هل لغة الجسد لغة إبداعية؟

اقرأ في هذا المقال


هل لغة الجسد لغة إبداعية؟

في كلّ مجال من مجالات حياتنا سمعنا ورأينا مبدعين وصلوا إلى أعلى درجات الشهرة والحكمة في مجالهم، وأصبحوا نماذج تاريخية في هذا المجال يتم استذكارهم وربّما دراستهم بصور احترافية، وإذا أيقنا أنّ لغة الجسد لغة ذات قيمة كبيرة في عالم اللغات الحركية والصامتة والتمثيلية، فهي لغة لها مبدعون ومشاهير خاصة بهم واشتهروا بها، فكيف تصل لغة الجسد إلى درجة الإبداع؟

كيف تصل لغة الجسد إلى درجة الإبداع؟

في كلّ ثقافة وفي كل لغة مستخدمة عبر عالمنا الصغير يوجد روّاد لهذه اللغات ومبدعين فيها، ولكن في لغة الجسد الحديثة أصبح لكلّ ثقافة ولغة مبدعون وروّاد يستخدمون لغة جسدهم بصورة إبداعية أكثر من غيرهم.

ولعلّ ممثلي السينما في كلّ بلد عبر هذا العالم هم الأشخاص الذين حصلوا وحصدوا كافة الجوائز الممكنة التي جعلت منهم روّاداً للغة الجسد، كونهم استطاعوا توظيفها في تأدية أدوارهم بطرق مذهلة، بحيث جسّدوا الأدوار التي قاموا بها بشكل رائع.

لغة الجسد الإبداعية لدى السياسيين والقادة:

لغة الجسد الإبداعية ليست إلّا إيماناً مطلقاً بالقيمة التي تتركها في نفوس الآخرين، وقدرتها الخارقة على الإقناع، ولعلّ علماء السلوك ومترجمي لغة الجسد لدى السياسيين والمشاهير استطاعوا أن يلتقطوا تلك الرسائل قبل غيرهم.

فالعديد من قادة وزعماء العالم الذين يعتبرون لدى شعوبهم نماذج لا يمكن تكرارها هم ممثلو لغة جسد بارعون أبدعوا في توظيف لغة جسدهم الإقناعية من أجل الوصول إلى غاياتهم الحزبية أو الفكرية، التي أثبت التاريخ بعد موتهم أنّها كانت خاطئة، وأنّ الشيء الصحيح الذي كانوا يقمون به هو قدرتهم على إدارة لغة جسدهم بصورة إبداعية مقنعة لا مجال للشكّ فيها.

لغة الجسد الإبداعية استطاعت أن تفرز قادة ومدراء ومبدعين لم يكن بمقدورهم أن يجمعوا تلك العيون التي تراقب شهرتهم، ولا المال الذي لا يمكن لأحد أن يجمعه دون القدرة على توظيف لغة جسد لا مثيل لها في التمثيل والإيداع والإقناع.

وهذا الأمر لا بدّ لنا وأن نرى منه نماذج عديدة في كلّ ثقافة نتواجد فيها سواء غربية أو شرقية، فلغة الجسد لغة تكرّم مبدعيها وتجعلهم محطّ اهتمام الجميع ولا يمكن لنا أن نتخطّاها أو نعتبرها لغة ثانوية كما يعتقد البعض.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. ما يقوله كل جسد، جونافارو ، 2010.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير.


شارك المقالة: