هل يستطيع المسترشد أن يخضع للعملية الإرشادية مرة أخرى؟

اقرأ في هذا المقال


هل يستطيع المسترشد أن يخضع للعملية الإرشادية مرة أخرى؟

قد يعتقد البعض أن الخضوع للعملية الإرشادية لا يتمّ إلّا مرّة واحدة، وأنّه لا يحثّ للمسترشد أن يطلب تغيير المرشد الذي يقوم بمتابعة الحالة الإرشادية أو تغيير الاستراتيجية الإرشادية، ولكن من قوانين الإرشاد النفسي أنّه يحقّ للمسترشد أن يعود ويخضع للعملية الإرشادية مرّة أخرى ومن حقّه أن يطلب تغيير المرشد الذي قام بالإشراف على حالته في المرّة الماضية، وأن يطلب تغيير الخطّة الاستراتيجية التي تمّ اتباعها مسبقاً.

كيف يعود المسترشد للخضوع للعملية الإرشادية مرة أخرى؟

في نهاية كلّ عملية إرشادية يقوم المرشد النفسي بتقديم عدد من الضمانات للمسترشد حول سير العملية الإرشادية التي مرّ بها، ومن هذه الضمانات أنّ يحقّ له العودة والخضع للعملية الإرشادية مرّة أخرى متى يشاء، وأنه في حال شعر أنه قد عاد للمشكلة النفسية مرّة أخرى فمن الطبيعي أن يخضع للعملية الإرشادية مرّة أخرى، وقد تكون العملية الإرشادية في المرحلة الثانية أكثر سهولة ويسر، لكون معظم المعلومات التي احتاجها المرشد في المرحلة الأولى قد حصل عليها وقد تمّ توثيقها، ولرغبة المسترشد في التخلّص من المشكلة بعد أنّ شكّ في عودته إليها.

قد يقدم المرشد النفسي في حال عودة المسترشد والخضوع إلى العملية الإرشادية إلى استخدام أسلوب واستراتيجية إرشادية جديدة، ولكن في هذه المرّة يكون المرشد أكثر حذارً وتأكداً من تجاوز المسترشد لجميع الخطوات الإرشادية وتحقيق جميع متطلبات علم الإرشاد النفسي بصورة دقيقة؛ خوفاً من أي انتكاسات أخرى قد ترجعه إلى العملية الإرشادية، كما وعلى المرشد أن يعرف الفترة الزمنية التي قد احتاجها المسترشد للرجوع إلى المشكلة، وهل بالفعل قد تخلّص المسترشد من المشكلة من خلال الجلسات الإرشادية الأولى، أم أنه كان غير صادق في إجاباته؟

من خلال استخدام سياسة الباب المفتوح في الإرشاد النفسي يمكن للمسترشد أن يعاود الكرّة ويخض للعملية الإرشادية متى يشاء، ولكن في كلّ مرّة عله ان يقدّم الكثير من الضمانات التي تثبت مدى صدقه، ولكن في حالات مستحيلة لا يمكن للعملية الإرشادية أن تنهي الوضع القائم عن طريق الإرشاد النفسي، فقد يحتاج الوضع وقتها إلى العلاج النفسي أو التدخل العلاجي او الطبي العاجل.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غي العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: