التهاب الصفاق في الخيول

اقرأ في هذا المقال


يعمل الغشاء الواقي (الصفاق) كمواد تشحيم لجدار التجويف الداخلي ويوفر سطحًا صحيًا للأعضاء الداخلية للانزلاق فوق بعضها البعض، كما يوفر سوائل تساعد في تليين محتويات البطن، وقد يساعد أيضًا في مكافحة العدوى، وعندما يتلف هذا الغشاء أو يلتهب يمكن أن تنتج الإصابة قيحاً أو قد تتكون الخراجات، وفي الحالات الشديدة قد يستسلم الحصان للإصابة، وعند ملاحظة أنّ هذه الحالة تؤثر على الخيل فيجب التصرف بسرعة للحصول على مساعدة بيطرية.

 التهاب الصفاق في الخيول

التهاب الصفاق (Peritonitis) هو التهاب يصيب الغشاء الذي يبطن تجويف البطن ويغطي أعضاء البطن، وقد يكون التهاب الصفاق قصير الأمد أو طويل الأمد، وموضعيًا أو منتشرًا، ويحدث هذا بشكل شائع بسبب التلوث (على سبيل المثال عن طريق ثقب تجويف البطن بواسطة جسم غريب أو الانقسام المفتوح لإغلاق جرح البطن أو تمزق الأمعاء بسبب جسم غريب أو جدار الأمعاء المخترق)، ولكنه أيضًا قد يكون ناجم عن عوامل معدية مثل الفيروسات أو البكتيريا، وتختلف العلامات اعتمادًا على نوع وسبب التهاب الصفاق، وقد يكون ألم البطن (المغص) معممًا وشديدًا، كما قد يحمي الحصان المصاب بطنه أو يمشي مشية شديدة أو يستلقي ويتدحرج.

ويمكن ملاحظة الإسهال أو الإمساك إلى جانب الحمىوفقدان الشهية، وعادةً ما يكون انتفاخ البطن الذي قد لا يمكن رؤيته بسهولة بسبب تراكم السوائل والمواد الأخرى في البطن، وقد يكون الانتفاخ مصحوبًا بنزيف وتسمم بالدم وانسداد مصحوب بالشلل في الأمعاء، وقد يكون تشخيص التهاب الصفاق صعبًا بسبب العلامات غير المحددة، ومن المرجح أن يستخدم الطبيب البيطري مجموعة من العلامات والأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية وفحص المستقيم وفحص السائل البريتوني (المأخوذ من البطن) لإجراء التشخيص، وسيرغب الطبيب البيطري في تحديد مصدر الالتهاب أو العدوى و تصحيحه أو إزالته.

وعادةً ما تكون هناك حاجة للمضادات الحيوية، كما قد يكون من الضروري استبدال السوائل أو الإلكتروليت أو البلازما أو الدم الكامل للحفاظ على إنتاج القلب، وفي معظم الحالات بمجرد استقرار الحصان يتم إجراء عملية جراحية لاستكشاف البطن وإصلاح أي عيوب، وسيتبع الطبيب البيطري ذلك بغسل تجويف البطن جيدًا بمحلول ملحي أو مطهر أو مضاد حيوي، ثم تستمر المضادات الحيوية بعد الجراحة وقد تكون هناك حاجة إلى الدعم الغذائي بالتغذية عن طريق الوريد؛ لأن العديد من الخيول المصابة بالتهاب الصفاق لن تأكل بعد الجراحة.

أعراض التهاب الصفاق في الخيول

الصفاق (peritoneum) هو عبارة عن غشاء واقي رقيق لامع يغطي أمعاء الحصان، وإذا أصيب هذا الغشاء أو تمزق ينتج عن ذلك التهاب الصفاق (peritonitis)، يمكن أن تكون الحالة الشديدة لالتهاب الصفاق المعمم مدمرة وتسبب ألمًا حادًا، وربما تسبب الموت في نهاية المطاف في غضون فترة زمنية قصيرة، وقد يقتصر التهاب الصفاق على منطقة صغيرة يتطور فيها خراج يسبب أعراضًا تشبه أعراض المغص، كما قد يكون التهاب الصفاق المرض الأساسي أو يكون قد نتج عن حالات أخرى، ويمكن أن يكون التهاب الصفاق مزمنًا أو إنتانيًا أو غير إنتاني، وعند إصابة الحصان بالتهاب الصفاق، ينتج عن ذلك الأعراض التالية:

  • الأعراض الشبيهة بالمغص المصحوبة بألم شديد في البطن هي العلامة الأكثر وضوحًا.
  • الجفاف وفقدان الوزن.
  • الضيق والانهيار مع التشنجات أو الضرب على الأرض.
  • النفور من التحرك أو ممارسة الرياضة.
  • سرعة دقات القلب والخفقان.
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • الحمى.
  • انتفاخ البطن.
  • الفراء والعيون الباهتة.
  • التعرق.
  • الإسهال.

أسباب التهاب الصفاق في الخيول

هنالك عدة مسببات لإصابة الخيول بالتهاب الصفاق، وتشمل هذه المسببات ما يلي:

  • غزو ​​التجويف البريتوني بواسطة مواد غريبة أو بكتيريا.
  • التواء الرحم يسبب التمزق والألم.
  • تكوين الورم.
  • المضاعفات الناتجة عن جراحة البطن.
  • عدوى بكتيرية تدخل مجرى الدم.
  • تلوث تجويف البطن.
  • ثقب في الغشاء البريتوني.
  • تمزق المعدة أو الأمعاء.
  • صعوبات الولادة والأضرار.

كيفية تشخيص التهاب الصفاق عند الخيول

يمكن أن تكون هذه حالة مميتة للخيل؛ لذا إذا كانت هناك أي علامات على التهاب الصفاق يُنصح بشدة باستدعاء الطبيب البيطري على الفور، ويمكن أن تحاكي هذه الحالة المغص ولكن إذا استمرت الحالة لأكثر من يومين أو زادت في شدتها فيكون المغص أكثر خطورة، ويمكن أن تتصاعد الحالة بسرعة إلى مرحلة خطيرة للغاية إذا تُركت دون رادع، ويمكن أن تقدم اختبارات الدم التي يتم أخذها إلى المختبر لتحليلها دليلاً على التشخيص السريري؛ حيث سيجري اختصاصي الحيوانات سلسلة من الاختبارات لتحديد الأسباب، ويظل الفحص البدني والتحليل المخبري هو المحدد الرئيسي للتشخيص، كما قد تكون النوبة المفاجئة جدًا من التهاب الصفاق العام ناتجة عن تمزق الأمعاء أو المعدة.

كيفية علاج التهاب الصفاق عند الخيول

يهدف العلاج إلى إنقاذ حياة الحصان وتثبيت القلب والأوعية الدموية والأعضاء الرئيسية في الجسم، ويجب استخدام العلاج ضد الصدمة والعلاج المكثف المضاد للالتهابات والاضطرابات الأيضية وغيرها من الاضطرابات، وسيستخدم الطبيب البيطري سوائل بديلة وشوارد وحتى فحص الدم الكامل للحفاظ على حالة القلب وتحسين الدورة الدموية، كما أنّ القلق الرئيسي هو فشل الدورة الدموية من المضاعفات، وقد تكون علاجات فيتامين (C و E) مفيدة كوسيلة مضادة للأكسدة، والعلاج الأكثر شيوعًا وفعالية هو استخدام المضادات الحيوية والأدوية المضادة للالتهابات، وقد يعني هذا عدة أسابيع على مجموعة من الأدوية لضمان بدء الشفاء.

يمكن أن يساعد تنظيف التجويف البريتوني بالعديد من لترات السائل الملحي أيضًا في علاج الحالة، وكلما تم التشخيص في وقت مبكر وبدء العلاج كان ذلك أفضل، فبمجرد أن تسيطر هذه الحالة على الحصان قد يعاني من التعرض لصدمة حيث تغزو السموم البكتيرية نظامه، وإذا كان التهاب الصفاق الذي يصيب الحصان ناتجًا عن تمزق في المعدة أو الأمعاء فستتبعه الصدمة بسرعة ولا يوجد علاج للأسف، ولحسن الحظ هذا ليس حدثًا شائعًا ولكنه دائمًا شيء يجب أن يكون المالك على دراية به.

الشفاء التام من التهاب الصفاق في الخيول

اعتمادًا على شدة هذه الحالة ومع التطورات الجديدة في الطب البيطري والعلاجات، فإن الشفاء في الوقت الحالي لديه فرصة أفضل، ولكن لن يتعافى كل من يصاب مع هذا المرض، ولكن المراقبة الشديدة لعادات الحصان وصحته سوف تساعد في اكتشاف أي مرض بشكل مبكر، ويكون هذا ضروريًا جداً في بعض الأحيان للقدرة على علاج هذه الحالة.

وفي حالة التهاب الصفاق سوف يستغرق الحصان بعض الوقت للعودة إلى طبيعته ويجب أن تستمر العلاجات أو الأدوية، بالإصافة إلى الراحة والكثير من الماء العذب والعلف الصحي النظيف سيساعد أيضاً. وبمجرد عودة الحصان إلى شهيته، لفترة من الوقت سيشعر الخيل بتوعك تمامًا حتى يتم التخلص من الإصابة، ومع الرعاية والعلاج الجيد يمكن للخيل أن يستمر في عيش حياة طويلة وصحية.

المصدر: تربية وأمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحيأمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018


شارك المقالة: