أساسيات الإشراط الإجرائي

اقرأ في هذا المقال


أخذ سكنر من تجارب السلوكيين الذين سبقوه خصوصاً ثورندايك؛ من أجل القيام بتجارب متشابهة وعرض قوانين جديدة. رأى سكنر أنَّ الإشراط الكلاسيكي مبسط ولا يقوم بتفسير السلوك بشكله المعقَّد، لذلك قام باخترع تجارب معقدة من أجل مراقبة أسباب السُّلوك ونتائجه، هذا ما يسمّى بالإشراط الإجرائي. اخترع سكنر علبة تحتوي على قضبان حديدية يمر من خلالها تيار كهربائي خفيف وفيها مكبس ومصباح وفتحة للطعام، ثمَّ وضع جرذ جائع داخلها حتى يختبر عدّة حالات.

أساسيات الإشراط الإجرئي:

التعزيز الإيجابي:

يقوم الجرذ بالتحرُّك في العلبة باحثاً عن الطعام، يضغط على المكبس بشكل عشوائي(صدفة) حتى ينزل الطعام من الفتحة فيأكله، يقوم الجرذ بتكرار العملية حتى يتعلَّم ضغط المكبس بشكل صحيح من أجل الحصول على للطعام، هذا ما يسمّى بالتعزيز الإيجابي، أي أنَّ الجرذ يقوم بعمل ويحصل على مكافأة.

التعزيز السلبي: 

قام سكنر بتمرير تيار كهربائي بالقضبان حتى يزعج الجرذ، فبدأ الجرذ بالحوم بالعلبة باحثاً عن طريقة ما تبعد عنه هذا التيار الكهربائي وعندما يلمس المكبس صدفة يزول التيار الكهربائي، فيتعلم الجرذ طريقة إبعاد التيار الكهربائي كلما شعر به عن طريق الضغط على المكبس.
قام سكينر بإضافة ضوء المصباح ليفهم الجرذ أنَّ التيار الكهربائي سيأتي، إذ يقوم بإنارة المصباح قبل التيار ثمَّ بعد ذلك يعرّضه للتيار الكهربائي، فالجرذ يقوم بالضغط على المكبس كلَّما يرى المصباح لتجنُّبه قبل حدوثه.

العقاب: 

إنّ العقاب عكس التعزيز ولا يمكن خلطه بالتعزيز السلبي، إذ أنَّ هذف التعزيز السلبي تعزيز العمل والحث على القيام بسلوك ما، أمّا العقاب يقوم بالحث على عدم القيام بسلوك ما، مثل صعق الجرذ بالكهرباء كلَّما قام بلمس المكبس فيتوقف عن لمسه نهائياً، الهدف من العقاب هو إضعاف السلوك وعدم تكراره.
يمارس العقاب بشدّة على الأطفال سواء بالمدرسة أو البيت، يوجد أشكال متنوِّعة مثل الضرب أو الإهانة، إلّا أنَّ العقاب يختلف عن التعزيز من ناحية التأثير فهو لا يقوم بإزالة السلوك بشكل نهائي وإنّما يكبته فترة من الزّمن، يعاود الشخص أو الحيوان القيام بنفس السلوك لاحقاً عندما يغيب العقاب.
إنّ الطفل الذي تقوم بضربه لأنَّه قام بأكل الحلوى فوق الطاولة سيقوم بتكرار نفس السلوك في غيابك، كذلك الحيوان الذي تضربه من أجل الابتعاد عن المكان سيعود له في غيابك. ينمِّي العقاب صفات سلبية مثل الغضب والعنف لدى الطفل أو الحيوان، فالحيوان الذي يتعرَّض للعقاب قد يصبح عنيفاً.


شارك المقالة: