أرماديلو العملاق وصغاره

اقرأ في هذا المقال


أرماديلو العملاق (Giant Armadillo) المسمى أيضًا تاتو (tatou) أو أوكارو (ocarro) أو المدرع العملاق وأسماء أخرى تأتي من الاسم الشائع بصدق، كما إنّه حيوان ضخم بالنسبة لنظامه سينجولاتا (Cingulata)، والمدرع العملاق هو واحد من أكبر أنواع المدرع، ويمكن التعرف على هذا الحيوان بسهولة بسبب مخلبه المركزي القوي والمتضخم والدرع المغطاة بمقاييس عظمية صلبة حيث تغطي المقاييس الخماسية أرجل وذيل الحيوان، ودرع المدرع العملاق أسود أو رمادي على الجزء الظهري وأخف وزناً على الجزء البطني من جسمه ويتم فصل هذين الجزأين بواسطة شريط، والجسم تحت الدرع عاري ومتجعد ولونه وردي، وأرماديلو العملاق لديه رأس مخروطي وكمامة حادة.

مظهر أرماديلو العملاق

بخلاف حجمه فإنّ أرماديلو العملاق يشبه المدرع الآخر من حيث أنّه يحتوي على درع يشبه إلى حد كبير السلحفاة، والدرع مصنوع من القشور وهي قشور عظمية مصنوعة من نفس مادة أظافر الأصابع، وهذه المقاييس كبيرة وتغطي الجزء العلوي من رأس الحيوان والجزء العلوي من جسمه، ومع ذلك نظرًا لأنّ المقاييس تمتد حتى منتصف المسافة أسفل الجانبين فمن المستحيل أن يلتف أرماديلو إلى كرة، والذيل والساقين محمية بمقاييس أصغر من خمسة جوانب، والذكور أكبر من الإناث والإناث لها حلمات.

لون تاتو بني غامق من الأعلى مع شريط أصفر على طول جوانبه، والرأس طويل وضيق بلون الكريم والجانب السفلي شاحب، وتحت الدرع يكون جلد الحيوان خاليًا من الشعر تقريبًا ولونه وردي اللون ومتجعد، ويحتوي أرماديلو العملاق أيضًا على حوالي عشرة عصابات مصنوعة من صفائح صغيرة على جسمه وثلاثة إلى أربعة شرائط على رقبته، وهذه العصابات المفصلية هي تعديلات تسمح للحيوان بأن يكون أكثر مرونة من السلاحف أو حتى أخدوديات الأسنان (glyptodont) ولسانه طويل وشبيه بالديدان، كما يسمح شكله له بالوصول إلى زوايا وزوايا مستعمرات النمل الأبيض والنمل والتقاط الحشرات.

يمشي الحيوان على أطراف مخالبه الثالثة القوية، ويمكن أن يزن أكثر من 71 رطلاً ويبلغ طوله أكثر من 3 أقدام بدون الذيل والذي يمكن أن يضيف 20 بوصة أخرى إلى طوله، كما أنّ لديه مخلبًا مركزيًا ضخمًا على كلا القدمين الأماميين، ويمكن أن تنمو المخالب بطول يصل إلى 8.7 بوصات وحتى الأسود والنمور لا تمتلك مخالب طويلة تتناسب مع حجمها، وتعتبر مخالب أرماديلو واحدة من التعديلات التي قدمتها الطبيعة لنمط حياة أكل النمل الأبيض، فتمزق المخالب أكوام النمل الأبيض وتستخدم لحفر الجحور حيث يستقر أرماديلو لجزء كبير من اليوم.

خصائص السلوك لأرماديلو العملاق

أرماديلو العملاق ليلي ويقضي معظم يومه في جحره، وعندما تترك جحرها للعثور على الطعام فإنّها تفعل ذلك بمفردها، ويستخدم مخالبه الموسعة لتمزيق حتى أكوام النمل الأبيض الأكثر صلابة وجفافًا ويمكن أن يتوازن على ذيله ورجليه الخلفية للوصول إلى الجزء العلوي من بعضها، وسيستخدم الحيوان أيضًا هذا الموقف لحماية نفسه من الحيوانات المفترسة المحتملة أثناء التلويح بمخالبه الخطرة، وحتى المخالب الأصغر للأرماديلو العملاقة هائلة، ويمكن للحيوان أيضًا التسلق ويعتقد أنه يعرف كيفية السباحة، وبعد أن يدمر أرماديلو عش النمل الأبيض فإنّه سيستريح في الأنقاض لمدة تصل إلى 24 ساعة قبل العودة إلى جحره أو العثور على تل آخر من النمل الأبيض.

موطن أرماديلو العملاق

تم العثور على الأوكارو أو أرماديلو العملاق في جميع أنحاء الجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية باستثناء المناطق الشرقية من باراغواي والبرازيل، ولم يتم العثور عليها غرب جبال الأنديز على الرغم من اكتشافها على ارتفاعات تصل إلى 1640 قدمًا فوق مستوى سطح البحر، حيث تفضل هذه الحيوانات وصغارها الأراضي العشبية والغابات وغابات التقشير والمراعي سيرادو، فأراضي سيرادو العشبية هي السافانا الاستوائية الموجودة في البرازيل وخاصة في المرتفعات أو بلانالتو، ويبلغ مدرع أرماديلو العملاق عادةً ما لا يقل عن 1112 فدانًا.

ومن المثير للاهتمام أنّ الجحور الكبيرة للأرماديلو العملاقة تستخدم من قبل مجموعة متنوعة من الأنواع، بما في ذلك الطيور والأسلوت والكلاب صغيرة الأذنين والثدييات الأخرى، وتستحم حيوانات الغبار أمام هذه الجحور وتفحصها بحثًا عن فريسة.

النظام الغذائي لأرماديلو العملاق

أرماديلو العملاق وصغاره يأكل النمل الأبيض وأنواع معينة من النمل، وهو جزء من أنواع النمل الأبيض الأَرَضَةُ  (Nasutitermitidae) وأرضيات أو نمليات بيضاء (Termitidae)، كما ستأكل العقارب والديدان الألفية والعناكب والصراصير والخنافس، ويأكل هذا الحيوان أيضًا الديدان والثعابين الصغيرة وحتى الجيف ونادرًا ما يُشاهد يأكل الفاكهة والبذور.

أرماديلو العملاقة بين المفترسات والتهديدات

درع أرماديلو العملاق هو أحد التعديلات التي تجعله منيعًا تقريبًا للجميع باستثناء أكبر الحيوانات المفترسة مثل بوما وجاغوار، ويعد البشر هم أكبر تهديد للحيوان ولصغاره، لأنّ البشر يغيرون موطنهم الطبيعي ويطاردونهم ويدهسونهم على الطرق، ولدى حيوان أرماديلو العملاق درجة حرارة منخفضة لجسم حيوان ثديي كما أنّ جهازه المناعي ضعيف، ومع ذلك يبدو أنّه مقاوم إلى حد ما للأمراض والطفيليات على الرغم من وجود القراد في بعض العينات.

تكاثر أرماديلو العملاق والصغار

العلماء ليسوا متأكدين تمامًا من كيفية تعامل أرماديلو العملاق مع رفيقه، ومن البحث عن أنواع أخرى من المدرع يفترضون أنّ الزوج يبقى معًا لموسم التكاثر ثم يتقطع بعد مشاركة الجحر، ومن غير المعروف ما إذا كان هناك موسم تكاثر ولا يعرف العلماء الفاصل الزمني بين مواسم التكاثر.

تكون الأنثى حامل لمدة أربعة أشهر ثم تلد جروًا واحدًا أو نادرًا اثنين، ويزن الجرو حوالي ربع باوند ويفطم عندما يكون عمره بين أربعة وستة أشهر، وبعد الفطام يكون أرماديلو الصغير الصغير مستقلاً، ومع ذلك كان أحد أرماديلو الصغار أو الأحداث واحدًا على الأقل يدعى أليكس يعيش مع والدته في منطقة بانتانال البرازيلية على الرغم من أنّه كان عمره أكثر من عام وربما ينضج بنفسه، ويعتقد العلماء أنّ المدرع العملاق يعيش حوالي 12 إلى 15 عامًا في البرية، ولا يعرف العلماء ما إذا كان لآباء أرماديلو العملاق أي دور في تربية نسلهم.

سكان أرماديلو العملاق

العلماء غير متأكدين من عدد سكان المدرع البري ويصعب الاحتفاظ بالحيوانات في الأسر، حيث يموت الكثير ممن يتم أسرهم وهم في طريقهم إلى حديقة الحيوانات أو أي منشأة أخرى، وإذا نجوا فقد يرفضون الطعام وحتى لو بقوا على قيد الحياة لم يولد أي أرماديلو عملاق أثناء وجوده في الأسر، ونظرًا لأنّهم متسلقون ممتازون فيمكنهم الخروج من السياج وإصابة أنفسهم وأحيانًا يكونون قاتلين، وأفضل طريقة لحمايتهم هي عندما يكونون في البرية، والمدرع العملاق محمي الآن في الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وغيانا وباراغواي وبيرو وسورينام، وتظهر حالة الحفاظ على الحيوان على أنّه معرض للخطر على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN).

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: