هل يثبت المظهر الخارجي وحده مدى صحة لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


هل يثبت المظهر الخارجي وحده مدى صحة لغة الجسد؟

كثيراً ما نقع في أخطاء لا تغتفر فنطلق الأحكام على أشخاص بناء على مظهرهم الخارجي، وبناء على ملابسهم التي لا تتناسب مع ذوقنا، وكأننا أطلقنا رصاصة الرحمة على لغة الجسد التي استقبلناها من خلال مظهرهم الخارجي وتناسينا فكرهم ولغتهم وطيبتهم أو قوّتهم أو ضعفهم، بل أننا نقوم أيضاً بتحليل شخصياتهم وإعطاء الأحكام المسبقة بناء على ملاحظات شاهدناها بسبب لون البنطال أو طوله أو قصره أو شكل ساعة اليد أو نظّارة العيون أو حقيبة أو حذاء هذه السيّدة أو تلك، فهل نحن موضوعيون في تفسيرنا للغة جسد الآخرين، أم أننا غلبتنا العاطفة واللاوعي في ذلك؟

المظهر الخارجي يتعلق بفهم لغة جسد الآخرين:

لم يقل أحد أنه من العدل أن يحكم علينا الآخرون وعلى تواصلنا غير المنطوق المعبّر عنه بلغة الجسد عبر ملابسنا وحدها، ولكن هكذا هو العالم، فالواقع الذي نعيشه اليوم بتطلّب منا أن ننظر إلى أنفسنا نظرة موضوعية فاحصة ناقدة، نقوم من خلالها بقراءة لغة جسدنا بالشكل الصحيح، فقد نرى أنفسنا بأننا واثقين بها، وقد نرى أنفسنا بأننا نرسل لغة جسد لا تتوافق مع شخصيتنا، قد نرى أنفسنا بأننا يجب أن نغيّر من هذه الملابس وهذا المظهر الشخصي، فهما لا يتوافقان وأحاسيسنا أو كلامنا المنطوق ولغة الجسد التي نتمثّلها.

المظهر الشخصي يظهر بما يتوافق مع عمرنا ولغة جسدنا:

ليس من السهل التخلّص من هذه النوعية من الأحكام حتى نستوعبها ونقاومها عبر استخدام لغة الجسد الودودة والواثقة، وعلينا أن نظهر للآخرين أنه تحت ملابسنا هذه يوجد قلب واثق، وسيرغب الآخرون في نهاية الأمر في التعرّف علينا وتقبّلنا كما نحن وفي فهم لغة جسدنا وعدم الحكم عليها من ظاهرها، ولا شكّ في أنه يوجد دائماً احتمالية أخرى أكثر سهولة، وهي أن نقوم على ارتداء الملابس التي تتناسب وسياق المناسبة أو الموقف، وألا نفكر في الأمر على أنه تزييف للوقائع أو زخرفة للغة الجسد، بل علينا أن نفكّر على أننا نقوم بتسهيل الحياة على أنفسنا.

من أجل ترك انطباعات أولى جيّدة ودائمة فيما يخصّ المظهر الخارجي والملابس المتعلقة بلغة الجسد، يتوجّب علينا أن نرسل الإشارات المتعلّقة بلغة الجسد بالشكل الصحيح، وعلينا أن نفكّر في ملابسنا وكأنها إيماءات ثابتة ترسل الرسالة نفسها طوال اليوم، وأن نتساءل دائماً، ما الذي نريد أن تقوله ملابسنا عنّا.

المصدر: لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: