هل يتوجب علينا التفاخر بأنفسنا؟

اقرأ في هذا المقال


التفاخر المنطقي المعقول الذي يقودنا إلى النجاح والثقة بالنفس أمر ممكن، أما الزهو الزائد بالنفس والتعالي على الآخرين فهو أمر مرفوض وله نتائج سلبية كبيرة على المجتمع، تجلب لنا المزيد من الكراهية والحقد، وعمل اختلال وفجوة كبيرة بين أبناء المجتمع، ولا يمكن ﻷحدنا أن يصل إلى النجاح أو تحقيق الأهداف في ظلّ التعالي والتفاخر اللامنطقي بالذات.

الأمر بجوهره لا بما نراه ظاهرا أو نسمعه:

الكثير منّا يعتقد أن الصورة التي نراها للآخرين هي كلّ شيء، متناسين الجوهر وحقيقة الشخص ذاته، فالأمر يتعلّق بما يراه الناس ويسمعونه، فيوقن كثير منهم أن السبيل إلى النجاح هو بالتفاخر والتباهي وتقليد المشاهير، وللأسف أن هذا المفهوم هو السائد وسط قطاع كبير من المجتمع.

من الواضح أنّ الزمن قد تغيّر، فنحن نحتكّ يوميّاً بما يذكرنا ليس فقط بمقدرتنا على نيل كلّ شيء، بل بأن من الضروري أن ننال كل شيء، فنحن بحاجة إلى أن نمتلك كافة الأشياء الجذّابة، وأن نبدو بمظهر جذّاب، وأن نعرّف الجميع بأننا شخصيات جذّابة، فإذا نلنا أي شيء علينا أن نتباهى به، فيزايد عدد من يتباهون بعظمتهم، وتكبر الفجوة بين أفراد المجتمع.

هل التبجج والتكبر وسيلة للنجاح؟

إننا نرى ونسمع العديد من المشاهير الذين يمارسون الدعاية العلنية ﻷنفسهم، فأولئك هم نجوم المجتمع ومحور إعجابه، ووسائل الإعلام لا تتوقّف عن ملاحقتهم ﻷنهم الأفضل بنظرهم ويستطيعون جلب الشهرة للإعلاميين أنفسهم أو لمواقعهم الإخبارية، فهل نحن بحاجة إلى المزيد من التبجج والكبر حتّى ننجح في حياتنا.

إلى أين ستصل بنا الحال في نهاية الأمر؟

إنّ توجهات البشر تتغيّر في السياسة والأعمال والتجارة والموضة والترفيه والتقاليد الاجتماعية، وبعضها لا يكاد أن يكون مؤقتاً ما أن يظهر حتّى يختفي، وبعضها يصبح تيّاراً يدوم لفترة طويلة ثم يختفي، ليعاود الظهور من جديد.

نحن وحسب رأي الخبراء والدارسين سنعود في نهاية الأمر إلى الأساسيات، أي تلك الفضائل الراسخة المترسخة في فطرتنا وكينونتنا، التي ستمنحنا في نهاية الأمر الاستقرار الداخلي وراحة البال بعيداً عن التصنعّ والتكلّف والمجاملات والمظاهر الخدّاعة، فستظل الشخصية الفاضلة حجر الزاوية للإنسان الفاضل والمجتمع الفاضل، وستظهر حقيقة كلّ من يدّعي العظمة والتكبر.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.قرارات تغير حياتك، هال ايريال.


شارك المقالة: