هل تشير لغة الجسد إلى الفوارق العمرية؟

اقرأ في هذا المقال


هل تشير لغة الجسد إلى الفوارق العمرية؟

لغة الجسد تتناسب وتتكيّف مع الفئات العمرية التي تكون فيها، فلغة الجسد الخاصة بالأطفال الرضّع تختلف عنها لدى الأطفال البالغين، ولغة الجسد لدى الشباب تختلف عنها لدى المسنين، وهذا الأمر يجعل من لغة الجسد ذات معاني متنوّعة واستخدامات مختلفة تتناسب مع الفئات العمرية، حيث أنّ لكلّ مرحلة عمرية لغة جسد تتماشى مع ثقافتها وقيمها وظروفها المحيطة.

لغة الجسد تختلف باختلاف الجيل:

عادة لا نستطيع أن نحكم على عمر الشخص الذي نتعامل معه، لعدم وضوح العلامات التي يمكننا من خلالها تقدير العمر بشكل دقيق، مما يجعلنا نستشعر لغة جسد الأشخاص الذين نتعامل معهم لمعرفة المرحلة العمرية التي تواجدوا فيها أو أثرت بهم بشكل كبير، حيث أنّ الفوارق التي تبدأ من عشرة سنوات فأكثر تعتبر تغييراً كبيراً على الجيل بشكل عام، وهذا الأمر يجعل بين الأجيال المتتالية فوارق كبيرة في طريقة التعبير أو استخدام لعة الجسد بشكل عام، كون لغة الجسد في عصرنا الحالي أصبحت تأخذ منحنى أكثر دقّة منه في السابق بسبب الاهتمام الكبير في هذا الجانب.

ميزات لغة الجسد لدى المسنين:

لعلّ لغة الجسد التي يستخدمها كبار السن تكون أكثر اتزاناً ومصداقية، والسبب في ذلك هو المرحلة العمرية التي لا يرغب من خلالها كبار السن ارتكاب الأكاذيب وتصنع لغة جسد غير حقيقية لإثبات وجهة نظر ما، فالأشخاص المسنين عادة ما يمتازون باستخدام لغة الجسد الخاصة بتعابير الوجه أكثر من غيرها، وهم أكثر إجادة لاستخدامها من العنصر الشبابي، الأمر الذي يجعل من لغة الجسد أمراً يميل المسنون من خلال استخدامه إلى الحكمة والرزانة.

لغة الجسد لدى الشباب والأطفال:

أمّا لغة الجسد المستخدمة لدى الشباب والبالغين، فعادة ما تمل إلى محاولة إثبات الذات وإثبات وجهات النظر بطرية تتناسب مع الموقف، ومحاولة تبرير المواقف بما يتناسب مع المصلحة الشخصية، فلغة الجسد التي يقوم على تمثيلها الشباب أكثر بعداً عن الحقيقة، وإن كانت في عصرنا الحالي ضرورة من ضروريات النجاح والعمل والتفّوق وحسن القيادة، على العكس من لغة الجسد التي تظهر لدى الأطفال فهي غريزية كانت مرافقة لهم منذ الولادة، ومكتسبة بالقدر الذي تأثروا من خلاله بالأصدقاء والأقارب والآباء.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. ما يقواه كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير.


شارك المقالة: