الإرشاد النفسي في نظرية الذات

اقرأ في هذا المقال


إنّ الجانب الأساسي للإرشاد حسب نظرية الذات هو أنّ السلوك الذي يقوم به العميل لا يمكن فهمه إلا عن طريق وجهة نظر العميل لنفسه وللعالم الذي يعيش فيه، أيضاً إنّ التعديل المطلوب إحداثه في سلوك العميل لا يمكن إتمامه إذا لم يكن العميل راضياً عنه، لذلك يكون دور المرشد فقط إيجاد المناخ المناسب الذي يمكن من خلاله فهم العميل وكيفية تفكيره، أيضاً التأكُّد من مشاعره وأفكاره.

الإرشاد النفسي

الإرشاد: هي عمليّة تسعى لتنمية قُدرات العميل، وتحقيق الاستفادة من الموارد والمهارات التي تكون لدى الفرد؛ ذلك من أجل التكيُّف مع مشكلات الحياة ومواجهتها، يُعتبَر الإرشاد خدمة يقوم شخص مُتخصِّص بتقديمها، أي مؤهّل للإرشاد، فهي علاقة شخصيّة تتكون من طرفين يتشاركان في وضع الأهداف وتحديد المشكلة ضمن الاحترام المتبادل، الأُلفة، والتقدير، بالتالي يقوم المُتخصِّص أي المُرشد، بمساعدة العميل في البحث وإيجاد الحلول المُناسبة لمشكلته.
الإرشاد النفسي: عمليّة بنائية تسعى إلى دراسة شخصيّة الأفراد والتعرُّف على الخبرات والقُدرات، أيضاً إمكانات العملاء مع محاولة تطويرها وتحديد المُشكلات التي يُواجهونها، مساعدتهم على الوصول إلى حل مناسب؛ للوصول إلى الصحَّة النفسيّة.

هدف الإرشاد النفسي في نظرية الذات

يكون الهدف الأساسي من الإرشاد النفسي حسب نظرية الذات هو القدرة على تنظيم الذات. يساعد الإرشاد الناجح على إزالة الآثار المترتّبة على ظروف الاستحقاق أي شروط الأهمية التي تأتي من الأشخاص الآخرين، كما يزيد من انفتاح العميل للخبرات إلى أن يصل للانسجام والتّرابط بين مفهوم الذّات والخبرة، فيصبح الفرد أكثر فعالية وتوافق ونضج مع نفسه .

الأسلوب الإرشادي في نظريّة الذّات

  • من واجب المرشد الانسجام مع العميل والعملية الإرشادية، وأن يتّصف بالأصالة، بمعنى أن يكون كل ما يتلفّظ به المرشد وما يفعله مطابق وغير متناقض.
  • عرض المرشد للمسترشد الاعتبار الإيجابي غير المشروط.
  • أن يحاول المرشد إظهار التفهُّم بشكل كامل للإطار المرجعي للعميل الخاص به، كأنّه إطاره المرجعي الخاص.
  • يجب أن يكون تواصل وفهم المرشد والمسترشد كاملاً وواضحاً.

مراحل العملية الإرشادية

المرحلة الأولى:

يقوم العميل بالذّهاب إلى المقابلة الإرشادية، حيث يكون استعداده لتلك المقابلة ضعيفاً وغير متفاعل مع المرشد. لا يكون العميل واعي لمعنى عدد من المفاهيم، مثل مشاعره وجوانبه الشخصية.

المرحلة الثانية:

يكون العميل في هذه المرحلة غير مبالي، لكنّه أكثر انفتاحاً على العمل الإرشادي من المرحلة الماضية، فيبدأ بالحوار عن الموضوعات الخارجية ويبتعد عن الحديث عن نفسه، لا يكون لديه إحساس بالمسؤولية في المواقف التي يتحاور بها، لا يذكر نوع مشاعره في الوقت الحالي حتى لو كانت تبدو عليه آثار لبعض مشاعر الغضب.

المرحلة الثالثة:

تكون قدرة العميل على الحوار في هذه المرحلة أكثر وضوحاً، سواء كانت المواضيع تخص خبراته أو غيرها، لكنّه يتحدث وكأنّه الضحية لتلك الخبرات والأحداث، فيرى أنّه ليس له دور في حدوثها، يكون إدراكه لنفسه في هذه المرحلة ضعيفاً، خاصةً حول كيفيّة نظر الآخرين له. يستمر في الكلام عن المشاعر الماضية وينكر مشاعره الحالية. إنّ العميل هنا يبدأ يتعرّف على عوامل بناء شخصيته، لكنّه غير مؤهّل للمساعدة في ذلك، حيث أنّه ما زال يفتقر إلى القدرة على اتخاذ القرارات.

المرحلة الرابعة:

يستطيع العميل في هذه المرحلة الوعي بمشاعره السابقة ويدرك صلته بها، لكنّه ما يزال غير قادر على الكلام عن مشاعره الحالية، تتميز هذه المرحلة بظهور العديد من ملامح الذات لدى العميل، يصبح قادراً على التمييز بين مشاعره والإحساس ببعض المسؤولية تجاه موضوع مشكلته.

المرحلة الخامسة:

يبدأ العميل هنا في التحدث عن مشاعره الحالية، لكن يكون غالب الكلام مرتبط بالألم والخوف أكثر من السعادة. أيضاً يبدأ في تحديد مشاعره الخاصة به، تحديد خبراته ولكن بشكل غير واضح.

المرحلة السادسة:

يدرك العميل هنا المشاعر، فيبدأ بالتحدُّث عنها بموضوع ويحدّد علاقته ومسؤوليته بها، تظهر آثار انفعالات العميل خلال حديثه على أشكال متعددة، مثل البكاء والتنيهد والضحك، حيث يحدث تطابق بين الذات والخبرات، فتكون محور الحديث. تكون المهمة الإرشادية في هذه المرحلة أقل صعوبة مع هذه الفئة من العملاء.

المرحلة السابعة:

يكون العميل هنا في نهاية العمل الإرشادي إذا لم يكن بحاجة إليه، فالعميل يكتسب مجموعة من المشاعر الجديدة، يمكنه تقبُّل التغيُّرات التي طرأت على مشاعره السابقة التي كانت السبب في ألمه ومشكلته. يشعر العميل بالثقة والسعادة تجاه العمل الإرشادي، يزداد تطابق الذات بعالم الخبرة، أيضاً تقييم الخبرة بصورة أكثر فعالية وإحداث التغيير اللازم فيها من اجل التوافق السليم.


شارك المقالة: