هل يولد الشخص غير محظوظ؟

اقرأ في هذا المقال


كثيراً ما نسمع أن فلاناً ولد منحوساً، وأنه غير محظوظ، وكثيراً ما نسمع أيضاً أنّ فلاناً شخص محظوظ وأنه قادر على النجاح في أي مجال يعمل فيه، كون والده وجدّه كانوا محظوظين، أو كونه ولد محظوظاً أصلاً، فعلى الرغم من عدم دقّة هذا الكلام إلا أنه في بعض الأحيان يمكن الأخذ به، بل والاعتماد عليه في تنفيذ الأهداف وانتقاء الشراكات.

الحظ أمر خارج عن الإرادة:

البعض منّا غير محظوظ بطريقة لا إرادية أو وراثية، فمن خلال الاطلاع على النشاطات التي يقوم بها بعض شرائح المجتمع، تبيّن أن الحظ السيء قد اتصل بشكل وراثي بعائلات بعينها، وأن حسن الحظ ارتبط بعائلات أخرى، وهذا الفارق تم اكتشافه بمعزل عن مقدار ثروة العائلة أو مستوى تعليمها أو مركزها الاجتماعي، رغم أهمية هذه الأدوار في رفع أو خفض نسبة الحظوظ المتاحة، وهذا أمر يتقبّله المجتمع بكافة أطيافه ويبقى موضوع الحسد والغيرة شيئاً آخر لا يمكن السيطرة عليه، كون البعض يعتقد أن لا نجاح ممكن إلا بالحظ أو بالهدايا التي يوزّعها القدر.

ما نتيجة حالات الكآبة المستمرة؟

إن حالات الكآبة المستمرة تقود إلى سلسلة من سوء الطالع، أو على الأقل تحرم صاحبها من فرص كثيرة قد يحظى بها شخص آخر أكثر انفتاحاً، حيث أنّ المصابين بالكآبة الوراثية عادةً ما يعرّضون أنفسهم لمواقف غير ملائمة تبعدهم عن الفرص والأحداث الجيّدة.

على أي حال مهما كانت نظرتنا للموضوع، فعلينا أن نتذكّر أنه يتبقّى دائماً الكثير مما يمكن فعله والتحكّم فيه في مسألة الحظ الجيّد، فالكثير من الدراسات التي تم إجراءها على تطوير الذات، تجاوزت اليوم التخطيط للنجاح، إلى التخطيط لرفع فرص الحظ والنجاح التلقائي، وبالإظافة إلى ذلك علينا أن ندرك أنّ الإنسان المحظوظ هو أيضاً شخصية اجتماعية محبوبة، ومجتهدة تملك علاقات واسعة وتعرف عدداً كبيراً من الأشخاص الناجحين.

كما وأنه كلّما اتسعت علاقاتنا ومعارفنا، كلما زادت نسبة حظوظنا وزادات نسبة الاحتمالات الإيجابية حولنا، فقد نحظى بفرص لم نكن نحلم بها يوماً من الأيام بسبب معرفتنا بشخص ذو أهمية بالغة في مجال ما، ويعتبر من أبرز الناجحين وأكثرهم حظّاً في اقتناص الفرص والفوز بها.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.نقطة التركيز، بريان تراسي 2012.نظرية الفستق، فهد عامر اﻷحمدي، 2017.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: