السنجاب العملاق الهندي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


السنجاب العملاق الهندي (Indian Giant Squirrel) هو أكبر سنجاب في الهند، وهو نوع كبير من القوارض موطنه الهند، وبشكل أكثر تحديدًا إنّه نوع من سنجاب الشجرة، ويختلف مظهر هذا الحيوان عن معظم أنواع السنجاب الأخرى نظرًا لألوانه الزاهية وحجمه الملحوظ، وغالبًا ما يُطلق على السنجاب الهندي العملاق اسم السنجاب العملاق مالابار، وهذه الثدييات الرائعة هي واحدة من أكبر السناجب في العالم.

مظهر السنجاب العملاق الهندي

يمكن تمييز هذه السناجب العملاقة بألوانها المذهلة متعددة الألوان، وتختلف الألوان بين السناجب الفردية، فهناك نمط شائع من اثنين إلى ثلاثة ظلال بما في ذلك الأبيض أو الكريمي والبني والأسود والأحمر والمارون وأحيانًا الفوشيا الداكنة، وتظهر الظلال العميقة بشكل أساسي على طول الجسم بينما تظهر الألوان الفاتحة على الجانب السفلي والذيل الطويل الكثيف، ولديهم مخالب قوية لفهم الفروع بشكل آمن، والذكور والإناث من هذا النوع لها مظاهر متشابهة جدًا، وهناك نوعان من الخصائص المتناقضة لتمييزها عن بعضها البعض، وعادة ما تكون الإناث أكبر في الحجم من نظرائهن من الذكور بحوالي ثلاثة سنتيمترات ولديها أم لرعاية صغارها.

تستخدم السناجب الهندية العملاقة ذيلها كثقل موازن لمساعدتها على التوازن على أغصان الأشجار وتعمل ألوانها كتمويه في بيئتها الطبيعية، وعندما تتعرض للتهديد فإنّها ستجعل نفسها أيضًا تبدو مسطحة وتمتزج مع لحاء الشجر وتبقى ثابتة للغاية لتفادي الحيوانات المفترسة، ويتم الترحيب بهذه السناجب كعمالقة بسبب حجمها المثير للإعجاب، ويزنون عادة من نصف كيلوغرام إلى كيلوغرامين أو 3.3 إلى 4.4 رطل، وكيلوغرامين أثقل بحوالي خمسة أضعاف ونصف وزن علبة الحساء، ويتراوح طول رأسهم وجسمهم من 10 إلى 18 بوصة بينما يتراوح طول ذيلهم من 16 إلى 24 بوصة، ومن الرأس إلى الذيل يبلغ طولها 29.5-30.7 بوصة أو حوالي قدمين ونصف أي ضعف ارتفاع دبوس البولينج.

سلوك السنجاب العملاق الهندي

غالبًا ما تكون هذه السناجب العملاقة منفردة ولكنها في بعض الأحيان تبقى مع زملائها لفترات طويلة، وتسمى مجموعة من السناجب الهندية العملاقة بالمستعمرة الجافة أو الهرولة أو المستعمرة، وهم عادة ما يكونون خجولين وحذرين من الحيوانات المفترسة، والسناجب العملاقة الهندية نهارية لذلك فهي أكثر نشاطًا في النهار، وينامون في أحد الأعشاش المستديرة المتعددة التي يبنونها حول منطقتهم، وتساهم السناجب الهندية العملاقة أيضًا في نظامها البيئي من خلال توزيع البذور في جميع أنحاء موطنها بعد تناولها وتجاوزها، ويمكن أن تتواصل السناجب مع بعضها البعض بصوتٍ عالٍ بمكالمات مختلفة ومن خلال ارتعاش ذيلها.

موطن السنجاب العملاق الهندي

السناجب العملاقة مالابار مستوطنة في جنوب آسيا، وفي البرية يمكن العثور عليها على وجه التحديد في الهند، ويتراوح موطنهم عبر العديد من الولايات بما في ذلك كارناتاكا وأندرا براديش ومادهيا براديش وغوجارات وتشهاتيسجاره وجارخاند وماهاراشترا وكيرالا وتاميل نادو، كما إنّهم يفضلون العيش في بيئات الغابات المطيرة الاستوائية وينتشرون في غابات مالابار المطيرة، وتقضي هذه السناجب معظم حياتها في الأشجار، حيث يمكنهم في بعض الأحيان الاختباء من الحيوانات المفترسة على أطرافهم العالية وفي أجوف الأشجار.

توجد الأنواع الفرعية الأربعة أيضًا في مناطق الهند في موائل الغابات، ويمكن العثور على راتوفا إنديكا في شمال غاتس ووسط غرب غاتس، ويقع نوع السنجاب العملاق الهندي (Ratufa indica centralis) عبر وسط الهند وشرق الهند، ويعيش نوع آخر من السنجاب العملاق الهندي (Ratufa indica maxima) بشكل أساسي في جنوب غرب غاتس، بينما كان (Ratufa indica dealbata) محليًا في جنوب ولاية غوجارات على الرغم من أنّه للأسف يُعتقد أنّ هذه الأنواع الفرعية انقرضت الآن.

السنجاب العملاق الهندي والتهديدات

البشر هم أحد أكبر التهديدات لهذه المخلوقات المدهشة ولصغارها، حيث تؤدي إزالة الغابات وقطع الأشجار والتنمية وبناء السدود إلى فقدان الموائل ومزيد من تشتت السكان، فيصطاد بعض البشر أيضًا السناجب العملاقة للحصول على لحومها مما يساهم بشكل كبير في انخفاض عدد السكان، ويصنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) هذا النوع على أنّه أقل اهتمام، وهذا يعني أنّ الأنواع على الرغم من تناقصها لا تقترب بسرعة من حالة التهديد، ولا توجد حاليًا جهود حماية لحماية السنجاب العملاق الهندي، ومع ذلك هناك العديد من محميات الحياة البرية في الهند.

هذه السناجب لديها مجموعة من الحيوانات المفترسة الطبيعية، فالقطط البرية مثل الفهود تصطادهم في كثير من الأحيان، كما أنّ الطيور الجارحة بما في ذلك بومة السمكة البنية والنسور هي من الحيوانات المفترسة المتكررة للسنجاب العملاق الهندي، وبعض أنواع النسور المعروفة بصيد السناجب العملاقة الهندية هي نسر الصقر المتوج ونسر الأفعى المتوج والنسر الأسود، كما يفترس الزباد والثعابين هذه السناجب.

حمية السنجاب العملاق الهندي

السناجب العملاقة الهندية وصغاره هي حيوانات آكلة للحوم وتأكل مجموعة متنوعة من الأطعمة المختلفة، ومن المعروف أنّها تستهلك الفاكهة والزهور والمكسرات واللحاء والبذور والحشرات وبيض الطيور، كما يقومون بتخزين طعامهم في رؤوس الأشجار حتى يتمكنوا من الوصول إليه بسهولة، ويقفون على فرع ويستخدمون أيديهم لتناول الطعام أثناء استخدام ذيلهم الرائع من أجل الاستقرار.

تكاثر السنجاب العملاق الهندي والصغار

الفترة المحددة لموسم التزاوج لهذه السناجب ليست واضحة تمامًا، فتشير بعض الأبحاث إلى أنّه يحدث فقط بين شهري أكتوبر ويناير، بينما تشير مصادر أخرى إلى أنّه قد يحدث على مدار العام، حيث يتنافس ذكر السناجب العملاقة الهندية والتي تسمى أيضًا ظباء مع الذكور الآخرين للتزاوج مع أنثى، وهذه عادة تزاوج مشتركة بين العديد من أنواع الحيوانات، ولا يعتقد الباحثون أنّ هذه السناجب تتزاوج مدى الحياة على الرغم من أنّه من المعروف أنّها تلتصق ببعضها البعض لفترة من الوقت، وبمجرد أن يتزاوج الزوج يستمر الحمل ما بين 28 و 35 يومًا.

تلد أنثى السنجاب التي تُعرف أيضًا باسم الظبية من واحد إلى ثلاثة صغار في المتوسط، ويُشار إلى أطفال هذا النوع على أنّهم صغار أو مجموعات أو جراء أو قطط صغيرة، وعندما يولدون لا يمتلك الجراء فروًا ولا يمكنهم الرؤية بعد، ويتم رعايتهم في أعشاش مبنية من أوراق الشجر والأغصان بواسطة السنجاب الأم، وتستقر الأعشاش على الفروع الموجودة في رؤوس الأشجار، ويتم فطام الصغار في حوالي ستة أشهر من العمر.

تتمتع هذه السناجب بعمر يصل إلى 20 عامًا في الأسر، وفي البرية يُعتقد أنّه أقصر بشكل ملحوظ بسبب الحيوانات المفترسة الطبيعية في بيئتها والتهديدات من البشر، وحجم سكان هذه السناجب غير معروف حاليًا، ويشير الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إلى أنّ الاتجاه السكاني آخذ في التناقص، وقد تم تصنيف حالة حفظ هذا النوع على أنّها أقل اهتمام في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية (International Union for Conservation of Nature – IUCN) في هذا الوقت.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: