هل تثبت لغة الجسد الأقوال أم الأفعال؟

اقرأ في هذا المقال


هل تثبت لغة الجسد الأقوال أم الأفعال؟

تستخدم لغة الجسد في الأساس مزامنة للغة اللفظية المنطوقة، إذ لا يمكننا أن نتواصل مع أحدهم من خلال لغة الجسد فقط إلّا إذا كان من ذوي الصمّ والبكم أو من ثقافة ولغة غير الثقافة واللغة التي نعيشها، وهذا الأمر يجعل من لغة الجسد لغة تثبت الأقوال اللفظية التي ننطقها والأفعال وما تدلّ عليها من حركات وإيماءات وتحرّكات، فما دور لغة الجسد في هذين الجانبين؟

لغة الجسد تثبت الأقوال:

عندما نتحدّث مع أحدهم فإننا لا نقف مكتوفي الأيدي أثناء حديثنا، فلغة جسدنا تقوم بدورها على أكمل وجه سواء قمنا بالتخطيط لهذا الأمر مسبقاً أم لم نقم، فالهدف من لغة جسدنا هو مساندة اللغة اللفظية المنطوقة وإثبات صحّة الأقوال التي نتفوّه بها، من خلال إثبات وجهات النظر بأفضل وسيلة كانت، ولن يصدّقنا الطرف الآخر ما لم تتوافق لغة جسدنا مع أقوالنا، وإن لم تتوافق فلن تمرّ المعلومات التي نرغب بإثباتها مرور الكرام وسنلقى الكثير من العقبات وربّما لن يتمّ تصديقنا.

لغة الجسد إذا كانت مترافقة مع معلومات لفظية صحيحة تعمل بصورة أكثر فاعلية منها إن كانت المعلومات المنطوقة غير صحيحة، وهذا الأمر يجعل من لغة الجسد اللغة الأكثر حضوراً في مثل هذه المواقف، وتجعلها تثبت صحّة الأقوال بأفضل صورة كانت.

لغة الجسد تثبت الأفعال:

في نهاية الأمر لغة الجسد لغة تمثيلية نقوم من خلالها بالتحرّك أو بتغيير ملامح وتعابير وجوهنا، وتتغيّر حركات أيدينا وأرجلنا واتجاه عيوننا وحركات رؤوسنا من جهة لأخرى بصورة حركية؛ لتثبت قولاً ما من خلال الفعل، وهذا الأمر يجعل من لغة الجسد لغة تطبّق الأفعال من خلال محاكاة الأقوال المنطوقة، فهي تحمل المعاني من خلال الحركات والإيماءات التي تقوم بها، ولا يمكننا أن نتقن لغة الجسد في صورة نمطية ثابتة، فلغة الجسد لغة حركية فعّالة تعمل على الوصف والإشارة والإيماء بصورة كبيرة.

لغة الجسد لغة تثبت الأقوال من خلال الحركة والفعل، وحتى أننا عندما نتحرّك لا بدّ وأن تقوم لغة جسدنا بإثبات كيفية الحركة التي نقوم بها وأن تعطينا المساحة والمعنى الصحيح لتفسير هذه الحركات، فلغة الجسد لغة حركية ذات مدلولات ومعاني متنوّعة تختلف باختلاف الزمان والمكان وطبيعة الأشخاص الذين نتعامل معهم.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. ما يقوله كل جسد، جونافارو ، 2010.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير.


شارك المقالة: