هل يمكن للوجه أن يمثل لغة جسد مخادعة؟

اقرأ في هذا المقال


هل يمكن للوجه أن يمثل لغة جسد مخادعة؟

الحقيقة أنّ الوجه هو الجزء الوحيد من الجسم الذي يستخدم غالباً للتحايل وإخفاء العواطف الحقيقية، فمنذ الطفولة نكون مجبرين من آبائنا ومجتمعاتنا على أن نخفي الحقيقة وأن نختبئ وراءها، وأن نستخدم لغة جسد كاذبة باستخدام وجوه بريئة؛ من أجل الانسجام الاجتماعي، أو خوفاً من العواقب في حالة الخطأ، فلغة الجسد المخادعة لا تكون عن طريق تحريك الأيدي أو الأرجل ولكنّ خير من يمثّلها هو الوجه بكلّ ما يحتوي.

كيف تكشف لغة الجسد الكذب والخداع؟

عادة ما نكون ماهرين للغاية في وضع الأقنعة غير الحقيقية على وجوهنا بشكل مجازي لإخفاء مشاعرنا وعواطفنا الحقيقية، فكثير من تعابير الوجه تجنّد وتستخدم خلال الكذب، ولكن على الرغم من ذلك يحدث ما نسميّه تسرّب المشاعر المخفيّة في الوجه أو من خلال نبرة الصوت، وقد أثبتت الدراسات في مجال لغة الجسد بأنّ هناك عضلات معيّنة في وجوهنا يصعب علينا التحكّم بها، وهذه العضلات من أبرز الأدوات المستخدمة في لغة الجسد لكشف الكذب والخداع.

ما مدى أهمية الوجه في لغة الجسد المخادعة؟

الوجه هو الأداة الرئيسية لصنع الحركات التي تعمل على تغطية الحقائق عن الضمير المستتر في النفس، ففيه العينان والفم وبقيّة أعضاء الوجه، وكلّ ذلك ذو أثر ظاهر في محاولة إظهار معانٍ مصوغة تخفي مراد النفس المستتر كالتبسّم والتجهّم، وقد يعمد المرء إلى هيئات جسدية عامة على شكل لغة جسد تعمل على إخفاء الحقائق، ولكن في الوجه جوارح أخرى تنسب إليها الأكاذيب وتقع في محيطها، لهذا غدا الوجه مصدراً أصيلاً من مصادر قراءة الضمائر المستترة ودليلاً صادقاً على ما في النفوس.

إنّ الوجه ظاهر أكثر من الجسم أو الصوت بسبب طبيعة المشاعر الإنسانية اللاإرادية، حتّى أنّ جزئي الوجه العلوي والسفلي يبدوان بشكل مختلف في مدى التحكّم فيهما، فالجزء السفلي يخضع لسيطرة الشخص أكثر من الجزء العلوي، وكلّما كان حجم المشاعر التي يتمّ إخفاؤها بالكذب والخداع أكبر زادت خيانة سلوكيات الجسد ولغته، لهذا فلغة الجسد تعتمد بشكل كبير على الوجه بكل ما يحتويه من حركات وتعابير وإيماءات للتعبير عن الخداع والكذب، وهذا الأمر ليس من السهل القيام به فهو يحتاج إلى الذكاء والتدريب والموهبة.

المصدر: لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: