البومة الثلجية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


البومة الثلجية (snowy owl) واسمها العلمي (Bubo scandiacus) وهي بومة كبيرة مهيبة ذات ريش أبيض مذهل وعيون صفراء مضيئة، والبوم الثلجي هي الطيور التي تقضي معظم وقتها في التندرا الخالية من الأشجار والمتجمدة المحيطة بالقطب الشمالي، ولكن يمكن رصدها أحيانًا في المناطق السفلى من كندا والمناطق الشمالية من الولايات المتحدة، وتعتبر أكبر بومة في أمريكا الشمالية من حيث الوزن بسبب العزل الشديد للريش الذي يغطيها من الرأس إلى أخمص القدمين، وعلى عكس معظم الطيور تفضل البوم الثلجية الجلوس على الأرض أو على ارتفاعات منخفضة بدلاً من الأشجار، والبومة الثلجية ليست طائر ليلي وبدلاً من ذلك يكون شفقيًا مما يعني أنّه يكون أكثر نشاطًا خلال ساعات ما قبل الفجر والشفق من اليوم.

مظهر البومة الثلجية

كما يوحي الاسم هذه البوم لها ريش أبيض ثلجي جميل، وفي الواقع تعتبر ذات لون أبيض نقي أكثر من غيرها من الحيوانات المفترسة في القطب الشمالي مما يساعد بشكل كبير في التمويه، ويمكن أن تحتوي على كميات متفاوتة من العلامات السوداء أو البنية على ريشها، ويمكن أن تساعد هذه العلامات غالبًا في تحديد عمر وجنس البومة المعنية، والبومة الثلجية لها أقدام مغطاة بالريش الكثيف الرقيق لعزلها ضد ثلوج القطب الشمالي، وبشكل عام الإناث أكبر من الذكور وعادة ما يكون لديهم بقع سوداء أو بنية أكثر من الذكور خاصة على ريش التاج والساق، وغالبًا ما تكون الإناث اليافعات هي الأكثر سوادًا وعادة ما يكون لديهم حاجز داكن كبير في جميع أنحاء ريشهم.

يميل الذكور إلى أن تكون لديهم علامات تظهر مثل البقع أكثر من القضبان وعادة ما يكون لديهم عدد أقل من البقع بشكل عام، ولاحظ الباحثون أيضًا أنّ الذكور البالغين يميلون إلى أن يصبحوا أكثر بياضًا مع تقدمهم في العمر، وفي بعض الحالات يكون الذكور الأكبر سنًا من البيض تمامًا، ومن حيث الحجم تعد البوم الثلجية واحدة من أكبر البوم في العالم، وهم إلى حد بعيد أكبر بومة في أمريكا الشمالية من حيث الوزن وطول جناحيها وهم ثاني أثقل وأطول جناح في أوروبا، وكما هو شائع في الطيور الجارحة تكون الإناث عمومًا أكبر من الذكور، ويبلغ متوسط ​​طول الإناث من 21 إلى 28 بوصة ومتوسط ​​الذكور من 20 إلى 25 بوصة، ويمكن أن يصل طول جناحي الأنثى إلى 6 أقدام، ولكن قد يتراوح طول جناحي الذكر فقط من حوالي 3.9 إلى 5.5 قدم.

موطن البومة الثلجية

توجد البوم الثلجية بشكل شائع في مناطق التندرا المحيطة بالقطب الشمالي والتي تشمل أجزاء من أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، ومع ذلك فهي واحدة من أكثر أنواع الطيور البدوية لأنّها يجب أن تتبع فريستها لذلك قد يتغير موطنها اعتمادًا على كمية الطعام المتاح، وخلال موسم التكاثر تلتصق البوم الثلجية بشكل وثيق بمناخ القطب الشمالي الخالي من الأشجار، ولكن يمكن العثور عليها في أقصى الجنوب خلال بقية العام، ومن الشائع اكتشافها في المناطق الجنوبية من كندا وحتى المناطق الواقعة في أقصى شمال الولايات المتحدة بمجرد انتهاء موسم التكاثر.

حمية البومة الثلجية

البومة الثلجية هي حيوانات مفترسة مما يعني أنّها تعيش على نظام غذائي آكل اللحوم، كما إنّهم يفضلون اصطياد وأكل القوارض وتشير التقديرات إلى أنّ البومة الثلجية البالغة يمكن أن تأكل ما يصل إلى 1600 قوارض في السنة.

تواصل وإدراك البومة الثلجية

بشكل عام البوم الثلجي هي طيور منفردة لا تفضل الاختلاط بالآخرين، كما إنّهم يميلون إلى الزواج الأحادي وسيدافع الزوج بقوة عن أراضيهم، وعلى عكس العديد من أنواع البومة الأخرى فإنّ البومة الثلجية تكون شفقية، مما يعني أنّها تنشط خلال النهار وفي المقام الأول خلال ساعات الفجر والشفق، ويقضون الكثير من وقتهم في الجلوس على الأرض المسطحة أو الارتفاعات الطفيفة والبحث عن الفريسة، وهذا أكثر راحة بالنسبة لهم من الجلوس على الأشجار بسبب أرجلهم القصيرة والعريضة.

كما يقومون بعمل أنواع مختلفة من النطق أيضًا، فبدلاً من أغنية سيصدرون أصواتًا منخفضة وخشنة وقوية، وعادة ما تكون هذه الصيحات مكونة من أزواج ويمكن سماعها لمسافة تصل إلى 7 أميال، وعندما يتعرضون للتهديد أو الانزعاج قد يصيحون أو يصفرون أو يصدرون صوت طقطقة حاد بمناقيرهم.

تكاثر البومة الثلجية والصغار

بالنسبة للجزء الأكبر البوم الثلجي أحادي الزواج، وسوف يتزاوج ذكر وأنثى خلال موسم التكاثر وسيظلان معًا في منطقة نصاها لتكون منطقتهما للتعشيش والتغذية، وهناك حالات قليلة لتكاثر الذكور مع امرأتين في موسم واحد ولكنها نادرة.

يحدث التكاثر في الفترة من مايو حتى سبتمبر حيث تنتج كل أنثى مجموعة واحدة فقط من البيض، وغالبًا ما يتوافق عدد الشباب مع وفرة الطعام في المنطقة، وإذا كان هناك الكثير من الطعام فمن المعروف أنّ الإناث تضع ما يصل إلى 12 بيضة دفعة واحدة، وعندما يكون الطعام نادرًا فقد يضعون بيضتين فقط أو قد يتخطون التكاثر تمامًا لمدة عام أو أكثر.

تعشش البومة الثلجية على الأرض في المناطق الجافة التي يغطيها الطحالب والصخور، ويختارون البقع التي تكون خالية من النباتات الطويلة للحصول على أفضلية أفضل، وسوف يقضون بضعة أيام في إنشاء كشط أو منخفض ضحل على شكل وعاء في الصخر بمخالبهم الحادة، ولا يضيفون مواد التعشيش الإضافية لهذه الخدوش.

تضع الإناث عادة بيضة واحدة كل يومين إلى خمسة أيام وتحتضنها الأنثى لمدة 32 يومًا تقريبًا، وعادة ما تزن صغار البوم أقل من 2 أوقية وتبقى في العش لمدة 21 يومًا تقريبًا، وعلى عكس العديد من أنواع البومة الأخرى فإنّ الأشقاء الصغار ليسوا عدوانيين تجاه بعضهم البعض، وحتى عندما يكونون صغارًا فإنّ معظمهم لا يمانعون في الاقتراب من عائلاتهم أثناء الطقس السيئ بشكل خاص، وبعد 3 إلى 4 أسابيع تغادر البوم العش وتبدأ في التجول ولكنها لا تزال محمية وتغذى من قبل والديها، وبحلول الوقت الذي يبلغ فيه عمر البومة الثلجية حوالي 50 يومًا ويمكنها أن تصطاد وتطير جيدًا بمفردها.

العدد الدقيق للبوم الثلجي في البرية غير معروف ولكن يُقدر أنّ هناك أقل من 30.000 من البالغين المتبقيين في أمريكا الشمالية وأقل من 200000 على مستوى العالم، ويتم تصنيفهم على أنّهم معرضون للخطر وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature)، وهذه هي التسمية الأخيرة قبل المهددة بالانقراض، وهذا الانخفاض الهائل في عدد السكان هو نتيجة لفقدان الموائل بسبب السلوكيات البشرية، وهناك عدد من المجموعات التي تعمل حاليًا على جهود الحفظ للحفاظ على موائلها الطبيعية واستعادتها.

ولكن لحسن الحظ توجد حدائق حيوان وأقفاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة تعرض معروضات لهذه الطيور الجميلة والرائعة، وتشارك العديد من حدائق الحيوان والأقفاص في برامج التربية للمساعدة في تعزيز أعداد البومة الثلجية، وفي الأسر يمكن أن تعيش هذه الطيور لمدة تصل إلى 30 عامًا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: