هل يحق للمسترشد تقرير مصيره من خلال الإرشاد النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


هل يحق للمسترشد تقرير مصيره من خلال الإرشاد النفسي؟

إذا كان المسترشد يعتقد بأنّ العملية الإرشادية عملية مساندة فقط أو تعمل على تقديم المشورة الفكرية والنفسية فهو مخطئ، فالعملية الإرشادية تساعد المسترشدين على تقرير مصائرهم والاختيار ما بين البقاء في ظلّ الأفكار الشاذة غير المتوافقة مع الواقع، أو تقرير المصير والتوافق ضمن الخطط الإرشادية التي تعمل على استقرار الشخصية وتعديل السلوك بصورة منطقية مناسبة.

كيف يقوم المسترشد بتقرير مصيره من خلال الإرشاد النفسي؟

إنّ مجرد قبول المسترشد بالخضوع للعملية الإرشادية يعتبر انتصاراً للإرشاد النفسي، وهذا الأمر من شأنه أن يعطي المسترشد الفرصة في إثبات ذاته وقدراته في تجاوز كافة المصاعب المحتملة، وبالتالي فإنّ العملية الإرشادية خاضعة لقانون الفرد في تقرير مصيره بناء على رغبته في الاختيار، فلا يمكن أن يتمّ التغلّب على المصاعب والمشاكل النفسية المتطوّرة منها دون اللجوء إلى العملية الإرشادية، وتبادل الحديث مع مختصين وخبراء في هذا المجال من أجل المساعدة على الاختيار، وتعديل الخيارات الخاطئة التي لا تخدم علم الإرشاد النفسي.

ما دور المسترشد في تحقيق أهداف العمل الإرشادي؟

يقوم المسترشد بتقرير مصيره من خلال الموافقة على الخطط الاستراتيجية التي سيتم تنفيذها على المشكلة التي يعاني منها بحثاً عن الحلول الممكنة، وهذا الأمر يعطي المسترشد الحقّ في اختيار الخطّة والاستراتيجية التي يراها مناسبة لحالته، ومن حقّه أيضاً أن يطلب بعض التعديلات الجوهرية على طريقة التواصل من خلال العملية الإرشادية، فما دامت التعديلات تصبّ في مصلحة العملية الإرشادية بحثاً عن الحلول الممكنة فلا ضير في ذلك، وما دام تقرير المصير والقدرة على اختيار أسلوب إرشادي يتناسب والمشكلة الإرشادية لما لا يتعارض مع قوانين الإرشاد النفسي فهذا أمر مقبول.

إنّ المسترشد هو السبيل الأكثر امتيازاً وضماناً لنجاح العملية الإرشادية، وهذا الأمر يعتمد على مقدار القناعات التي يمتلكها المسترشد فيما يخصّ بإجراءات العملية الإرشادية، وبالتالي الانسجام مع كافة إجراءات العمل الإرشادي بحثاً عن نتائج ذات قيمة ونتائج فاقت التوقعات، فالعمل الإرشادي هو نتاج عمل تشاركي تم اختياره بدقّة فائقة ما بين طرفي العملية الإرشادية بصورة تتناسب ومبادئ العمل الإرشادي المتميز.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: