يحفز الأفراد على تقليله، سيؤدي الخوف الأكبر إلى مزيد من الإقناع، ولكن فقط إذا تم إدراك أن الإجراء الموصى به فعال في تجنب الخطر؛ بسبب ضعف الدعم لهذه النظرية تخلت النماذج اللاحقة عن افتراض أن شدة الخوف تحدد قبول توصيات العمل الفعالة.

وفقًا لنموذج الاستجابة الموازية في مفهوم نداء الخوف في علم النفس، تعتبر الاستجابة العاطفية لمعلومات المخاطر غير ذات صلة إلى حد كبير بالإجراءات المتخذة لتقليل المخاطر، حيث يحفز التقييم المعرفي لمعلومات المخاطر استجابتين متوازيتين، وهما التحكم في الخطر والسيطرة على الخوف، حيث أن السيطرة على الخطر هي عملية حل مشكلة محددة الذي ينطوي على اختيار الإجراءات القادرة على تجنب الخطر.

في المقابل يستلزم التحكم في مفهوم نداء الخوف في علم النفس محاولة الفرد للسيطرة على التأثير غير السار الناجم عن إثارة الخوف؛ نظرًا لأن التحكم في مفهوم نداء الخوف في علم النفس قد يستخدم غالبًا استراتيجيات الإنكار لتقليل الخوف، فقد يتداخل مع التحكم في الخطر.

تعتبر نظرية دافع الحماية محاولة مهمة لتحديد محددات التحكم في الخطر في مفهوم نداء الخوف في علم النفس، حيث تفرق هذه النظرية بين تقييم التهديد وتقييم التأقلم، حيث أن تقييم التهديد هو تقييم الضعف الشخصي وشدة التهديد والمكافآت المرتبطة بالسلوك السلبي المضر بالصحة، ومنها يتضمن تقييم المواجهة تقييم فعالية الاستجابة والكفاءة الذاتية وتكاليف السلوك المعزز للصحة.

يُفترض أن هذين الشكلين من التقييم يتفاعلان مع بعضهما البعض حيث سيكون الدافع لحماية نفسه أقوى عندما يتم تقييم التهديد على أنه خطير، ويتم تقييم التكيف على أنه فعال، في نموذج الاستجابة الموازية الممتد، اقترحت أنه عندما يتم تقييم التكيف على أنه غير فعال، فإن الأفراد سوف ينخرطون بشكل أساسي في السيطرة على مفهوم نداء الخوف في علم النفس.

يعد النموذج المرحلي لمعالجة الاتصالات التي تثير مفهوم نداء الخوف في علم النفس هو أحدث نظرية لاستئناف الخوف، تماشياً مع النظريات السابقة يفرق نموذج المرحلة بين تقييم التهديد وتقييم التأقلم، فإذا شعر الأفراد بأنهم معرضون لمخاطر صحية شديدة فإن هذا يهدد اعتقادهم بأنهم يتمتعون بصحة جيدة، ويثير دافعًا دفاعيًا ويحفز الدافع لفحص المعلومات المقدمة بعناية.

ينتج عن الدافع الدفاعي معالجة متحيزة للمعلومات، حيث أنه في تقييم التهديد سيحاول الأفراد ذوو الدوافع الإنسانية الدفاعية تقليله، إذا ثبت عدم نجاح هذه الإستراتيجية لأن التهديد يبدو حقيقيًا فسيقبل الأفراد أنهم في خطر، في هذه الحالة ستكون معالجة توصية الإجراء منحازة، ولكن في اتجاه إيجابي، وسيتم تحفيزهم الآن لإيجاد الإجراء الموصى به فعالاً؛ لأنهم بعد ذلك يمكنهم الشعور بالأمان.

سيؤدي الدافع الدفاعي إلى تحيز إيجابي في معالجة توصية العمل وبالتالي زيادة الحافز لقبولها، علاوة على ذلك في حين أن شدة التهديد ستعمل على تحسين تقييم الفرد للإجراء الوقائي، فمن غير المرجح أن يتخذ الأفراد مثل هذا الإجراء، ما لم يشعروا شخصيًا بالضعف.

أدلة مفهوم نداء الخوف في علم النفس

نتج عن البحث النفسي التجريبي حول نداءات الخوف في علم النفس مجموعة من الأدلة على أن رسائل الخوف الشديد تكون بشكل عام أكثر فعالية من رسائل الخوف المنخفض في تغيير مواقف الأفراد ونواياهم وسلوكهم، وبشكل أكثر تحديدًا فقد وجد أن جميع المكونات الرئيسية للاتصالات التي تثير مفهوم نداء الخوف في علم النفس لها تأثير إيجابي على تدابير الإقناع حيث أن مستويات أعلى من شدة التهديد، والتعرض المتصور للتهديد وفعالية الاستجابة، والفعالية الذاتية للتوصية.

ومع ذلك المساهمة في تغيير المواقف أو النوايا أو السلوك الإنساني في حين أن معظم العوامل تؤثر على مواقف الأفراد، تظهر الأبحاث أن العامل الأكثر أهمية في تغيير نوايا الأفراد والسلوك الفعلي هو الضعف المتصور حيث يتبنى الأفراد الإجراءات الموصى بها بشكل أساسي عندما يشعرون بأنهم معرضون لمخاطر صحية.

تداعيات مفهوم نداء الخوف في علم النفس

لقد كان تركيز التثقيف الصحي في كثير من الأحيان على شدة العواقب الصحية السلبية وفعالية الإجراء الموصى به، ومع ذلك على الرغم من أن هذه العوامل تؤثر على المواقف، إلا أنها تفشل في التأثير بشكل كبير على السلوك الإنساني، وبالتالي مهما كانت المخاطر الصحية شديدة ومهما كانت فعالية الإجراء الموصى به، إلا إذا أقنع المرء الأفراد بأنهم معرضون للخطر، فمن غير المرجح أن يتخذوا إجراءات وقائية.

يجب أن تؤكد حملات التثقيف الصحي على تعرض الفرد للمخاطر الصحية وليس مجرد تصوير شدة الخطر بوضوح، وعند التأكيد على الضعف الشخصي تجاه النتائج السلبية لسلوكيات معينة، يمكن أن تكون الاتصالات التي تثير مفهوم نداء الخوف في علم النفس وسيلة فعالة لتغيير سلوكيات الأفراد التي تضر بصحتهم.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: