مهارات متعلقة بالجانب السلوكي للآباء

اقرأ في هذا المقال


يترك الآباء أثراً بسلوك أطفالهم بشكل مباشر، حيث أنهم المصدر الرئيسي الذي يبدأ الأطفال باكتساب المعرفة منه، فيقلدون ويتعلمون منهم، حتى تصبح سلوكات الأطفال صورة طبق الأصل عن الآباء دون أن يشعروا وقد تصل إلى اكتسابهم لأخلاق آبائهم أيضاً، فهذه السلوكيات والأخلاقيات التي يكتسبها الأطفال من آباءهم تطور شخصيتهم، وتحدد ملامح مستقبلهم.

تعريف مهارات متعلقة بالجانب السلوكي للآباء:

يقصد بالمهارات المتعلقة بالجانب السلوكي للآباءالطريقة التي تمثل الأسلوب الذي يعبر الآباء من خلاله عن معتقداتهم حول كونهم آباء جيدين أو سيئين، كما تمثل الأسلوب الذي يتصرف ويتفاعل به الآباء مع أطفالهم في مواقف الحياة اليومية ويُعبَر عنها بالأنماط الوالدية، وغالبا ما يتعلم الآباء نمطهم الوالدي من خلال آبائهم؛ لأن آبائهم يمثلون النموذج الوحيد الذي لاحظوه وتعلموا منه، وبالتالي يشعرون أن هذه هي الطريقة الوحيدة والأمثل ليكونوا آباء جيدين.

العوامل المؤثرة في تكوين الاتجاهات الوالدية والمهارات السلوكية لدى الوالدين:

تتشكل الاتجاهات الوالدية والمهارات السلوكية من خلال الخبرات التي يمر بها الآباء خلال حياتهم، وسنتناول مجموعة من العوامل التي تسهم في تشكيل الاتجاهات السلوكية الوالدية وأهمها:

  1. العوامل الشخصية.
  2. العوامل الداخلية.
  3. العوامل الخارجية.

العوامل الشخصية:

وتتمثل مجموع العوامل المرتبطة بتنشئة الآباء لأنفسهم، وتتلخص فيما يلي:

  1. تنشئة الآباء:
    تتأثر اتجاهات الآباء في تنشئة أطفالهم بالطريقة التي تمت تنشأتهم عليها من قبل آبائهم، يرث الآباء أنماط السلوك التي تعبر عن اتجاهاتهم من آبائهم ويورثونها إلى أبنائهم، ومن ثم ينقلونها إلى أبنائهم، أي أن هذه الاتجاهات تنتقل من جيل إلى آخر من خلال الأسرة، إن هذا الإرث الاجتماعي يدفع الآباء إلى أن يربوا أطفالهم بنفس الطريقة التي تربوا عليها، أو أن يتبنوا لا شعورياً أساليب معاكسة لما تربوا عليه؛ فالآباء الذين عاشوا في بيئة تتصف بالإهمال قد يعاملون أطفالهم بنفس الطريقة، أو يعاملونهم بطريقة تتصف بالحماية الزائدة.
  2. مدى تقبل الآباء لذاتهم:
    تتحدد ردود فعل الآباء مع أطفالهم بدرجة تَقبل الآباء لأنفسهم، ومستوى نضجهم الانفعالي، فاتجاهات الآباء الإيجابية نحو ذاتهم تنعكس إيجابياً على تقبلهم لأطفالهم، مما يسهل التفاعل الإيجابي بين الآباء وأطفالهم.
  3. المستوى التعليمي للآباء:

    يرتبط المستوى التعليمي للآباء بنوعية الاتجاهات والسلوكات الوالدية، فتشير الدراسات إلى أن الآباء الذين صنفوا ضمن مستويات التعليم المتدنية، كانو أكثر ميلاً لاستخدام الأساليب الوالدية التي تتصف بالقسوة والإهمال، بعكس الآباء الذين صنفوا مستواهم التعليمي بأنه مرتفع، كانوا أكثر ميلاً لاستخدام الأساليب الوالدية التي تتصف بالديمقراطية، التعاون، والحزم، ومن هنا فإن ارتفاع المستوى التعليمي للآباء يعكس مدى اتساع الخبرات التي عاشها الآباء، وقدرتهم على توظيف هذه الخبرات بطريقة إيجابية في حياتهم الأسرية، الاجتماعية، والعملية.
  4. طبيعة الطفل:

    تعتبر العلاقة التفاعلية بين الآباء والأطفال علاقة متبادلة يؤثر فيها كل طرف على الطرف الأخر، فإذا كان الآباء يؤثرون في أطفالهم من خلال أنماطهم الوالدية، فإن الآباء يتأثرون بطبيعة الطفل التي قد تكون سهلة أو صعبة أو بطيئة؛ فالطفل السهل يساعد الآباء في التفاعل معه بطريقة إيجابية بعكس الطفل الصعب أو البطيء.

العوامل الداخلية:

تمثل مجموع العوامل المرتبطة بالأسرة كوحدة ونظام اجتماعي وتتلخص فيما يلي:

  1. طبيعة العلاقة الزوجية:

    تعتبر العلاقة الثنائية بين الأم والأب أهم عنصر حي وواقعي يؤثر على الطفل؛ فالعلاقة الزوجية التي تتصف بالمشاحنة والخلاف بين الزوجين تزيد من حالة القلق، عدم الرضا، والتوتر بينهما وهذا ينعكس على طريقة تفاعلهم مع أطفالهم، فيكونوا أكثر ميلاً لاستخدام اتجاهات والدية تتصف بالقسوة، الإهمل، والحرمان.
  2. المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة:

    يرتبط المستوى الاقتصادي والاجتماعي للأسرة بنوع الاتجاهات والسلوكات الوالدية التي يستخدمها الآباء، فتشير الدراسات أن الأسر التي تنتمي إلى طبقات اقتصادية واجتماعية منخفضة تميل لاستخدام أساليب والدية تتصف بالقسوة والإهمال، بينما الأسر التي تنتمي إلى طبقات اقتصادية واجتماعية متوسطة أو مرتفعة تميل إلى استخدام أساليب والدية تتصف بالديمقراطية، التعاون، والحزم.
  3. حجم الأسرة:

    زيادة عدد أفراد الأسرة يؤثر سلباً على طبيعة العلاقة بين الآباء والأطفال، حيث تقل فرص التفاعل بينهم، ويزيد من كَمّ ونوع الضغوط التي يخضع لها الآباء، مما يجعلهم أكثر ميلاً لتبني اتجاهات والدية سلبية.


العوامل الخارجية:

وتمثل العوامل المرتبطة بالإطار الثقافي العام للمجتمع وتتلخص فيما يلي:

  1. القيم السائدة:

    تتشكل الاتجاهات والسلوكات الوالدية كغيرها من الاتجاهات والسلوكيات وتتأثر بالقيم السائدة في المجتمع، والتي تحدد ما هو مقبول أو مرفوض، وتشكل مصدر التزام للأشخاص ليتصرفوا بطريقة معينة، وكيف يمكن أن يكافأ أو يعاقب الفرد بناء على مدى التزامه بمعايير المجتمع.
  2. النظرة العامة للطفولة:

    تعكس مدى الاهتمام الذي يحضى به الطفل على مستوى المجتمع فإذا كانت النظرة العامة للطفل على مستوى المجتمع إيجابية فإن الآباء يصبحون أكثر ميلاً إلى تبني اتجاهات أكثر إيجابية نحو الطفل، فإذا كانت النظرة العامة للطفل تعتبره إنساناً له حاجته ومتطلباته مثل الإنسان البالغ، فإن الآباء يميلون إلى استخدام أنماط والدية إيجابية، وإذا كانت النظرة إلى الطفل تمثله على أنه فرد مشاكس، عاجز، وقليل الخبرة أو أنها تحاول الاهتمام به بشكل مبالغ فيه فإن الآباء في هذه الحالة يميلون إلى استخدام أنماط والدية سلبية.

شارك المقالة: