هل المعلمين هم المسؤولون عن سوء سلوك الطلاب في التدريس التربوي؟

اقرأ في هذا المقال


هل المعلمين هم المسؤولون عن سوء سلوك الطلاب في التدريس التربوي؟

يواجه المعلم التربوي مشكلة ذات شقين: أولاً لا يستطع منع الفوضى، وثانيًا لا يكن متأكدًا ممّا يجب فعله بمجرد حدوثها، أنّ هاتين المشكلتين مرتبطات ارتباطًا وثيقًا، ولذلك إنّ وجود خطة لكارثة أو مشكلة ما يمكن أن يساعد المعلم في منعها أو من الوصول إليها.

تتضمن إدارة السلوك التقليدي العصا، من الناحية المثالية ينبغي على المعلم عدم استخدام العصا أبدًا، عندما يعلم الطلاب أنّ لدى المعلم واحدة فلن يضطر عمومًا إلى استخدامها.

بالنسبة للعديد من المعلمين إنّ السلوك التخريبي هو مصدر قلقهم الأول، أول شيء يجب أن يعرفوه هو أنّ الملاذ الأخير عندما تفشل كل حيلة في جعبتهم، وبصرف النظر عن الحد من فعالية المعلم، فإن العمل بدون خطة أمر مرهق أيضًا، حيث أن سلوك الطلاب هو أحد أكبر أسباب التوتر لدى المعلمين.

لا يمثل سلوك الطلاب مشكلة بالنسبة لبعض المعلمين، حيث أنّه كلما تعرض لحادث ما عليه سوى إرسال طالب إلى مكتب المدير، لكن العديد من المسؤولين يفضلون الابتعاد عن إدارة مثل هذا السلوك.

تم إجراء العديد من الملاحظات المثيرة للاهتمام حول سلوك الفصل الدراسي، حيث أنّ سلوك المعلم غالبًا ما يساهم في مناخ يعزز ويخلق مشاكل الانضباط عن غير قصد من خلال أنواع معينة من إجراءات الإدارة.

يمكن أن يؤدّي مزيج من سلوكيات المعلم إلى خلق مشاكل انضباط كبيرة وتعزيزها في أي فصل دراسي، حيث أن تجنب هذه السلوكيات سيقطع شوطًا طويلاً نحو خلق مناخ من الثقة والاهتمام من شأنه أن يقلل بشكل كبير من سوء السلوك وربما يقضي عليه، وهناك بعض السلوكيات الصادرة من المعلم تعمل على إساءة الطالب التصرف، وتتمثل هذه من خلال ما يلي:

سلبية شديدة:

غالبًا ما تتم صياغة تعليقات المعلم للفصل بعبارات سلبية أو موثوقة للغاية.

المناخ الاستبدادي المفرط:

يرغب هؤلاء المعلمون في أن يكونوا شخصية السلطة المطلقة والكاملة في الفصل كل القرارات لهم.

المبالغة في رد الفعل:

يعمل المعلم يخلق على تصعيد الاضطرابات الطفيفة إلى اضطرابات كبرى.

عقوبة جماعية:

يأمل هؤلاء المعلمون أن يؤدي ضغط الأقران إلى تغيير السلوك لبعض الطلاب المختارين.

إلقاء اللوم:

غالبًا ما يختار هذا المعلم اثنين أو ثلاثة طلاب ويلقي باللوم عليهم باستمرار على كل مخالفة صغيرة قد تحدث.

عدم وجود أهداف تعليمية:

غالبًا ما يقوم المعلمون بإشراك الطلاب دون تحديد هدف واضح أو مفهوم بوضوح من قبل الطلاب للدرس.

تكرار أو مراجعة مادة مفهومة بالفعل:

في محاولة للتأكد من تعرض الطلاب للمواد المهمة، قد يكرر المعلمون المواد باستمرار مرارًا وتكرارًا بنفس الطريقة.

التعامل مع طالب واحد مطولاً:

غالبًا ما يعطل هذا المعلم إيقاعه التعليمي من خلال قضاء وقت مفرط على طالب واحد.

عدم التعرف على مستويات قدرة الطلاب:

يخطط هذا المعلم لدرس غالبًا ما يكون فوق رؤوس العديد من الطلاب في الفصل، درس واحد أسهل بكثير من التحضير لدروس صغيرة متعددة.

معالجة سلوك الطالب في التدريس التربوي:

إذا كان هناك شيء واحد يمكن للمدرسين والإداريين الاتفاق عليه، فهو أن الجميع يفوز عندما تقوم المدارس بإجراء تحسينات مستدامة على سلوك الطلاب، وفيما يلي بعض الإرشادات حول كيفية مشاركة المعلمين والإداريين بشكل فعال في المسؤولية عن السلوك التخريبي.

الإدارة:

يحتاج المعلمون إلى معرفة أن المدير يساندهم، ويفتخر مدير المدرسة بعلاقاته مع الطلاب، وعندما يتم إرسال الطلاب إلى المكتب يستمع بعناية لمخاوفهم ويرسلهم عائدين إلى الفصل بابتسامة كبيرة.

المعلمين:

على الرغم من أهمية حصول المشرف على دعم المعلم، إلّا أنّه من المهم أيضًا أن يشعر الطلاب أنّ معلميهم يدعمونهم، وأنّه ليس من السهل الحفاظ على الهدوء والنظام في الفصل الدراسي، ولكن هناك أوقات يكون من الأفضل فيها خفض المعلم معاييره من أجل الصالح العام.

مثال على ذلك في حال طلب المعلم من الفصل إخراج دفاترهم، يمتثل معظم الطلاب ولكن هناك بعض الطلاب لا يستمعون أبدًا، حيث أن ذلك يؤدي إلى صراخ المعلم بصوت عالي، في هذه المرحلة لا أحد يتعلم، ويركز الفصل بأكمله على المواجهة بين المعلم والطلاب، وبذلك فقد أهدر وقتًا تعليميًا.

وفي هذا الأمر ينبغي على المعلم أن يتعلم التمييز بين عدم الامتثال والتعطيل، وإذا كان الطالب غير ممتثل ولكن لا يسبب إزعاج فعليه عدم التصعيد، والتعامل معها خارج الفصل.

المعلمون ليسوا مسؤولين عن السلوك السيئ للطلاب في التدريس التربوي:

أنّ الطالب هو مسؤولية مشتركة بين المعلم التربوي والإدارة المدرسية وكذلك الأسرة، ولا يتوقف لون أحد على سلوك الطالب.

يسأم المعلم من الاتجاه المتنامي مع الآباء الذين يصرون على أن أبناءهم مثالين ولا يمكنهم أن يخطئوا، ويقع على عاتق المعلم مسؤولية ألا تكون درجاتهم على ما يرام.

لقد حان الوقت لأن يلقي هؤلاء الآباء نظرة فاحصة في المرآة ويدركون أنهم لا يساعدون أبناءهم على تحمل المسؤولية عن إخفاقاتهم عندما يلومون كآباء شخصًا آخر على ذلك.

إذا كان الطالب يفشل في الفصل أو في الحياة فالجميع بحاجة إلى تحمل مسؤولية دورهم فيه بالإضافة إلى الدور الذي لعبه الطالب في فشله.

يعود الأمر إلى هذا اللآباء فإنّ نجاحهم أو فشلهم كشخص مرجح بشدة على مستوى نجاح أو فشل أبنائهم في المدرسة، وإذا كانوا قد أفسدوا نفسهم أكاديميًا أو اجتماعيًا أو حتى رياضيًا، فسيرون هذا على أنّه انعكاس لفشلهم كشخص، وبطبيعة الحال فهم ليسوا سوى رائع كوالد، لذلك يجب أن يكون خطأ شخص آخر هو أنّ الطالب لا يؤدي، ومن ثم فإنّ المعلم مخطئ.

التصرف بنضج وهذا كل ما يمكن قوله للآباء وتحمل مسؤولية حياة وفهم أبناءهم أكثر، وعندما يتصرف الطالب بشكل سيء فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب أن الطالب شقي، وذلك بسبب فشل الآباء في تأديبهم وتعليمهم الأخلاق وتعليمهم كيف يكونوا أشخاصًا صالحين، فهم من خذل ابناءهم وليسوا معلميهم.

عندما لا يقوم الطالب بأداء واجبات المدرسية ويفشل في الارتقاء إلى مستوى إمكانات، فليس خطأ المدرسين في عدم جعل الطالب أكثر ذكاءً، بل هو خطأ الطالب لكونه متهاونًا ومتعثرًا، إنّه خطأ أحد الوالدين لأنّه سمح للطالب بعدم الاهتمام بتعليمه.

عندما يتصرف الطالب بعدم الاحترام تجاه الأسرة أو المعلم أو اتجاه الآخرين، فهذا ليس خطأ المدرسة لعدم تعليم الطلاب الأخلاق السليمة، بل خطأ أحد الوالدين للسماح لهم بالابتعاد عن مثل هذا السلوك السيء.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: