نصائح للمعلم لتطبيق التعلم المتمحور حول الطالب في الفصل الدراسي

اقرأ في هذا المقال


تطوير الفصل الدراسي المتمحور حول الطالب في التدريس التربوي:

 أنّ تطوير فصل دراسي يركز على الطالب أصبح أمرًا ضروريًا ومعيارًا هذه الأيام أكثر من كونه أسلوبًا جديدًا ومبتكرًا في التدريس، وانتهى الفصل الدراسي التقليدي حيث يجلس الطلاب بهدوء وانتباه في مقاعدهم بينما يصب المعلم كميات هائلة من الحكمة والمعرفة مثل الأدمغة بافتراض وجودها على الإطلاق، وينطبق هذا بشكل خاص على فصول المدارس بجميع المراحل التعليمية حيث أن التدريس يمكن أن يكون معركة مستمرة.

هناك العديد من الاستراتيجيات والمبادئ التي أثبتت جدواها والتي يمكن أن تجعل بيئة التعلم المتمحورة حول الطالب حقيقة واقعة ونجاحًا في الفصل الدراسي.

نصائح للمعلم لتطبيق التعلم المتمحور حول الطالب في الفصل الدراسي:

هناك مجموعة متعددة من النصائح التي ينبغي على المعلم الأخذ بها وتمثيلها في الفصل الدراسي، من أجل تحقيق أعلى درجة من الفائدة وتحقيق الأهداف المرجوة من اللجوء إلى تطبيق التعليم المتمحور حول الطالب في الفصل الدراسي، وتتمثل هذه النصائح من خلال ما يلي:

حول الفصل الدراسي إلى مجتمع:

في الفصل الدراسي التقليدي يتحدث المعلم ويستمع الطلاب، في الفصل الدراسي المتمحور حول الطالب يتحدث الطلاب ويستمع المعلم ويتدخل ويسهل المحادثة عند الحاجة، ومن ثم يشكر الطلاب على مشاركتهم.

من خلال إشراك الطلاب بشكل مباشر في عملية التعليم، ومن خلال تمكينهم من التفاعل مع بعضهم البعض، يبدأ الطلاب في الشعور بإحساس المجتمع، والأهم من ذلك أنّهم يظهرون لهم أن ما يشعرون به وما يقدرونه وما يفكرون به هو ما يهمهم أكثر، في الفصل الدراسي المتمحور حول الطالب، لا يعمل المعلم فقط كمعلم ولكن كميسر ومنشط.

تنمية الثقة والتواصل:

لا يمكن أن يوجد فصل دراسي أو بيئة تعليمية تتمحور حول الطالب دون الثقة والتواصل المفتوح، وتتحقق الثقة والتواصل المفتوح من خلال العدل دائمًا مع الطلاب والاستماع إليهم والسماح لهم بالتحدث، يبدو وكأنه طلب طويل؟ وقد لا يحدث ذلك بين عشية وضحاها، ومع ذلك من الأسهل بكثير تطوير فصل دراسي يركز على الطالب إذا بدأت على الفور في بداية العام، ويحدد البدء في بداية العام المسار ويتيح للطلاب معرفة ما هو متوقع منهم في بقية العام.

في بداية كل عام دراسي جديد، يطلب المعلم من الطلاب مناقشة كيف يرغبون في أن تكون تجربة الفصل الدراسي لديهم، كيف يجب أن يبدو ويشعر، ويعمل خلال العام؟ هل هناك أي قواعد يجب وضعها للتأكد من أن تجربة الفصل الدراسي تلبي توقعاتهم؟ ومنح الطلاب 15 دقيقة للمناقشة فيما بينهم ثم اكتب اقتراحاتهم على السبورة البيضاء.

سيندهش المعلم من عدد القواعد التي سيأتي بها الطلاب، وأثناء قيام المعلم بملء السبورة البيضاء بأفكارهم واقتراحاتهم، سيجد أن بعض الموضوعات المشتركة تبدأ في الظهور، ويرغب الطلاب في أن يُسمع صوتهم ويُنظر إليهم، ويُقدَّرون ويُحترمون.

هذا التمرين والتمارين المماثلة التي يمكن إجراؤها على مدار العام توصل للطلاب أهمية ما يقولونه، وأنّ المعلم يثق في مدخلاتهم ويقدرها.

البحث عن طرق لدمج التكنولوجيا:

تعلق تطوير فصل دراسي في مركز الطلاب بالمشاركة، وكلما تمكن المعلم من إشراك الطلاب بشكل أفضل في أي نشاط أو مشروع، زادت مشاركتهم في عملية التعلم، في عالم اليوم تعد التكنولوجيا واحدة من أكثر الأدوات فعالية لإشراك الطلاب.

التكنولوجيا ليست المستقبل بل إنها الحاضر، ويدور كل ما يفعله الطلاب هذه الأيام حول التكنولوجيا على وجه التحديد تكنولوجيا الهاتف المحمول، والسماح للطلاب ودعوتهم لاستعمال أدوات الويب المجانية لتقديم المعلومات وتنظيمها ومشاركتها.

عندما يُمنح الطلاب الفرصة لدمج أدوات وتقنيات الويب الحالية في عملية التعلم، يصبحون مشاركين متحمسين وقلقين في أي نشاط تعليمي تقريبًا.

خلق بيئة حيث الاحترام المتبادل والسعي للمعرفة يوجهان السلوك وليس القواعد:

فصل دراسي بدون قواعد؟ يبدو بعيد المنال قليلاً، أليس كذلك؟ قد يكون ذلك إذا كان المعلم يخطط لإنشاء فصل دراسي يركز على المعلم حيث يقضي الطلاب نصف وقتهم في التعلم، والنصف الآخر يحاول تجنب الشعور بالملل من جماجمهم، وإذن ما هو مفتاح نهج عدم وجود قواعد؟ الارتباط إذا حافظ المعلم على مشاركة الأنشطة فنادراً ما يكون السلوك مشكلة.

إنّ وجود بيئة صفية جذابة، مع مشاركة المشاريع، والمشاركة في الأنشطة والمشاركة في المناقشات ستعزز الاحترام المتبادل وتشجع السعي للتعلم الذي لا يترك سوى القليل من الوقت للاضطرابات.

استبدل الواجبات المنزلية بأنشطة التعلم القائمة على المشاريع:

لا تزال لجنة التحكيم خارج نطاق فعالية الواجبات المنزلية من حيث صلتها بتحسين الدرجات ودرجات الاختبار، وتشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة إيجابية بين الواجبات المنزلية والدرجات المحسنة ودرجات الاختبار، بينما تشير دراسات أخرى إلى القليل من الارتباط.

ومع ذلك فإنّ الفرضية الكاملة لهذه الدراسات تستند إلى افتراض أن الدرجات ودرجات الاختبار هي مقياس دقيق للإنجاز الأكاديمي والتعلم في الفصل الدراسي الذي يركز على المعلم، يكون التعلم في الفصل وإنتاجية الطلاب أقل، ممّا يجعل الواجبات المنزلية أكثر أهمية والاختبار المنتظم ضروريًا لقياس التعلم والأداء في الفصل الدراسي الذي يركز على الطالب حيث تنخرط الأنشطة والمشاريع، يصبح الطلاب أكثر حرصًا على التعلم، وتكون الإنتاجية في الفصل أعلى من ذلك بكثير.

ويستخدم العديد من المعلمين الآن التعلم القائم على المشروعات لتدريس معايير الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والمواد الأساسية الأخرى لطلابهم وزيادة إنتاجية الطلاب وفعالية التعلم في الفصل الدراسي.

إذن ما هو بالضبط التعلم القائم على المشاريع؟ باختصار، إنه يتعلم من خلال تحديد برامج العالم الحقيقي وتطوير حلول واقعية، لا يقتصر التعلم المعتمد على المشاريع على المشاركة بشكل كبير عند تنفيذه بشكل صحيح، بل يتعلم الطلاب أثناء رحلتهم عبر المشروع بأكمله.

ويعتمد التعلم المعتمد على المشاريع أيضًا بشكل كبير على التكنولوجيا، حيث يتم توجيه المشاريع بواسطة أدوات ويب تفاعلية ويتم تقديم الحلول باستخدام نهج الوسائط المتعددة.

عند تنفيذه بشكل فعال، يمكن أن يحل التعلم القائم على المشاريع محل الحاجة إلى الواجبات المنزلية خارج الفصل ويصبح التعلم في الفصل أكثر إنتاجية.

اجعل الطلاب يشاركون في تقييم أدائهم:

في الفصول الدراسية التقليدية يتم تقليل تقييم الأداء وتقييم التعلم إلى سلسلة من الأرقام والنسب المئوية والدرجات الحرفية المعروضة بشكل دوري على بطاقات التقارير، من خلال الأنشطة وعبر الاختبارات الموحدة لا توضح هذه المقاييس سوى القليل عما يتعلمه الطالب ولا تقدم سوى القليل من الملاحظات المفيدة للطالب حتى يتمكن من تحسين أدائه وتحقيق الإتقان.

وتعتمد بيئة التعلم المتمحورة حول الطالب على شكل من التعليقات السردية التي تشجع الطلاب على مواصلة التعلم حتى يثبتوا أنهم حققوا إتقانًا لموضوع ما، ويشجع هذا الشكل من التعلم والتغذية الراجعة والتقييم الطلاب على إعادة إرسال المهام والعمل في المشاريع حتى يتم تحقيق الإتقان.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: