مفهوم وأنواع الإدراك السمعي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يثير الإدراك السمعي في علم النفس مجموعة متنوعة من الأسئلة الصعبة المتمثلة في ماذا نسمع؟ وما هي أهداف الإدراك السمعي؟ وما هو محتوى الاختبار؟ وهل السمع مكاني؟ وكيف يختلف الاختبار عن الرؤية وطرائق الإحساس الأخرى؟ وكيف يختلف إدراك الأصوات عن إدراك الألوان والأشياء العادية؟ مما يجعلنا نتطرق لمفهوم وأنواع ومصادر الإدراك السمعي في علم النفس.

مفهوم الإدراك السمعي في علم النفس

تعد فلسفة الأصوات والإدراك السمعي أحد مجالات الإدراك في علم النفس التي تتجاوز الرؤية فيما يتعلق برؤى حول الطبيعة والأشياء والمحتويات وأنواع الإدراك، حيث يميز علماء النفس القضايا المركزية في الإدراك السمعي والتي يؤثر الكثير منها على التنظير النفسي حول الإدراك بشكل عام، حيث ركز التفكير النفسي حول الإدراك في الغالب على الرؤية.

وتم تشكيل اللغز النفسي للإدراك وحلوله المقترحة من خلال الاهتمام بالتجربة البصرية والأوهام البصرية، ففي الإدراك السمعي في علم النفس تمت صياغة الأسئلة والاقتراحات حول طبيعة المحتوى الإدراكي وتقييمها من خلال المصطلحات المرئية، والحسابات التفصيلية لما ندركه كثيرًا تتناول الحالة المرئية فقط.

في الآونة الأخيرة جذبت الطرائق الإدراكية الأخرى الانتباه بالإضافة إلى الإدراك السمعي وتجربة الصوت واللمس والوعي اللمسي، فقد ولّد اهتمامًا نفسيًا فيما يتعلق على سبيل المثال بالتجربة اللمسية والاستقلالية وأشياء اللمس وما إذا كان الاتصال مطلوبًا للمس، وما إذا كانت الطرائق المميزة تكشف الضغط، والحرارة والألم، ومنها تم استخدام الظواهر الفريدة للشم والروائح للدلالة على أن الرؤية غير نمطية في دعم شفافية التجربة الإدراكية، وأن الموضوعية الإدراكية لا تتطلب المكانية، حيث يقترح بعض علماء النفس أن مفاهيم الإدراك كانت ستأخذ مسارًا مختلفًا لو أنها ركزت على الشم بدلاً من الرؤية.

هذا النوع من العمل مثير للاهتمام من الناحية النفسية في حد ذاته لكنه مفيد أيضًا لأن التنظير حول الإدراك يهدف عمومًا إلى معالجة الأسئلة العامة حول الإدراك السمعي، بدلاً من الاهتمامات الخاصة بالرؤية، حيث يعتمد الأمل في الحصول على فهم شامل وعام للإدراك على توسيع واختبار الادعاءات والحجج والنظريات التي تتجاوز الرؤية، ومنها فقد ينظر المرء إلى العمل على الأساليب غير المرئية على أنه ملء التفاصيل المطلوبة للحصول على وصف تفصيلي شامل لإدراك أن هذا لا ينطبق فقط على الرؤية ولكن عبر الأساليب.

في الإدراك السمعي في علم النفس قد يأخذ المرء العمل على الأساليب غير المرئية مثل ترجمة ما تعلمناه من الحالة المرئية إلى مصطلحات تنطبق على الأساليب الأخرى، هذا النهج متحفظ نسبياً، ويفترض أن الرؤية تمثيلية أو نموذجية وأن لدينا فهمًا جيدًا للإدراك المستمد من حالة الرؤية، وأحد الأمثلة على هذا النوع من النهج هو تطوير حساب للمحتوى التمثيلي للتجربة السمعية.

قد يؤدي النظر في الأساليب الأخرى للإدراك السمعي في علم النفس إلى توسيع فهمنا القائم على الرؤية للإدراك، فقد تلفت الحالات غير المرئية الانتباه إلى أنواع جديدة من الظواهر المفقودة أو غير البارزة في الرؤية، إذا كان الأمر كذلك فإن حساب الإدراك القائم على الرؤية مرضٍ بقدر ما يذهب، لكنه يترك الأجزاء المهمة، على سبيل المثال قد يتضمن الإدراك السمعي في علم النفس إدراك الكلام والإدراك متعدد الوسائط وإدراك النكهة أنواعًا جديدة من الظواهر الإدراكية الغائبة عن الحالة المرئية.

قد يتحدى التفكير في الأساليب الأخرى للإدراك السمعي في علم النفس الادعاءات القائمة على الرؤية حول الإدراك، إذا تم اكتشاف أدلة مزيفة في حالات غير مرئية فإن التنظير وراء الرؤية قد يفرض مراجعة الادعاءات العامة حول الإدراك التي تدعمها الرؤية، على سبيل المثال إذا لم تكن التجربة الشمية شفافة ولكن التجربة الشمية إدراكية فإن أطروحة الشفافية للتجربة الإدراكية تفشل.

أنواع الإدراك السمعي في علم النفس

تتمثل أنواع الإدراك السمعي في علم النفس من خلال ما يلي:

الاستماع الموسيقي للإدراك السمعي

الاستماع الموسيقي هو موضوع له علاقة بأسئلة حول العلاقة بين سماع الأصوات ومصادر السمع في الإدراك السمعي في علم النفس، في حين أن الموسيقى لها أدبها الواسع لم يتم استخدام الخبرة الموسيقية على نطاق واسع لاستكشاف الأسئلة النفسية العامة حول الإدراك السمعي، حيث يجب أن يعكس سرد الاستماع إلى الموسيقى النقية أو غير الصوتية الأهمية الجمالية للاستماع الموسيقي، ويعتبر تقدير الموسيقى هو تقدير الأصوات وتسلسلها وترتيباتها وتراكيبها، وبالتالي فإن الجوانب الزمنية للتجارب السمعية حاسمة للاستماع التقديري للموسيقى في الإدراك السمعي.

يمكن للمرء أن يذهب أبعد من ذلك ويتمسك بأن الأصوات هي كل ما يهم في الموسيقى، على وجه الخصوص جادل البعض بأن الاستماع التقديري للموسيقى يتطلب الاستماع بطريقة تجرد من الأهمية البيئية، وبالتالي من المصادر المحددة للأصوات التي تتضمنها، مثل الاستماع الحاد يتضمن تجربة الأصوات بطريقة منفصلة عن ظروف إنتاجها في الإدراك السمعي، بدلاً من كسبب دنيوي معين.

حيث يتطلب الاستماع إلى الموسيقى والاستجابة لميزاتها ذات الصلة بالجمال عدم الاستماع إلى الكمان أو الأبواق أو الفرشاة على الطبول، ويتطلب سماع الأصوات وفهمها بطريقة بعيدة عن مصادرها المشتركة، وبالتالي فإن سماع تسجيل عالي الدقة يوفر تجربة موسيقية متطابقة من الناحية الجمالية في الإدراك السمعي.

لا شيء يمنع تركيز انتباه المرء على الأصوات والصفات المسموعة دون الانتباه إلى الآلات والأفعال والأحداث التي هي مصادرها في الإدراك السمعي، حتى لو كان كل منها متاحًا للجمهور، حيث يتطلب الاستماع الموسيقي جهدًا وتدريبًا يدعم فكرة أنه يمكن للمرء توجيه الانتباه بشكل مختلف في التجربة السمعية.

اعتمادًا على اهتمامات الفرد، والأطروحة السمعية هي وجهة نظر محدودة حول أي جوانب الأشياء التي يمكن للمرء أن يختبرها السمعي تكون مهمة من الناحية الجمالية، وتشمل هذه الجوانب المسموعة للأصوات نفسها ولكنها تستبعد على سبيل المثال المحتويات الأخرى للتجربة السمعية.

الإدراك السمعي للكلام

يقدم إدراك الكلام السمعي تقلبات صعبة بشكل فريد وقد واجهه عدد قليل من علماء النفس والفلاسفة بشكل مباشر ويبدو أن شيئًا مذهلاً ومميزًا نوعيًا يميز إدراك الكلام عن السمع العادي في الإدراك السمعي، وتتعلق القضايا النفسية الرئيسية المتعلقة بإدراك الكلام بنسخ السؤال هل الكلام خاص؟ وكيف يختلف إدراك الكلام عن إدراك الأصوات غير اللغوية العادية؟ يختلف الاستماع إلى الموسيقى والاستماع إلى الكلام عن الاستماع إلى الأصوات البيئية الأخرى في الاحترام والنجاح التالي في كل حالة يكون اهتمام الفرد بالاستماع إلى حد ما بعيدًا عن الأحداث البيئية المحددة التي ينطوي عليها إنتاج الأصوات.

لكن هذا ينطبق على الاستماع إلى الموسيقى والاستماع إلى الكلام لأسباب مختلفة، في الموسيقى من المعقول أن يكون اهتمام المرء بالأصوات نفسها وليس بمصادر إنتاجها، ومع ذلك فإن الكلام هو وسيلة للمعنى اللغوي التقليدي في الإدراك السمعي، ففي الاستماع إلى الكلام يكون الاهتمام الأساسي للفرد هو المعاني وليس في مصادر الصوت وفي النهاية المعلومات المنقولة هي ما يهم.

يعتبر إدراك الكلام المنطوق هو مجرد مسألة سماع الأصوات في الإدراك السمعي، أصوات الكلام عبارة عن تراكيب صوتية معقدة، وعادةً ما يتضمن الاستماع إلى الكلام بلغة تعرفها استيعاب المعاني لكن استيعاب المعاني يتطلب أولاً سماع أصوات الكلام، وفقًا لهذا الحساب فإن استيعاب المعاني بحد ذاته هو مسألة إدراك خارج الإدراك الحسي، الرأي الشائع القائل بأن إدراك الكلام هو مجموعة متنوعة من الإدراك السمعي العادي الذي يتضمن فقط سماع أصوات الكلام قد تم تحديه بعدة طرق وتختلف التحديات فيما يتعلق بكيفية اختلاف إدراك الكلام عن الاختبار غير اللغوي.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: