مفهوم نشر البدائل والاختيار المتزامن في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم نشر البدائل في علم النفس:

يعتبر مفهوم نشر البدائل في علم النفس من المفاهيم المستوحاة من نظرية التنافر المعرفي، حيث أظهرت مئات التجارب أنه بعد قرار صعب مقارنة بقرار سهل يغير الأفراد مواقفهم ليكونوا أكثر اتساقًا مع قراراتهم، أي بعد اتخاذ القرار يقوم الأفراد بتقييم البديل المختار بشكل أكثر إيجابية والبديل المرفوض أكثر سلبية مما فعلوه قبل القرار.

تمت الإشارة إلى هذا التأثير على أنه نشر البدائل؛ لأن المواقف تجاه البدائل المختارة والمرفوضة تتباعد، حيث تصبح سمات بدائل القرار أيضًا أكثر تماسكًا أو أكثر ارتباطًا ببعضها البعض بعد القرارات، وتتأثر الذكريات أيضًا بالاختيار والقرار، بحيث يتذكر الأفراد بشكل غير صحيح المزيد من السمات الإيجابية للخيارات المختارة والمزيد من السمات السلبية للخيارات المرفوضة.

تطبيق مفهوم نشر البدائل في علم النفس:

في تجارب مفهوم نشر البدائل في علم النفس يتم حث الأشخاص على اتخاذ قرار سهل أو صعب، حيث يتم إنشاء القرار السهل من خلال اختيار الأشخاص بين شيئين مختلفين تمامًا في القيمة، أحدهما محبوب كثيرًا والآخر لا يحبه كثيرًا، ومنها يتم إنشاء القرار الصعب من خلال اختيار الأشخاص بين شيئين متقاربين في القيمة ولكن بسمات مختلفة.

وفقًا لنظرية التنافر المعرفي بعد اتخاذ قرار صعب، سيقيم المرء البديل المختار على أنه أكثر إيجابية والمرفوض أكثر سلبية، حيث أنه لا يلزم أن يكون القرار بين عنصرين تم تقييمهما بشكل إيجابي في البداية بل أن العناصر ذات القيمة السلبية تتسبب في انتشار البدائل أيضًا.

بعد أن يتخذ الشخص قرارًا معين يكون كل جانب من الجوانب السلبية للبديل المختار والجوانب الإيجابية للبديل المرفوض متنافرة أي أنها غير متوافقة مع القرار الأساسي، في حين أن كل جانب من الجوانب الإيجابية للبديل المختار والجوانب السلبية من البديل المرفوض متوافق أو متسق مع القرار الأساسي.

تثير القرارات الصعبة تنافرًا أكثر من القرارات السهلة؛ وذلك نظرًا لوجود نسبة أكبر من الإدراك المتعارض بعد اتخاذ قرار صعب أكثر منه بعد اتخاذ قرار سهل، لهذا السبب سيكون هناك دافع أكبر لتقليل التنافر بعد اتخاذ قرار صعب، حيث يمكن تقليل التنافر الذي يلي القرار المأخوذ عن طريق إزالة الجوانب السلبية للبديل المختار أو الجوانب الإيجابية للبديل المرفوض.

قدمت الأبحاث في كل من الإعدادات المعملية والميدانية في البحث النفسي التجريبي الدعم للتنبؤ بأن القرارات الصعبة تسبب انتشارًا للبدائل أكثر من القرارات السهلة، حيث كانت معظم الأدلة في شكل مواقف تم الإبلاغ عنها ذاتيًا، على الرغم من أن بعض الأبحاث استخدمت مقاييس سلوكية وفسيولوجية.

كشفت الدراسات في البحث النفسي أن الأفراد ذوي التوجه العملي أي الذين ينفذون الإجراءات بكفاءة يظهرون انتشارًا أكبر للبدائل مقارنةً بالأفراد ذوي التوجه المنخفض في العمل، ومنها فإن نشر أبحاث مفهوم نشر البدائل في علم النفس له آثار على الرضا عن الحياة، والعلاقات الشخصية، والعلاقات النفسية، والسلوك السلبي، والعديد من القضايا الأخرى، على سبيل المثال عندما يتخذ الأشخاص قرارًا بالالتزام بعلاقة ما يُتوقع منهم زيادة تقييماتهم الإيجابية لزميل العلاقة وتقليل تقييماتهم السلبية له.

مفهوم الاختيار المتزامن في علم النفس:

يستخدم مفهوم الاختيار المتزامن في علم النفس في الغالب على عكس الاختيار التسلسلي، حيث يشير كلا المصطلحين إلى اختيار سلسلة من العناصر للاستهلاك اللاحق، على سبيل المثال عند اختيار مجموعة من ثلاثة مشروبات غازية لتستهلك واحدة يوميًا خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

يعبر مفهوم الاختيار المتزامن في علم النفس عن اختيار عدة عناصر في وقت مبكر، على سبيل المثال اختيار المشروبات الغازية الثلاثة قبل أو في اليوم الأول من الاستهلاك، بينما يشير الاختيار المتسلسل إلى قرارات فردية، حيث يتم اختيار كل عنصر في وقت توظيفه، على سبيل المثال اختيار كل من المشروبات الغازية الثلاثة في يوم تناولها.

شرح مفهوم الاختيار المتزامن في علم النفس:

يعتبر مفهوم الاختيار المتزامن في علم النفس والمتسلسل مستمد من مجال البحث النفسي المستهلك، حيث تميل نتائج القرار من الاختيار المتزامن والاختيار التسلسلي إلى الاختلاف بسبب استراتيجيات القرار المختلفة والمتباينة التي يقوم الشخص باتخاذها في موقف معين، حيث يختار الأشخاص مجموعة أكبر من الأشياء عند اتخاذ خيارات متزامنة بدلاً من الخيارات المتسلسلة.

على سبيل المثال من المرجح أن يختار الشخص الذي يستهلك وقتاً في إجازة العمل ويحتاج للراحة النفسية بعد وقت طويل من العمل المتواصل، مما يتوجب عليه الاستراحة بشكل كامل وشامل لجميع الأمور المنزلية التسوقية أيضاً، مما يجعلنا نميز بين إذا أراد الشخص تسوق جميع احتياجاته بحيث لا يخرج من المنزل ويقطع فترة استراحته، أو إذا أراد التسوق يومياً وشراء المنتجات التي تستهلك بشكل فوري.

تمت مناقشة العديد من الأسباب لهذا البحث عن تنوع أكبر في الاختيار المتزامن واختبارها تجريبياً في البحوث النفسية، حيث أنه عند اتخاذ خيار متزامن يميل الشخص إلى المبالغة في توقع الشبع بعنصر واحد، على سبيل المثال نكهة نوع طعام معينة؛ بسبب التقليل من الفترة الزمنية من فترة استهلاك إلى أخرى، والنتيجة هي اختيار مجموعة أكبر من العناصر.

بالإضافة إلى ذلك يتطلب مفهوم الاختيار المتزامن في علم النفس التنبؤ بالتفضيلات المستقبلية، والتي قد تكون غير مؤكدة، على سبيل المثال قد يتغير طبع وشخصية الفرد بمرور الوقت، حيث يبدو أنه من غير المرجح أن يتغير طعم الشخص لكل اختلاف في الطعام، لذا فإن اختيار مجموعة متنوعة من العناصر أقل خطورة من اختيار نفس العنصر لجميع فترات الاستهلاك.

يتطلب تحديد سلسلة من العناصر أثناء الاختيار المتزامن مزيدًا من الوقت والجهد أكثر من تحديد عنصر واحد في كل مرة، حيث أن تحديد أفضل عنصر لكل مناسبة من مناسبات الاستهلاك ضمن اختيار متزامن هو مهمة تستغرق وقتًا طويلاً وتتطلب معرفيًا، وبالتالي يمكن أن يكون اختيار مجموعة متنوعة أكبر من العناصر وسيلة لتبسيط مهمة اتخاذ القرار.

البحث الذي يدرس ما إذا كان مفهوم الاختيار المتزامن في علم النفس أو المتسلسل أفضل للمستهلك في الإعجاب والقيمة الموضوعية للعناصر لا تسفر عن نتائج محددة، فمن المحتمل أن يكون الاختيار المتزامن استراتيجية أفضل لتجربة متزامنة، على سبيل المثال اختيار مجموعة من العناصر المترابطة مثل الأثاث لشقة، بينما يبدو أن الاختيار التسلسلي هو الأفضل للتجربة المتسلسلة، على سبيل المثال اختيار مجموعة من العناصر المستقلة مختلفة مثل أقراص الموسيقى المدمجة.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: