هل يمكن لسياق الكلام أن يساعدنا في فهم لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


عند محاولتنا لفهم السلوك المتعلّق بلغة الجسد في مواقف الحياة الطبيعية، فعلينا أن نكون على علم أننا كلّما فهمنا سياق الكلام زاد معدّل فهمنا لما يعنيه هذا الكلام ومدى تناسقه مع لغة الجسد، فنحن نلجأ إلى لغة الجسد بشكل وثيق مدروس عندما لا نستطيع أن نفهم سياق كلام الطرف الآخر، أو عندما يقوم الطرف الآخر باستخدام أساليب يكتنفها الغموض في التعبير عن رأيه أو نشعر بأنه مصطنع المشاعر أو يقوم بالكذب، ففهم الكلام مفتاحاً رئيسياً لترجمة لغة جسد الآخرين.

هل يساعد الكلام في ترجمة لغة جسد الآخرين؟

بعد حادث مروري مثلاً يكون الناس في حالة صدمة ويسيرون في ذهول، بحيث ترتجف أيديهم ويبدأوا في التفكير والتصرف بشكل غريب وتختلف نظرات عيونهم وتختلّ حركات أرجلهم، وكلّ هذه الدلالات الجسدية يمكننا أن نستند عليها بعد أن نفهم نطاق الكلام المنطوق أو الموقف الذي يمرّ بنا، لنجد لغة الجسد تبرّر لنا حالة الفرح أو الخوف والتوتر التي يشعر بها الآخرون.

نتيجة لما وقع معنا من أحداث وخلال تعبيرنا الدالّ على الارتجاف والارتباك والاضطراب والقلق في سياق الكلام، تكون تلك الأفعال المعبّرة عن لغة الجسد متوقّعة وهي تؤكّد التوتر الناتج عن الوقوع في معضلة ما، فمن خلال مقابلة العمل مثلاً التي يتقدم إليها الكثيرون، يكون المتقدمين مضطربين في البداية ويتشتتوا بسبب ذلك الاضطراب، لكن طبيعة الكلام المنطوق يمكنها أن توضّح لنا مبرّرات هذا الخوف فلغة الجسد عامل مساعد لفهم طبيعة الآخرين.

هل يساعدنا فهم سياق الكلام في معرفة السلوكيات الشائعة المتعلقة بلغة الجسد؟

تعتبر بعض السلوكيات الجسدية الشائعة التي تعبّر عن لغة الجسد واسعة الانتشار ضرورة لفهم طبيعة اللآخرين ، لأنّ معظم الأشخاص يظهرونها بطريقة مماثلة تقريباً، فعلي سبيل المثال، عندما يقوم الآخرون بضمّ شفاههم بطريقة ما تجعلها تختفي، فهذا يعتبر علامة واضحة وشائعة بأنهم قلقون وأنّ هناك شيئاً ما خطأ، فذلك السلوك الذي يعبّر عنه لغة الجسد بما يعرف بضمّ الشفتين، هو أحد التصريحات الشائعة التي قدّ تعبّر عن الندم أو عن فعل غير صحيح، فكلما زاد عدد هذه السلوكيات الشائعة التي تعبّر عنها لغة الجسد والتي نقوم على تفسيرها وملاحظتها، سنكون وقتها أكثر فعالية في تقدير أفكار ومشاعر ومقاصد من هم حولنا.

المصدر: ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.


شارك المقالة: