هل يمكن الحكم على لغة جسد الآخرين بناء على الشكل؟

اقرأ في هذا المقال


هل يمكن الحكم على لغة جسد الآخرين بناء على الشكل؟

لغة الجسد علم قائم بحدّ ذاته، وله مكوّنات ومصطلحات وأدوات وغايات لا بدّ من معرفتها جيّداً قبل الحكم على الآخرين، ولعلّ المظهر الخارجي الخاص بالملابس وشكل الوجه وشكل الآخرين بشكل عام من الأمور التي يتمّ ملاحظتها وتقييمها وتمحيصها وتحليلها قبل الحكم على لغة جسد الآخرين، كونها من أدوات لغة الجسد المستخدمة في محاولة قراءة لغة جسد الآخرين.

كيف نحكم على لغة جسد الآخرين بشكل متسرع؟

يعتبر الشكل الخارجي أول ما يتمّ ملاحظته في الآخرين قبل بدء أي نشاط أو حديث مستقبلي معهم، وفي كثير من الأحيان نقع في فخّ التعميم وإطلاق الأحكام بشكل متسرع في قراءة لغة جسد الآخرين، ونعتبر هذا الأمر من علم الفراسة وهو بعيد كلّ البعد عنه، كونه لم ينطلق من أسس علمية أو منطقية أو تقييمات ثابتة مبنيّة على المعلومات، كون علم الفراسة له بعض القواعد التي تشترك مع قواعد وأدوات لغة الجسد.

من أكبر الأخطاء التي نقع بها بشكل يومي، التعاميم المتسرعة التي يتمّ بناء عليها اتخاذ العديد من الخطوات الخاطئة، ولعلّ المظهر الخارجي جزء من أجزاء لغة الجسد التي تشير إلى نمط سلوكي نفسي ما، إلّا أنّه ليس أساساً في الحكم على الآخرين وتفسير لغة جسدهم بناء عليها، كما ويطلق البعض منّا الأحكام الخاطئة بناء على شكل الوجه أو شكل العينين، أو بناء على طول الشخص أو قصره ومدى سمانته من ضعفه، وهذا الأمر لا يوجد له أي علاقة في تفسير لغة الجسد، إلا على سبيل العموميات.

ما نتيجة الحكم على لغة جسد الآخرين بشكل متسرع؟

لغة الجسد التي نستخدمها تعتمد على عدد من الأسس والملاحظات التي يتمّ رصدها لدى الآخرين، حيث لا يمكن أن نعتمد على إيماءة واحدة أو تعبير وجه واحد في حكمنا على لغة جسد شخص ما، فنحن في بعض الأحيان لا نشعر بالراحة لدى تعاملنا مع شخص ما، ولكن مع مرور الوقت تتوضّح لدينا العديد من التفسيرات التي كنّا نعتقدها لغة جسد سلبية، وهذا الأمر يضعنا أمام عدد من الحقائق الخاصة بلغة الجسد، ابتداء من عدم التسرّع في إطلاق الأحكام، وعدم الاعتماد على الفراسة غير المنطقية، وعدم بناء الأحكام بناء على المظهر الخارجي والشكل فقط.

المصدر: لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. ما يقواه كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير.


شارك المقالة: