الخفاش البني الصغير وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعد الخفاش البني الصغير (Little Brown Bat) أحد أكثر أنواع الخفافيش شيوعًا في أمريكا الشمالية، وهو منعزل في الكهوف والجاثم خلال النهار، وغالبًا ما يكون هذا الحيوان المراوغ والخفي غير محبوب أو حتى منبوذ من قبل البشر، ومع ذلك تلعب الخفافيش دورًا مهمًا في النظام البيئي كواحدة من أكبر مستهلكي الآفات والحشرات، ومنذ عام 2006 انخفض عدد الخفافيش البنية الصغيرة بشكل حاد من مرض فطري معدي يعرف بمتلازمة الأنف الأبيض، وهددت هذه الحالة الغريبة العديد من أنواع الخفافيش في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، ويقضي الخفاش البني الصغير وقتًا طويلاً كل يوم في التبرج، حيث يستخدم المخلب لتنظيف الفراء، بينما يستخدم اللسان والأسنان لتنظيف غشاء الجناح.

مظهر الخفاش البني الصغير

الخفاش البني الصغير طبقًا لاسمه هو نوع صغير من الميكروبات، فيبلغ طولها من 2 إلى 4 بوصات مع جناحيها من 9 إلى 11 بوصة، وهذا هو نفس حجم الحذاء، وعادة ما تكون الإناث أكبر من الذكور في المتوسط ​​ولكن الجنسين متشابهان جسديًا بخلاف ذلك، وهذا النوع له جبهة مائلة وآذان طويلة ومستديرة إلى حد ما، ويتنوع لون الفراء اللامع بين البني الغامق والبني الذهبي والبني المحمر والبني الزيتي، على الرغم من أنّ الأفراد البيض معروفون أيضًا بوجودهم في البرية.

تواصل وإدراك الخفاش البني الصغير

تتواصل الخفافيش البنية الصغيرة مع بعضها البعض في المقام الأول من خلال الأصوات القياسية غير تحديد الموقع بالصدى، وتحدث معظم الاتصالات بين الأم والنسل أو بين الأصحاب، كما أنّهم يستخدمون تحديد الموقع بالصدى وإشارات بصرية وربما حتى إشارات كيميائية لتحديد مواقع الجثث، وتم الافتراض بأنّ هذه الأنواع يمكن أن تعود إلى مجثمها السابق من مسافة تصل إلى 180 ميلاً.

ويستخدم الخفاش البني الصغير تحديد الموقع بالصدى للتنقل حول البيئة المحيطة وتحديد الفريسة، وتحديد الموقع بالصدى هو وسيلة لإصدار مكالمة من أجل الحكم على الوقت الذي يستغرقه النبض للعودة، وتشير التقديرات إلى أنّها تصدر حوالي 20 مكالمة كل ثانية أثناء الطيران.

موطن الخفاش البني الصغير

يغطي موطن الخفاش البني الصغير مساحة كبيرة بين شمال كندا وألاسكا وجنوب الولايات المتحدة، كما إنّهم يفضلون الإقامة حول الغابات والكهوف وعادة بالقرب من مصدر المياه، على الرغم من أنّهم يمكن أن يزدهروا في الظروف الجافة أيضًا، وتسمح لهم قدرتهم على تغيير درجة حرارة أجسامهم عن طريق الدخول في حالة من السبات لفترات طويلة من الزمن بالبقاء على قيد الحياة حتى في الظروف الباردة.

وخلال أشهر الشتاء تسافر الخفافيش الصغيرة أحيانًا مسافات كبيرة تصل إلى مائة ميل للوصول إلى أماكن سباتها في المناجم أو الكهوف القديمة، والتي غالبًا ما تشاركها مع أنواع أخرى من الخفافيش، قد يسافر هذا الخفاش أكثر من ميل كل يوم بين مواقع التجثم والتغذية.

الخفاش البني الصغير والتهديدات

منذ عام 2006 كان التهديد الأكبر للخفاش البني الصغير هو مرض فطري محب للبرد يسمى متلازمة الأنف الأبيض، وظهر هذا المرض لأول مرة في الشمال الشرقي والغرب الأوسط ثم انتشر حتى ساحل المحيط الهادئ، حيث سوف تتراكم الخفافيش المصابة نموًا فطريًا حول الكمامات والأجنحة مما يعطل دورة السبات الطبيعية، وتموت الخفافيش عادة من الجوع أو الجفاف وليس المرض نفسه، ونظرًا لأنّ الفطر يزدهر في الطقس البارد فإنّه ينتشر بسرعة عبر المستعمرات الشتوية المزدحمة مما يتسبب في الفوضى أثناء تقدمه، وتصل معدلات الوفيات في بعض الأحيان إلى 90٪.

تشمل التهديدات الأخرى التي يتعرض لها الخفاش البني الصغير استخدام المبيدات الحشرية وفقدان بعض مواقع الجاثمة والافتراس، حيث يتم افتراس الخفاش البني الصغير من قبل البوم وابن عرس والثعابين والراكون والصيادين والصقور والقطط المستأنسة، والكثافة الهائلة للخفافيش في المستعمرة تجعلها هدفًا مغريًا.

حمية الخفاش البني الصغير

الخفاش البني الصغير من آكلات الحشرات، ومصادر الغذاء الرئيسية هي الحشرات والعناكب، ويحب الخفاش أن يتغذى على أسراب كبيرة من الحشرات أثناء الطيران أو القشط على طول سطح الماء.

تكاثر الخفاش البني الصغير والصغار

خلال فصلي الربيع والصيف يميل الذكور والإناث الحوامل إلى المجثم بشكل منفصل، ثم ابتداءً من الخريف سوف يتجمع كلا الجنسين معًا في سلوك يُعرف باسم الاحتشاد، ويبدو أنّ هذه الفترة تمثل أعلى ارتفاع في التقبل الاجتماعي والتفاعل، كما أنّه يعكس استراتيجية التكاثر العشوائية والمختلطة للخفاش، وهناك القليل من الهيكلية أو الرسمية للعملية برمتها، وسيحاول الذكور التزاوج مع أفراد من كلا الجنسين لسبب غير محدد.

بعد التزاوج في الخريف لا تلد الإناث على الفور، وبدلاً من ذلك لديهم القدرة على تخزين الحيوانات المنوية لمدة سبعة أشهر حتى الربيع، وعند الاستيقاظ من السبات سيحدث إخصاب للبويضة وسيستمر الحمل لنحو 50 إلى 60 يومًا، وفي هذه المرحلة ستغادر الأم موقعها الرئيسي وتنضم إلى مجموعة أمومة مؤلفة من الإناث بالكامل حتى أواخر الصيف، وبينما تقضي الخفافيش معظم وقتها معلقة أو تنام رأسًا على عقب فإنّ الإناث تلد في الواقع ورؤوسها مرفوعة، ويولد جرو واحد فقط كل عام وربما بسبب حجمه الهائل بالنسبة لأمه، ويمتلك الجرو حوالي 30٪ من كتلته.

تنمو الخفافيش الصغيرة البنية بسرعة في الشهر الأول من حياتها، وفي غضون ساعات تقوم بفتح عيونها وتكون آذان الجرو بالفعل، ثم يصعد على جسد الأم ويلتصق بحلماتها حيث سيتغذى حصريًا على حليبها خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وبينما لا يلعب الأب دورًا في رعاية الوالدين ستخصص الأم وقتًا وموارد هائلة لصغارها، ويمكنها التعرف على صغارها من خلال الرائحة والدعوة، وتشير بعض الأدلة إلى أنّ هناك فترة وجيزة تعلم فيها الأم أيضًا صغارها كيفية الصيد، وعند تعلم كيفية الطيران يصبح الجرو مستقلاً وظيفيًا.

تنضج الخفافيش البنية الصغيرة جنسيًا بعد 200 يوم إلى عام وفي الوقت المناسب تمامًا لفترة التزاوج التالية، وفي البرية يبلغ متوسط ​​عمر هذا النوع من ست إلى سبع سنوات، ولكن في الظروف المناسبة يمكن أن يعيش جيدًا لأكثر من 10 سنوات، وأقدم عينة معروفة كان عمرها حوالي 31 عامًا، ويعتمد طول عمر الخفاش بشكل كبير على قدرته على العثور على الطعام والبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء القاسي، وبالتالي فإنّ أكبر خطر للوفاة يأتي في الشتاء الأول عندما لا يكون لدى الخفاش الصغير ما يكفي من مخزون الدهون للبقاء على قيد الحياة في حالة السبات.

يقضي الخفاش البني الصغير معظم حياته على مقربة من أعضاء آخرين من نفس النوع، والمستعمرة هي الوحدة الأساسية لمجتمع الخفافيش، ويمكن أن تحتوي المستعمرة الواحدة على أكثر من 100000 فرد على الرغم من أنّ المتوسط ​​يقترب كثيرًا من 10000، ومواقع التجثم مزدحمة للغاية ولديها مساحة صغيرة للمساحة الشخصية.

يعتبر الخفاش البني الصغير حاليًا من الأنواع المهددة بالانقراض حسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN – International Union for Conservation of Nature)، وفي وقت من الأوقات ربما كان أكثر أنواع الخفافيش شيوعًا في جميع أنحاء أمريكا الشمالية حيث بلغ عددها عدة ملايين، ولكن متلازمة الأنف الأبيض هددت قدرتها على البقاء لدرجة أنّ العلماء اعتقدوا أنّ التصنيف المهدّد بالانقراض له ما يبرره، ومحاولات فهم المرض ومساعدة الخفافيش على البقاء هي التركيز الرئيسي للعديد من مجموعات الحفظ في أمريكا الشمالية.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: