الدب الأسود الأمريكي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الدب الأسود والمعروف أيضًا باسم الدب الأسود الأمريكي (North American Black Bear) هو نوع متوسط ​​الحجم من الدب موجود في مجموعة متنوعة من موائل الغابات في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، والدب الأسود ليس فقط الدب الأكثر انتشارًا في قارة أمريكا الشمالية ولكنه أيضًا أكثر أنواع الدببة عددًا في العالم، حيث يُعتقد أنّ عدد أفراد الدب الأسود ضعف عدد جميع الأنواع الأخرى مجتمعة.

مظهر الدب الأسود الأمريكي

على الرغم من اسمها يمكن أن يتراوح لون الدب الأسود الأمريكي من الأسود إلى الأحمر الداكن أو البني ويمكن أن يكون لونها أفتح في مناطق معينة، والدببة السوداء هي حيوانات لها فرو سميك قصير يغطي أجسامها شديدة البناء ولها كمامة مدببة وعينان صغيرتان وآذان أكبر وأكثر مدببة من أقاربها من الدب البني، وإلى جانب كونه أصغر كثيرًا هناك عدد من الاختلافات الملحوظة الأخرى بين النوعين بما في ذلك الدب الأسود الذي يفتقر إلى حدبة الكتف المميزة لأبناء عمومتهم الأكبر.

كما أنّ لديهم أيضًا أرجل ومخالب أقصر مما يجعل الدب الأسود متسلقًا أكثر رشاقة من الدب البني، لذلك في المناطق التي يوجد فيها الاثنان في نفس المكان يستطيع الدببة السوداء الهروب من الخطر عن طريق حفر مخالبهم في جذع الشجرة والسحب أنفسهم، ومثل جميع أنواع الدببة يتمتع الدب الأسود بحاسة شم ممتازة تُستخدم للكشف عن الطعام وتقليل نمو السمع والبصر نظرًا لصغر آذانه وعينيه نسبيًا.

الموئل وتوزيع الدب الأسود الأمريكي

على الرغم من أنّ الدب الأسود الأمريكي هو حيوان لا يزال منتشرًا في معظم أنحاء أمريكا الشمالية اليوم، إلّا أنّ نطاقه التاريخي كان يغطي القارة بأكملها، حيث كان من الممكن العثور عليه في كل بقعة من الغابات الصالحة للسكن، وتم العثور عليها اليوم من شمال كندا، وفي جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة الأمريكية وأجزاء من شرقها وصولاً إلى شمال المكسيك، وتوفير موطن غابة من بعض الوصف ستبذل هذه الحيوانات القابلة للتكيف بشكل لا يصدق قصارى جهدها للبقاء على قيد الحياة بنجاح هناك وهي موجودة بالفعل في عدد من المناطق المتنوعة للغاية.

من المعروف أنّ الدببة السوداء تعيش في الغابات الحارة والجافة والشجيرة في المكسيك والمستنقعات البخارية والخشبية الصلبة في جنوب شرق الولايات المتحدة، وصولًا إلى الغابات الصنوبرية في كندا وألاسكا والتندرا القاحلة حتى الشمال، وعلى الرغم من تأثر السكان المحليين في بعض المناطق بفقدان موائلهم الطبيعية فإنّ مرونة الدب الأسود تعني أنّ السكان في معظم المناطق يتزايدون بالفعل.

تكاثر الدب الأسود الأمريكي والصغار

سوف يجتمع ذكور وإناث الدببة السوداء لفترة وجيزة للتزاوج في الصيف وبعد ذلك الوقت سوف يصبحون منفردين مرة أخرى وسيبدأ كلاهما في تناول الطعام للاستعداد لفصل الشتاء، وبعد فترة حمل تدوم حوالي 7 أشهر على الرغم من أنّ هذا يشمل فترة 5 أشهر تقريبًا من تأخر الانغراس، تلد أنثى الدب الأسود ما بين واحد وخمسة أشبال في نهاية الشتاء في عرينها، والأشبال التي لا أصل لها ضعيفة بشكل لا يصدق وتعتمد على الدفء الناتج في العرين من حرارة جسم أمهاتهم لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة في الأيام الأولى.

تظل صغار الدب الأسود مع والدتها حتى يبلغوا من العمر عامين تقريبًا ويتعلمون المهارات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة بمفردهم، وحتى أنّهم سيشاركون عرينها الشتوي خلال فصل الشتاء الأول، وبعد حوالي عام ونصف سوف تتطلع أنثى الدب الأسود مرة أخرى إلى التزاوج وغالبًا ما يخاف الأشبال منها في النهاية من قبل الذكور الناضجين العدوانيين بشكل متزايد.

حمية الدب الأسود الأمريكي

على الرغم من تصنيفها من الناحية الفنية على أنّها آكلة اللحوم إلّا أنّ الدب الأسود لديه نظام غذائي يتكون أساسًا من مواد نباتية، وما بين 75 ٪ و 95 ٪ من نظامهم الغذائي نباتي اعتمادًا على الطعام المتوفر في مواقع مختلفة وهو أيضًا متنوع بشكل كبير، وتتغذى الدببة السوداء على الفاكهة والمكسرات في الأشجار التي تقطعها من الأغصان باستخدام شفاهها التي يمكن شدها، جنبًا إلى جنب مع أكل الأعشاب والجذور والمصابيح على الأرض وتكملة نظامها الغذائي بالحيوانات الصغيرة مثل الحشرات والقوارض، واعتمادًا على المنطقة وبالتالي الفريسة المتاحة.

من المعروف أيضًا أنّ الدببة السوداء تصطاد الغزلان الصغيرة، وتتناول الجيف ويمكنها أيضًا إتقان فن صيد الأسماك في الأنهار وهي مهارة تُستخدم بشكل خاص في المناطق التي لا توجد فيها الدببة الشابة للمنافسة للطعام، ونظرًا لحجم جسمها الكبير فأنّه يجب أن تقضي الدببة السوداء الغالبية العظمى من الليل في تناول الطعام وتقضي ما متوسطه 12 ساعة في اليوم في محاولة لبناء احتياطاتها من الدهون لفصل الشتاء.

الدب الأسود الأمريكي والتهديدات

نظرًا للحجم الكبير نسبيًا للدب الأسود فإنّ البالغين الناضجين لديهم عدد قليل من الحيوانات المفترسة الطبيعية داخل موائلهم الأصلية باستثناء الدببة الشريرة في بعض المناطق، ومع ذلك فقد تطور الدب الأسود ليكون لديه مخالب وأرجل أقصر من أبناء عمومتهم الهائلين والعدوانيين، مما يجعلهم أكثر مهارة في تسلق الأشجار ومنحهم فرصة جيدة للهروب، ومع ذلك فإنّ الأشبال الصغيرة أكثر عرضة للخطر ومهددة من قبل مجموعة متنوعة من الحيوانات المفترسة المختلفة بما في ذلك الثعالب والطيور الجارحة وحتى الدببة السوداء الأخرى.

على الرغم من أنّ الدب الأسود الأمريكي والبشر تميل إلى أن تكون لها علاقة سلمية نسبيًا، إلّا أنّهم غالبًا ما يتعرضون للاضطهاد من قبل المزارعين الذين يخشون على ماشيتهم في المناطق التي تتعدى فيها المستوطنات البشرية على أراضيهم الطبيعية، كما أنّ عددًا من السكان المعزولين مهددون أيضًا بفقدان موائلهم بسبب إزالة الغابات من أجل قطع الأشجار، ولا تعتبر الدببة السوداء خطرة على البشر بشكل عام، ولكن عادة ما يكون هناك حالة وفاة واحدة في أمريكا الشمالية ناجمة عن هجمات الدب الأسود سنويًا.

الدب الأسود الأمريكي وحالة حفظ

اليوم تم إدراج الدب الأسود من قبل الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) كحيوان لا يهتم كثيرًا بالانقراض في بيئته الطبيعية في المستقبل القريب، وعلى الرغم من أنّ عددًا قليلاً من السكان النائي مهددون من خلال زيادة مستويات الصيد وفقدان الموائل، إلّا أنّ الدببة السوداء تظل شائعة ومنتشرة في معظم أنحاء غابات أمريكا الشمالية، وتتم إدارة تنظيم الدببة السوداء بشكل جيد أيضًا، وعلى الرغم من مقتل ما بين 40.000 و 50000 فرد كل عام مما يؤدي إلى استنزاف ما يصل إلى 20٪ من السكان في بعض المناطق، إلّا أنّ الاتجاه العام للسكان آخذ في الازدياد.

الدب الأسود هو أيضًا واحد من النوعين الوحيدين من أصل ثمانية أنواع الدب التي لم يتم سردها من قبل (IUCN) على أنّها مهددة بالانقراض حيث أدت جهود الحفظ المكثفة المضافة إلى تنوعها إلى وجود مجموعات صحية في جميع أنحاء نطاقها الطبيعي المتبقي بشرط أن يكون هناك مصدر جيد للطعام، ويوجد ستة عشر نوعًا فرعيًا معروفًا من الدب الأسود في جميع أنحاء أمريكا الشمالية اليوم والتي تختلف بشكل رئيسي في حجمها ولون الفراء إلى جانب المنطقة التي تعيش فيها.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع. أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: