السعدان الواكاري وصغاره

اقرأ في هذا المقال


السعدان الواكاري أو سعدان الكاكاجاو (Uakari) هي نوع صغير من القرود موطنها الغابات الاستوائية المطيرة في أمريكا الجنوبية، حيث تميل إلى التواجد في الغابة الرطبة القريبة من الماء، تشتهر السعدان الواكاري بوجهها العاري الذي يتراوح في الغالب من اللون الوردي إلى الأحمر الغامق، وهناك أربعة أنواع متميزة من السعدان الواكاري وهي الأحمر (أصلع) الواكاري والواكاري ذو الرأس الأسود وأيريس بلاك الواكاري ونيبلينا الواكاري، وكلها متشابهة جدًا في المظهر ولكنها تختلف إلى حد ما في لون الفراء وموقعه، ويُنطق اسم (Uakari) في الواقع (wakari) مع كل من الاسم الشائع لهذا القرد واسمه العلمي الذي يُعتقد أنّه مشتق من لغات السكان الأصليين.

مظهر السعدان الواكاري

السعدان الواكاري هو حيوان رئيسي صغير الحجم ينمو بمتوسط ​​45 سم في الطول ويزن حوالي 3 كجم، وذيل السعدان الواكاري قصير جدًا بالنسبة لحجم جسمه وصغير بشكل خاص مقارنةً بأنواع القردة الأخرى في أمريكا الجنوبية، والفراء الذي يغطي جسم السعدان الواكاري طويل وخشن ويميل إلى التباين في اللون من الأحمر إلى البني إلى الأسود إلى الأبيض حسب النوع، ووجه السعدان الواكاري الخالي من الشعر هو أكثر سماتها تميزًا، ويمكن أن يكون أحمر غامقًا في بعض الأفراد (على الرغم من أنّه يتراوح عمومًا من الوردي إلى الأحمر، ويمكن أن يكون شاحبًا أو حتى أسودًا في بعض الأنواع)، وأيديهم وأقدامهم قوية ورشيقة بإبهامهم المتعارضين، مما يسمح السعدان الواكاري بالتمسك بالفواكه وأغصان الأشجار.

على الرغم من عدم وجود ذيل طويل بشكل لا يصدق للتشبث بالفروع فإنّ الأرجل الخلفية القوية للسعدان الواكاري تمكنهم من القفز لمسافات مذهلة، كما يمكن أن يقفز السعدان الواكاري على أرجله الخلفية بين الفروع ويقفز لمسافة تصل إلى 20 مترًا من شجرة إلى أخرى، ويعد الوجه الملون العاري السعدان الواكاري أكثر سماتها تميزًا ولكن السبب الدقيق لهذا اللون المشرق غير معروف حقًا، وتتراوح النظريات من أسباب التزاوج إلى القدرة على اكتشاف بعضها البعض في الغابة، ولكن هناك شيء واحد مؤكد وهو حقيقة أنّ وجه الأفراد المرضى يصبح أكثر شحوبًا وبالتالي فإن لون الجلد يعمل في الواقع كمؤشر على صحة الحيوان، ووجوه هؤلاء الواكاري المحتجزين في الأسر هي أيضًا أكثر شحوبًا بشكل ملحوظ مما كانت عليه في البرية.

موطن السعدان الواكاري

تم العثور على السعدان الواكاري يسكن الغابات الاستوائية المطيرة الرطبة فقط في حوض نهر الأمازون وفي جميع أنحاء البرازيل وبيرو وفي أجزاء من جنوب كولومبيا، وتميل الأنواع المنفصلة إلى أن تتميز بسهولة أكبر باختلاف مواقعها وهذا ينطبق أيضًا على الأنواع الفرعية من السعدان الواكاري الأصلع، وتم العثور على السعدان الواكاري الأبيض في شمال غرب البرازيل، والسعدان الواكاري الذهبي على الحدود بين البرازيل وبيرو، والسعدان الواكاري الأحمر على الحدود بين البرازيل وكولومبيا مع وجود السعدان الواكاري ذو الأحمر الشاحب في الشرق قليلاً.

تم العثور على السعدان الواكاري بشكل عام في الأدغال التي تحيط بمصادر المياه العذبة مثل الجداول والأنهار الصغيرة والبحيرات، كما إنّهم يفضلون الغابات المغمورة جزئيًا والتي تغمرها الفيضانات إما بشكل دائم أو على أساس موسمي، وعلى الرغم من ذلك وعلى مناطق الغابات المطيرة التي تصطف على الأنهار الكبيرة.

تكاثر السعدان الواكاري والصغار

يميل السعدان الواكاري إلى التكاثر بين شهري أكتوبر ومايو وعندما تطلق الإناث رائحة جذابة لجذب رفيقة، وبمجرد التزاوج تلد أنثى السعدان الواكاري رضيعًا واحدًا بعد فترة حمل لا تزال غير معروفة، ولكن يمكنها القيام بذلك كل عامين، وإنّ طفل السعدان الواكاري صغير للغاية وضعيف عند الولادة ويتشبث بوالدته في الأشهر القليلة الأولى من عمره ويتغذى فقط على حليبها.

يتم فطامهم في متوسط ​​عمر أربعة أشهر عندما يبدأون في البحث عن الفاكهة الطرية وبذور البذور مع القوات، ويميل السعدان الواكاري إلى العيش لمدة 20 عامًا في البرية ولكن معدلات النمو السكاني ليست سريعة بشكل خاص، حيث لا يمكن للإناث التكاثر حتى يبلغوا سن الثالثة والذكور عندما يكونون في السادسة.

على عكس العديد من أنواع القرود الأخرى لا يستخدم السعدان الواكاري ذيله القصير للتعليق من الأشجار أو لمساعدته عند القفز على الرغم من أنّه لا يزال مفيدًا لتحقيق التوازن، ويقضون معظم وقتهم عالياً في المظلة ويقفزون من شجرة إلى شجرة فقط باستخدام أذرعهم وأرجلهم القوية، ومع ذلك مثل العديد من الرئيسيات من المعروف أنّ السعدان الواكاري يمشي على جميع الأطراف الأربعة في رحلاته النادرة إلى أرض الغابة.

يعيش السعدان الواكاري في قوات في بيئة الغابة التي تضم عادة ما بين 10 و 30 عضوًا (على الرغم من أنّهم يمكن أن يصلوا إلى 100 فرد) وهم من الذكور والإناث وذريتهم، وعلى الرغم من أنّهم يقضون الكثير من وقتهم معًا في الأشجار عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الطعام تنقسم قوات السعدان الواكاري إلى مجموعات أصغر للبحث عن الطعام.

حمية السعدان الواكاري

مثل العديد من الرئيسيات الأخرى فإنّ السعدان الواكاري لديها نظام غذائي آكل اللحوم وبالتالي فهي تستهلك مزيجًا من كل من المواد النباتية والحيوانات الصغيرة، وعلى الرغم من ذلك يأكل السعدان الواكاري في المقام الأول الفاكهة من الأشجار المحيطة جنبًا إلى جنب مع الأوراق والحشرات لتكملة نظامهم الغذائي، وتحصل السعدان الواكاري على غالبية طعامها من أعلى المظلة ولكنها ستبحث في أرضية الغابة عن البذور والجذور والسحالي عندما يكون الطعام نادرًا في الأشجار، ونظرًا لنظامها الغذائي الذي يعتمد في الغالب على الفاكهة تلعب السعدان الواكاري دورًا حيويًا في نظامها البيئي الأصلي من خلال نشر البذور في جميع أنحاء الغابة.

السعدان الواكاري والتهديدات

يعيش السعدان الواكاري في عاليا في مظلة الغابة وتحتل هذه المناطق في مجموعات كبيرة في بعض الأحيان، فإنّ السعدان الواكاري لديها عدد قليل من الحيوانات المفترسة مع أكبر تهديد هو الطيور الجارحة، والأنواع الأخرى التي تعيش على الأشجار مثل الثعابين والقردة الأكبر تفترس أيضًا السعدان الواكاري وبشكل أكثر تحديدًا صغارها، ومع ذلك فإنّ البشر هم أكبر تهديد لسعدان الواكاري حيث يتم اصطيادهم من قبل السكان الأصليين من خلال الكثير من نطاقهم الطبيعي، وموطن الغابات المطيرة في السعدان الواكاري معرض أيضًا للخطر بسبب المستويات العالية من قطع الأشجار لصناعة الأخشاب في جميع أنحاء حوض الأمازون.

حالة حفظ السعدان الواكاري

اليوم على الرغم من أنّ جميع أنواع السعدان الواكاري المختلفة مصنفة من قبل حالة القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) بشكل مختلف قليلاً، إلّا أنّها تعتبر بشكل عام حيوانات معرضة للخطر في بيئتها الطبيعية، ويُعتقد أنّ الصيد من قبل السكان الأصليين وفقدان الموائل بسبب قطع الأشجار، وهما السببان الرئيسيان لأعداد السكان المتناقصة باستمرار حيث يوجدون الآن في جيوب أصغر وأكثر عزلة في موائلهم الطبيعية.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: