الإغوانا وصغارها

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الإغوانا (Iguana) من أكبر السحالي الموجودة في الأميركتين، حيث يشكل ذيلها نصف هذا الطول تقريبًا، ومثل الزواحف الأخرى الإغوانا هي حيوانات بدم بارد وتضع بيض لها قدرة ممتازة على التكيف مع بيئتها، وتختلف أنواع الإغوانا اختلافًا كبيرًا من حيث الحجم واللون والسلوك وحالتها المهددة بالانقراض في البرية، وبعضها شائع جدًا مثل الإغوانا الخضراء، والبعض الآخر مثل إغوانة النطاقات في فيجي معرضة للخطر، وموطن الإغوانا في مقاطعة سان دييغو هي الإغوانا الصحراوية وتشاكوالا.

موئل الإغوانا

تبدو أنواع الإغوانا المختلفة وتتصرف بشكل مختلف تمامًا وقد لا تتعرف عليها كأفراد من نفس العائلة، وفي حين أنّ بعض الإغوانا لها ألوان زاهية ومشرقة فإنّ البعض الآخر لها ألوان باهتة إلى حد ما، ونظرًا لأنّ الإغوانا يمكن العثور عليها في مجموعة متنوعة من الموائل فلكل نوع تكيفاته الفريدة، فالإغوانا البحرية لجزر غالاباغوس سباح ماهر ولونها الأسود يساعدها على تدفئة جسدها بعد السباحة في المحيط البارد، وعلى النقيض من ذلك تقع الإغوانا الخضراء في المنزل في أعالي أشجار الغابات الاستوائية المطيرة، بينما لا تزال الإغوانا الأخرى لديها تكيفات تسمح لها بالعيش بنجاح في المناطق الصحراوية الجافة أو الحارة أو الصخرية.

مع جسم أخضر زمردي وشرائط بيضاء أو زرقاء وهي أكثر بروزًا على الذكور تعيش إغوانا فيجي في العديد من الموائل، من المستنقعات الساحلية وغابات الأراضي المنخفضة إلى الغابات المطيرة على المنحدرات البركانية في فيجي، كما إنّها شجرية للغاية ولها أصابع طويلة مع مخالب حادة وذيول طويلة لتحقيق التوازن في رؤوس الأشجار، ونادرًا ما تُرى على الأرض وتنتقل الإغوانا الشريطية من شجرة إلى أخرى باستخدام الأغصان المتداخلة، وقد يصل طول الإغوانا المربوطة البالغة إلى 21 بوصة (53 سم) وأكثر من نصفها من الذيل، وعندما تنضج تمامًا تزن ما بين 3.5 و7 أونصات (99 إلى 199 جرامًا) ويميل الذكور إلى أن يكونوا أكبر وأثقل من الإناث.

جزر الكاريبي غنية بالزواحف مع أكثر من 500 نوع من الزواحف، و94% منها لا يوجد في أي مكان آخر على الأرض، وتُعرف العديد من أنواع الإغوانا في منطقة البحر الكاريبي مجتمعة باسم الإغوانا الصخرية ويتواجد بعضها في جزيرة واحدة أو جزيرتين فقط، وتضع إناث الإغوانا الصخرية مخلبًا من 5 إلى 20 بيضة كبيرة نسبيًا كل عام، حيث ينتج عن البيض الأكبر حجمًا فقسًا كبيرًا نشأ استجابة لنقص الحيوانات المفترسة المحلية، وعلى عكس نظرائهم في البر الرئيسي مثل الإغوانا الخضراء لا تحتاج الإغوانا التي تعيش في الجزيرة إلى إنتاج الكثير من النسل كتحوط ضد الحيوانات المفترسة.

حمية الإغوانا

أصغر مجموعة من الإغوانا الصخرية هي تركس وكايكوس إغوانا، وجميعهم يأكلون مجموعة متنوعة من الفاكهة ويعملون كمشتقات بذور مهمة للعديد من النباتات المحلية، ومعظم الإغوانا من الحيوانات العاشبة وتتغذى على الفاكهة وبراعم الزهور والأوراق الصغيرة، كما يأكل البعض دودة الوجبة أو دودة الشمع في بعض الأحيان، وتغوص الإغوانا البحرية في المحيط لتتخلص من الطحالب من الصخور، وهي آكلة اللحوم وتتغذى على الأوراق والزهور والفواكه والحشرات الصغيرة.

الإغوانا والتهديدات

إنّ الإغوانا تأكل من قبل مجموعة متنوعة من الحيوانات المفترسة الطبيعية -الصقور والبوم والثعابين- والبشر، فيتم تربية الإغوانا الخضراء في مزارع في أمريكا الوسطى والجنوبية ليأكلها الناس، والإغوانا الصغيرة معرضة بشكل خاص للافتراس من قبل القطط الوحشية، ولا يوجد إغوانا في مأمن من قطيع من الكلاب، ويمكن استخدام ذيل الإغوانا الذي يشبه خط الرقبة للدفاع والعديد من الأنواع لها ذيول ذات أشواك حادة تحزم لكمة إضافية.

تتعرض كل من الإغوانا ذات النطاقات والمتوجة للخطر بسبب تدمير الموائل من أجل الإسكان وتطهير الأراضي للزراعة والماشية، فضلاً عن إدخال النمس والقطط الوحشية التي تتغذى على الإغوانا وصغارها، وتم إحضار النمس إلى فيجي لاصطياد الفئران في حقول قصب السكر ولكنها تنتشر وتتغذى أيضًا على الإغوانا وعلى صغارها، وتكافح فيجي أيضًا إدخال الإغوانا الخضراء أو الشائعة في عام 2000 والتي تسمى الإغوانا الأمريكية في فيجي، ولقد أصبح هذا النوع من الآفات ويقال إنّه يشكل تهديدًا للنباتات المحلية حيث إجراءات الاستئصال جارية.

تكاثر الإغوانا والصغار

تحفر إناث معظم أنواع الإغوانا جحرًا في منطقة مشمسة وتضع بيضها بداخلها وتغطيتها ثم تترك البيض بمفرده، وحتى أنواع الإغوانا الشجرية تترك الأشجار لتضع بيضها، وتظل درجة الحرارة في الجحر ثابتة إلى حد ما من 77 إلى 89 درجة فهرنهايت (25 إلى 32 درجة مئوية)، وتحتضن درجة الحرارة الدافئة البيض، وعادة ما تفقس كل بيض العش في نفس الوقت ويخرج الصغار من الجحر دون مساعدة الوالدين، وتواجه فراخ الإغوانا بمفردها العديد من المخاطر.

في حديقة سان دييغو في الولايات المتحدة يتم استخدام تقنية تسمى (headstarting) في يتم تحضين بيض الإغوانا في منشأة ويتم الاعتناء بالفراخ الصغيرة في حظائر كبيرة حتى تصبح كبيرة بما يكفي لحماية نفسها من الحيوانات المفترسة مما يمنحها السبق في البرية، ولقد قامت الحديقة بنقل بعض الإغوانا إلى جزر أو جزر صغيرة غير مأهولة ومحمية حيث من المأمول أن تزدهر، وحتى الآن تمت تربية 179 حيوان إغوانة من طراز (Anegada iguanas) وإعادة تقديمها، مما أدى إلى مضاعفة عدد السكان تقريبًا، ويشمل أهدفهم إزالة الحيوانات المفترسة الوحشية من جزيرة أنيغادا واستعادة الإغوانا إلى بعض الجزر التابعة لبورتوريكو حيث حدثت تاريخيًا.

يُعتقد أنّ الإغوانا النطاقية لاو وصغارها والتي وُصفت لأول مرة في عام 1800 وهي النوع الوحيد من الإغوانا في فيجي منذ ما يقرب من 200 عام، وفي عام 1979 تم العثور على الإغوانا المتوجة في فيجي على إحدى جزر فيجي البركانية وسرعان ما تم وضع تلك الجزيرة جانبًا كملاذ للإغوانا المتوجة، مما ساعد على زيادة عدد السكان بشكل كبير، وتم وصف نوع ثالث من الإغوانا فيجي في عام 2006 وهي الإغوانا النطاقية فيجي (Brachylophus bulabula).

الحفاظ على الإغوانا

يعد فقدان الموائل وإدخال الحيوانات الغريبة التي تفترس الإغوانا والقبض على تجارة الحيوانات الأليفة والصيد الجائر من بعض التهديدات التي تواجه تجمعات الإغوانا، وبدأت الآن بعض الأنواع التي كانت وفيرة في الاختفاء، وهناك العديد من التدابير التي يمكن أن تساعد الإغوانا على البقاء على قيد الحياة مثل التكاثر في الرعاية المدارة وقيود الصيد والجمع وبرامج التعليم للأشخاص الذين يعيشون في موائل الإغوانا أو بالقرب منها.

كمجموعة تعتبر الإغوانا الصخرية الكاريبية من أكثر السحالي المهددة بالانقراض في العالم، ولقد عانوا كثيرًا عندما استقر البشر على هذه الجزر وبدأوا في تدمير الموائل وتغييرها على نطاق واسع، وأزالت المزارع والمنازل والمنتجعات نباتات الإغوانا التي تتغذى عليها وأصبحت حركة مرور السيارات واحدة من أكبر التهديدات للإغوانا أثناء التنقل، والقطط التي أدخلها البشر إلى الجزر كانت تأكل بيض الإغوانا والصغار الصغيرة مما تسبب في تقلص أعداد الإغوانا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: