هواجس مرحلة المراهقة

اقرأ في هذا المقال


الحاجة إلى الأمان والاستقرار للمراهق

إنَّ الحاجة إلى الأَمان والاستقرار مُهمّة للإنسان بشكل عام الشّعور بالأمن النّفسي في مرحلة المراهقة يُعطي الاستقرار والطّمأنينة، يعطي مجال للمراهق أن يفهمَ نفسه ويتَعامل معها بطريقة إيجابيّة وسليمة، القدرة على التكيّف والتّفاعل مع البيئة بشكل سليم، فالأمن النّفسي شأنهُ من شأن الأمن الغذائي والاقتصادي والصحي والسياسي.
إنّ أصعب المراحل التي تمر على الإنسان هي مرحلة المُراهقة، التّي تتضمّن الكثير من التّغيرات الهرمونيّة والنّفسية لدى المراهقين، تصل أحياناً إلى الاكتئاب، تتضمّن تلكََ الحالة العديد من الهواجس الغير حقيقيّة، التي يُمكن النّظر إليها ببساطة من أجل الإدراك أنّها قد تكون نقاط قوة وليس نقاط ضعف.

الهواجس:

هي كل ما يخطر على بال الإنسان سواءً أفكار أو صور؛ نتيجةً للقَلق أو الحيرَة أو الهمِّ أو الخوفِ من شيء ما.

الهواجس الأساسية خلال مرحلة المراهقة

الخوف من التغيرات الجسمية والفيسيولوجية عند المراهق

من الطّبيعي جداً أن تتكوّن وتتمحوَر مُعظم أفكَار المُراهق خاصةً في المرحلة الأولى من المُراهقة على صورة جسده، كيفيّة التكيُّف مع كل هذه التغيّرات الجسميّة التي يمرُّ بها، تتميَّز هذه المرحلة بتكوّن التّقييم الذّاتي؛ مما يثيرُ لديه أحاسيس وتساؤُلات ومخاوف.

أبرز مخاوف التغيرات الجسمية والفيسيولوجية عند المراهق

  • الخوف من عدم تقبُّل الآخرين لمظهرهم الخارجيّ، أي عدم وجود الجاذبيّة سواءً عند المراهقين والمراهقات، من الأمثلة على ذلك، مشاكل البشرة الدُّهنية، ظهور حب الشباب والنّمش و تركيب جُسور الأسنان المعدنيّة، هناك أهمية في عملية التّقييم الذّاتي وتقييمِ الآخرين.
  • الخوف من أن يكونَ المُراهق غير طبيعي عند مقارنته بزملائه الآخَرين، إنَّ هذه المُقارنة تتَمحور في معظم الأحيان بظهور أو تأخُّر في ظهور علامات البلوغ الجنسيّ عند المُراهقين.
  • الخوف المُرتبط بالوظائِف الجنسيّة، إذ تلعب وسائل الإعلام و المواقع المختلفة دوراً كبيراً في ترويج صور مختلفة عن الجنس تختلف عن الصّورة التي عرفها الأجيالُ سابقاً، فقد أصبح موضوع الجِنس في متناول أيدي الجميع، إنّ هذه الصور تتناقض تماماً مع النّظرة التّقليدية للجنس، التي تسود في المجتمع.
    إذا تعرّض المراهقين لمفاهيم جنسيّة مختلفة عن بيئَتهم وعن القِيم الأخلاقيّة التي نشأوا عليها، ليس بالضّرورةِ أن تكون شيئاً مضراً لصحّتهم العقليّة ولتطور شخصيّتهم، بل إنّ الفضول الموجود لدى المراهقين في موضوع الجنس يساعدُهم على بلورة هويَّتهم الجنسيّة والفهم الكامل لمعنى العلاقات الجنسيّة في محيط الأخلاق التي يرسُمها مُجتمعهم.
    إنّ المعلومات التي يحصل عليها المراهقون عن طريق الإنترنت حول المسائل الجنسيّة، مثل موضوع التحرُّش الجنسي أو التّزوج المبكّر أو الأمراض المُنتقلة جنسياً، تزيد من الوعي للممارسات الغير السّليمة، خاصةً إذا استُخدمت بالطّريقة الصّحيحة فهي تساعد على حمايتِهم.

خوف المراهق من تحمل المسؤولية

خلال فترة المراهقة يبدَأ الاستعداد النفسيّ لتحمُّل المسؤوليات بالظّهور، فالمُراهق يعرف تماماً أنه سيقوم بمغادرة الطّفولة والدّخول الى عالم الشباب، مع أنَّه لا يزال قريباً من والِديه ويحظى بعنايتهما واهتمامهما، لكنَّه في الوقت ذاته يشعر بأنَّ الأمور أصبحت مختلفة الآن، كما أنَّ جسده وتفكيره ومشاعِره في تطوّر بشكل دائم ومستمر.
إنّ البيئة التي يعيش فيها أصبحت الآن تفرِض عليه متطلّبات جديدة تتناسب مع هذا التطوُّر، إنّ تحمُّل المسؤوليّات يعطي الكثير من الإيجابيات للمراهق، فالمسؤوليّة عبارة عن معرفة وإثراء لأبعاد الشخصيّة، تجربة غنيّة يحتاج إليها كلُّ مُراهق في مشاريعه الحياتية الشخصيّة، لكي ينضُج ويقوم بتطوير قُدراته العقليّة ويكتسب القُدرة على التحمُّل والتدرُّج نحو التّحقيق الذاتيّ.

خوف المراهق من المواقف الاجتماعية

يوجد الكثير من المواقفِ الاجتماعيّة في الحياةِ اليوميّة التي قد تُثير مخاوف المُراهقين من الأمثلة على ذلك، تسميع الدّرس في الصف أمام الطلاب أو القيام بعرض مشروع على بقيّة الطلاب أو الإجابة على أسئلة مُحرجة للأقارب في المناسباتِ العائليّة المختلفة أو الذهاب إلى مدير المدرسة للدّفاع عن نفسه سواءً في رأي أو موقف ما، إنّ هذا النّوع من المَخاوف طبيعي جداً خلال مرحلة المراهقة إذ يعد نتاج عن رهافةِ شعور المُراهق وقلّة التّجربة والخبرة، لكن إنّ التعرُّض لمثل هذه المواقف ضروريٌ جداً لِتطوير المهارات الاجتماعيّة وزيادة الثّقة بالنّفس.
يوجد الكثير من المراهقين الذين يخافون من المواقف الاجتماعيّة، يصبحون معرضين للتحرُّش العَنيف من قِبل بعض الطّلاب العدوانيين والمُتسلّطين، الذين يشعرون بالمُتعة من أذَى الآخرين خاصةً الأضعف منهم ولا يشعرون بالشّفقة تجاه الضحيّة أو الذّنب حِيال تصرُّفهم العنيف والخاطئ، من الواضح جداً أنّ هؤُلاء الطلاب ليس لديهم المهارات الاجتماعيّة السّليمة.
قد يكون هذا العنف ناتج عن ظروف تربويّة خاطئة ضمنَ أُسرتهم، مثل العنف الشديد من قبل الوالدين، نقص كبير في الاهتمام والحنان والتّفهم أو انفصال الوالدين والابتعاد عن المراهق، أمّا المُراهق هو الضحيّة لهذه المُمارسات فهو إنسانٌ قلِق وغير آمن ولا يثقُ بنفسه ولا يستطيغ أن يُدافع عن نفسه أو مواقفه، ليس لديه أصدقاءٌ مقرّبين مُمكن أن يستَعينَ بهم أو يلجأُ إليهِم عند الحاجَة، يصل المراهق إلى أنه يُفضّل البقاء في المنزل على الذّهاب إلى المدرسة لتجنُّب مواجهة أي مشكلة مع الجهة المُعتدية، معتبراً المدرسة مكاناً غير آمن.


شارك المقالة: