السلاحف وصغارها

اقرأ في هذا المقال


السلاحف غالبًا ما يشير إليهم العلماء باسم (chelonians) لأنّهم في الترتيب التصنيفي المسمى (Chelonia) من الكلمة اليونانية التي تعني السلحفاة، ولديهم جميعًا قشور وتضع بيضًا وتكون خارجة للحرارة، وهي تختلف في الحجم من الحجم المناسب في يد المرء إلى حوالي 1800 رطل (817 كجم)، وتعيش السلاحف في كل مكان من الصحاري إلى المحيطات إلى جداول الفناء الخلفي، وتشير هذه الأسماء الشائعة عادةً إلى الاختلافات في المكان الذي تعيش فيه الزواحف وكيف تستخدم بيئتها.

الاختلاف بين السلاحف

فيما يلي بعض الاختلافات المقبولة عمومًا بين أنواع السلاحف:

السلحفاة البحرية: تقضي معظم حياتها في الماء، وتميل السلاحف إلى أن يكون لها أقدام مكشوفة للسباحة، وتتكيف السلاحف البحرية (فصيلة Cheloniidae) بشكل خاص لتعيش حياة هادئة بأقدام طويلة تشكل زعانف وشكل جسم انسيابي، ونادرًا ما يغادرون المحيط إلّا عندما تأتي الإناث إلى الشاطئ لتضع بيضها على الرغم من أنّ بعضها مثل السلاحف البحرية الخضراء يخرج على الشعاب المرجانية والشواطئ للاستمتاع.

تعيش السلاحف الأخرى في المياه العذبة مثل البرك والبحيرات، ويسبحون، ولكنهم يصعدون أيضًا إلى جذوع الأشجار أو الصخور للاستمتاع بأشعة الشمس، وفي الطقس البارد قد يختبئون في الوحل حيث يدخلون في سبات حتى يجلب الربيع الطقس الدافئ مرة أخرى.

السلحفاة البرية: تسكن على الأرض وتأكل الشجيرات والأعشاب وحتى الصبار، ولا تحتوي السلاحف على أقدام مكففة وارجلهم مستديرة وعنيدة للمشي على الأرض، وتستخدم السلاحف التي تعيش في الموائل الحارة والجافة أطرافها الأمامية القوية لحفر الجحور، وثم عندما يكون الجو حارًا جدًا في الشمس ينزلقون تحت الأرض.

سلحفاة المستنقعات: يقضي وقته على اليابسة وفي الماء لكنه يعيش دائمًا بالقرب من المياه على طول الأنهار والبرك والبحيرات، وغالبًا ما توجد هذه السلاحف في المناطق قليلة الملوحة والمستنقعات، وتأتي كلمة (terrapin) من كلمة ألغونكوين للسلاحف.

مظهر السلاحف

السلاحف هي مجموعة قديمة جدًا من الزواحف يعود تاريخها إلى حوالي 220 مليون سنة، ومن بين جميع الحيوانات البرية ذات العمود الفقري فالسلاحف هي الوحيدة التي لديها أيضًا صدفة تتكون من 59 إلى 61 عظمة مغطاة بصفائح تسمى (scutes)، وهي مصنوعة من الكيراتين مثل أظافرنا، ولا تستطيع السلحفاة الزحف خارجها لأنّ القوقعة مرتبطة بشكل دائم بالعمود الفقري والقفص الصدري، ويسمى الجزء العلوي من الصدفة درع والجزء السفلي هو درع، ويمكن أن تشعر السلاحف بالضغط والألم من خلال أصدافها تمامًا كما تشعر بالضغط من خلال أظافرك.

من الواضح جدًا أن السمات المرئية للسلحفاة هي القوقعة، وصدفة معظم السلاحف ذات قبة عالية، والاستثناء الوحيد هو السلحفاة الفطرية المسماة علميًا باسم (Malacochersus tornieri) والتي لها أصداف مسطحة، ويمكن أن يكون لبعض أنواع السلاحف الأخرى أصداف شبه كروية ذات قاعدة مسطحة.

يمكن لبعض السلاحف أن تسحب رؤوسها وأرجلها وأقدامها داخل أصدافها، حيث تُعرف باسم السلاحف المخفية العنق، ومن أجل إفساح المجال داخل القوقعة يتعين عليهم أحيانًا إخراج الهواء من رئتيهم مما يؤدي إلى إصدار صوت هسهسة، ولا تستطيع السلاحف الأخرى سحب أرجلها أو رؤوسها إلى أصدافها، وبعض هذه السلاحف لها أعناق طويلة وتحمي رؤوسها عن طريق دسها جانبًا في القوقعة، وتُعرف باسم السلاحف الجانبية العنق وقذائف السلحفاة ليست ثقيلة كما تعتقد، وتحتوي القشرة على العديد من غرف الهواء الصغيرة مما يجعلها أخف قليلاً.

السلاحف البحرية ذات الظهر الجلدية والسلاحف الناعمة الصدفة لها درع مستدير ومسطّح والقشرة بأكملها مغطاة بجلد صلب وجلد مدعوم بعظام صغيرة، ويتم تقليل عناصر عظام الصدفة، مما يجعل الصدفة مرنة للسباحة والغوص، والسلاحف الجلدية الظهر تغوص حتى عمق 3000 قدم (900 متر) تحت سطح المحيط، حيث عند هذا العمق فإنّ ضغط الماء الهائل سيسحق سلحفاة بقشرة ثقيلة وجسم أقل مرونة.

لا تمتلك السلاحف آذانًا مثل آذاننا لكنها يمكن أن تشعر بالاهتزازات والتغيرات في ضغط الماء التي تخبرها عن مكان وجود الطعام أو المفترس، ولديهم حاسة شم جيدة مما يساعدهم في العثور على الطعام، وقد يبدو جلد السلحفاة وخاصة السلاحف البرية متينًا وقاسيًا ولكنه في الواقع حساس للغاية، وفي الواقع وجد المتخصصون في رعاية الحياة البرية في حديقة حيوان سان دييغو أنّ سلاحف غالاباغوس يبدو أنّها تستمتع بفرك أعناقها.

يبدو أنّ لدى بعض السلاحف حواس أو غرائز لا نفهمها تمامًا، وتُظهر معدات التتبع أنّ بعض السلاحف البحرية تهاجر آلاف الأميال (كيلومترات) عبر البحر على طرق منتظمة وتعود كل سنتين أو ثلاث سنوات إلى نفس الشواطئ لتضع بيضها، وتمتلك السلاحف المائية بعض القدرات الفريدة التي تسمح لها بالبقاء تحت الماء، ويمكن للبعض ضخ الماء داخل وخارج الفم والحلق حيث تأخذ البطانة الغنية للأوعية الدموية الأكسجين مباشرة من الماء.

يمكن لبعض السلاحف البقاء مغمورة بالمياه لأيام في كل مرة عن طريق نقل الماء داخل وخارج مجرورها للحصول على الأكسجين، وهم معروفون في أستراليا باسم المتنفذين، وتسمح الأقدام الكبيرة التي تشبه المجداف للسلاحف المائية بالمرور عبر الماء بسهولة، وسلحفاة فلاي ريفر هي سلحفاة المياه العذبة الوحيدة ذات الزعانف الحقيقية مثل تلك التي تعيش في المحيطات.

الموئل والنظام الغذائي

معظم السلاحف هي حيوانات آكلة للحوم وتأكل النباتات والطعام من مختلف الأنواع مثل الأسماك والقواقع والديدان والحشرات، والعديد منهم من الحيوانات العاشبة ويأكلون فقط الأعشاب والنباتات الورقية والزهور والفواكه وحتى الصبار، والبعض متخصصون، حيث السلحفاة الجلدية الظهر والسلحفاة منقار الصقر يأكلان على قنديل البحر حتى السامة منها، وتمتلك بعض السلاحف فكًا عريضًا وموسعًا لسحق أصداف الرخويات.

السلاحف ليس لها أسنان وبدلاً من ذلك فإنّ أفواههم لها حافة صلبة وحادة يستخدمونها للعض مثل منقار الطائر، وتحتوي بعض الأنواع مثل سلاحف الخريطة ونهر تيرابين أيضًا على رف صلب أو حنك ثانوي في الفك العلوي يساعدها في سحق الأطعمة مثل القواقع أو سيقان النباتات والفواكه.

الحياة العائلية وصغار السلاحف

تضع السلاحف بيضًا تدفنه في التربة أو الرمل أو الغطاء النباتي، ويضع البعض بضع بيضات مستطيلة الشكل فقط بينما يضع البعض الآخر عشرات إلى 100 بيضة مستديرة أو أكثر، وبمجرد وضع البيض يكون أي صغار يفقسون بمفردهم ويطلق على صغير السلاحف بالفرخ، والأم لا تحضن أو تعتني ببيضها أو صغارها عند ظهورها (الاستثناء الوحيد هو السلحفاة البنية التي تحمي عشها من الحيوانات المفترسة).

ولدى الفقس سن بيضة يستخدمونها في كسر القشرة، وبعد ذلك عليهم أن يجدوا الطعام بأنفسهم، وبالنسبة للعديد من السلاحف تحدد درجة الحرارة في العش جنس صغارها، حيث تؤدي الأعشاش الأكثر دفئًا إلى زيادة عدد الإناث بينما تؤدي الأعشاش الأكثر برودة إلى زيادة عدد الذكور.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: