الخلد ذو الأنف النجمي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يمتلك الخلد ذو الأنف النجمي (star-nosed mole) واحدًا من أكثر الأعضاء الحسية تميزًا في مملكة الحيوان بأكملها، وعلى الرغم من كونه أعمى تمامًا إلّا أنّ هذا الحيوان بعيد عن أن يكون عاجزًا، وتطورت المجسات المتلألئة على وجهه إلى أعضاء حادة وحساسة بشكل رائع تمكنه من فهم طبيعة الأشياء في العالم من حوله، وفي الواقع تساعد الدراسات التي أجريت على الخلد ذي الأنف النجمي العلماء في معرفة المزيد عن نظامنا العصبي، ويسمى الخلد ذو الأنف النجمي أحيانًا بالعلف الأمثل، وهذا يعني أنّه قد طور القدرة على تحديد واستهلاك الطعام بكفاءة عالية من أجل البقاء في بيئة تنافسية للغاية.

مظهر الخلد ذو الأنف النجمي

في جميع الخصائص تقريبًا إلى جانب اللوامس ويبدو الخلد ذو الأنف النجمي في الواقع كعضو نموذجي في عائلة الخلد، ولها جسم كبير قوي وذيل متقلب وأطراف أمامية ضخمة تتكيف بشكل كبير مع الحفر، ومعطف الفرو القصير ولكن الكثيف أسود وبني غامق على الظهر ويتلاشى إلى البني الفاتح على الجانب السفلي، ويقيس هذا النوع بنفس حجم الجرذ تقريبًا ويمتد في المتوسط ​​من 6 إلى 8 بوصات ويزن 1 أو 2 أونصة فقط، وإلى جانب وجود الأعضاء التناسلية ويتشابه الذكور والإناث كثيرًا في المظهر، والعضو على شكل نجمة هو إلى حد بعيد السمة الأكثر وضوحا لهذا النوع، وهي تتألف من 22 مجسات (أو أشعة) متلوية مرتبة حول جهاز مركزي.

نظرًا لأنّه لا يوجد شيء آخر مثله تقريبًا حتى من بين أنواع الخلد الحية الأكثر ارتباطًا فقد كان هذا العضو موضوع فحص دقيق ومكثف، وكل مجسات مغطاة بـ 25000 من المستقبلات الحسية المذهلة المعروفة باسم أعضاء (Eimer) والتي يتم توفيرها بواسطة حوالي 100000 من الألياف العصبية (اليد البشرية بأكملها بها 17000 فقط)، ويتم تخصيص قدر كبير من دماغ الخلد لمهمة تفسير الإشارات من هذه الأعضاء، وفي حين أنّ المجسات نفسها فريدة من نوعها بالنسبة للشامة ذات الأنف النجمي فإنّ أعضاء أيمر توجد في أنواع أخرى من الشامات، وإن لم تكن بنفس الكميات، وهذا يعطي العلماء فكرة عن كيفية تطور أعضاء إيمر في الخلد ذي الأنف النجمي.

موطن الخلد ذو الأنف النجمي

يقع الخلد ذو الأنف النجمي في مناطق الأراضي المنخفضة الرطبة في أمريكا الشمالية، ويمتد موطنها الأصلي من كيبيك في الشمال إلى جورجيا في الجنوب وأيضًا في أقصى الغرب مثل داكوتا، وتم العثور عليها على ارتفاعات تصل إلى 5500 قدم في جبال الأبلاش.

 الخلد ذو الأنف النجمي والتهديدات

يواجه الخلد ذو الأنف النجمي التهديد المستمر للحيوانات المفترسة الطبيعية في البرية، ولا يتم إزعاج هذا النوع أو مضايقته عادةً من قبل البشر لأنّ موطنه لا يتداخل بشكل عام مع المكان الذي يعيش فيه الناس، وربما يكون أكبر تهديد بشري لهذا النوع هو الخسارة المستمرة لموائل الأراضي الرطبة والتي انخفضت بمقدار النصف منذ القرن السابع عشر، ومن غير المعروف مدى تأثير ذلك على أعداد السكان.

واحدة من أكثر الحقائق المدهشة هي أنّ الأنواع يمكن أن تنفخ وتستنشق فقاعات الهواء تحت الماء بمعدل خمس إلى 10 مرات في الثانية، ويُعتقد أنّ هذه استراتيجية لشم رائحة الفريسة في الماء، وسوف تختلط جزيئات الرائحة مع فقاعات الهواء ثم يتم سحبها مرة أخرى من خلال الأنف، كما إنّها واحدة من الثدييات القليلة المعروفة التي يمكنها شم الفرائس تحت الماء، وحتى العديد من الثدييات المائية لا تشم بهذه الطريقة، ويتم افتراس الخلد ذو الأنف النجمي من قبل الثعالب وابن عرس والمنك والقطط والكلاب المستأنسة والظربان والبوم والصقور، ونظرًا لأنّها تقضي وقتًا أطول فوق الأرض وتحت الماء أكثر من حيوانات الخُلد الأخرى فقد تكون هذه الأنواع أكثر عرضة للحيوانات المفترسة.

حمية الخلد ذو الأنف النجمي

يقضي الخلد ذو الأنف النجمي معظم يومه في البحث عن الطعام والأكل، وحوالي نصف نظامها الغذائي يتكون من الديدان، والنصف الآخر يتكون من الرخويات والأسماك الصغيرة والديدان واليعسوب وغيرها من الحشرات، وتفضل الصيد في الجحور تحت الأرض أو في الماء ونادراً ما تصل إلى مستوى الأرض للحصول على الطعام، والخلد ذو الأنف النجمي هو من بين الأسرع في تناول الطعام في العالم، ويمكنها تحديد واستيلاء واستهلاك مقلعها في ربع ثانية، وهذا يكاد يكون بنفس سرعة دماغه في معالجة المعلومات، ويتضخم ذيل الخلد حتى ثلاثة أو أربعة أضعاف حجمه الطبيعي من أجل تخزين الدهون لأشهر الشتاء الهزيلة.

تكاثر الخلد ذو الأنف النجمي والصغار

في حين أنّ معظم أنواع الخلد تعيش حياة انفرادية يعتقد العلماء أنّ حيوانات الخلد ذات الأنف النجمي تشكل مستعمرات غير محكمة التنظيم لأفراد مرتبطين بها، ولا يُعرف سوى القليل جدًا عن هذه المستعمرات، ويبدو أنّ تزاوج ذكر أو أنثى نموذجي هو الترتيب الافتراضي في موسم التكاثر ولكن من غير المعروف ما إذا كانت هذه الشامات تشترك في الأنفاق معًا خارج موسم التكاثر.

لا يُعرف سوى القليل جدًا عن الموائل التناسلية لهذا الحيوان بما في ذلك كيفية اكتساب رفيقة أو كيفية تعامله مع منافسيه في مجال التكاثر، ومن المعلومات القليلة التي تم جمعها نعلم أنّ الشامات ذات الأنف النجمي تتزاوج مع رفيق في وقت ما في الخريف، ويبدو أنّ هذه الأزواج تبقى معًا حتى موسم التزاوج أخيرًا في مارس وأبريل، وإذا فشلت الأنثى في إنتاج القمامة في المرة الأولى فقد تحاول مرة أخرى لاحقًا وربما في أواخر شهر يوليو، وأثناء استعدادهم للتكاثر تخضع الشامات ذات الأنف النجمي لتحولات فيزيائية صغيرة، وتنتفخ خصيتا الذكر لتصل إلى ما يقرب من 9٪ من إجمالي حجم الجسم.

بعد فترة حمل تدوم حوالي 45 يومًا ستنتج الأم ما بين 2 و 7 صغار في المرة الواحدة، وولد صغيرًا وعاجزًا كل طفل بلا شعر تقريبًا والعينان والأذنان مغلقتان واللوامس مطوية على طول الأنف، وخلال الأشهر التالية من المتوقع أن ينمو كل طفل بسرعة، وبحلول علامة الأسبوعين وتبدأ عيونهم وآذانهم وأنفهم على شكل نجمة في العمل، وبحلول علامة الشهر فهم مستقلون تمامًا عن الأم، وبحلول 10 أشهر يكونون ناضجين جنسياً ومستعدون لبدء التزاوج.

يُعتقد أن الآباء يكرسون وقتًا وجهدًا محدودًا فقط لرعاية الجراء، وبمجرد فطام الطفل من حليب الأم من المتوقع أن يعيش بمفرده، ومتوسط ​​العمر غير مدروس جيدًا ولكن إذا تمكنوا من العيش بعد مرحلة الأحداث، فمن المتوقع أن يعيش الخلد ذو الأنف النجمي حوالي ثلاث إلى أربع سنوات في البرية.

في حين أنّ أعداد السكان الدقيقة غير معروفة فإنّ الخلد ذو الأنف النجمي يُصنف حاليًا على أنّه نوع من الأنواع الأقل إثارة للقلق من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، وهذا يعني أنّ أعداد السكان تبدو قوية ولا تتطلب حالة حفظ خاصة، ويعد فقدان الأراضي الرطبة مصدر قلق ولكنه لم يعرض الأنواع للخطر بعد وتم تقدير الأرقام على أنها مستقرة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: