الضفادع الزجاجية الزمردية وصغارها

اقرأ في هذا المقال


تعد الضفادع الزجاجية الزمردية (emerald glass frog) من أكثر أنواع الضفادع الزجاجية شيوعًا في كوستاريكا، وتوجد هذه الضفادع الصغيرة الجميلة في معظم أنحاء البلاد باستثناء منطقة جواناكاستي وقمم الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 2000 متر فوق مستوى سطح البحر.

موطن الضفادع الزجاجية الزمردية

الضفدع الزجاجي الزمردي هو ضفدع شجري صغير يوجد في غابات الأراضي المنخفضة الرطبة في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، ويحدث على طول المنحدرات الكاريبية في شرق هندوراس عبر أمريكا الوسطى إلى بنما، وكذلك على طول منحدرات المحيط الهادئ من كولومبيا إلى الإكوادور، وهو توزيعها في أقصى الجنوب، والضفادع الزجاجية الزمردية موطنها هندوراس ونيكاراغوا وكوستاريكا وبنما وكولومبيا والإكوادور.

وهي تعيش في الغطاء النباتي للغابات الاستوائية الرطبة على طول الأنهار والجداول، ويحدث على ارتفاعات تتراوح من مستوى سطح البحر إلى 2000 متر، وتبدأ هذه الضفادع حياتها في موطن أرضي حيث يوضع جنين داخل مخلب بيض على ورقة معلقة على مجرى مائي، وعندما تفقس الضفادع الصغيرة تسقط في الماء أدناه حيث تبدأ في التحول، وبمجرد وصولهم إلى سن الرشد يعودون إلى الموطن الأرضي بجانب التيار.

مظهر الضفادع الزجاجية الزمردية

الضفادع الزجاجية الزمردية هي ضفادع خضراء صغيرة يمكن أن تظهر عليها بقع خضراء داكنة أو سوداء على طول الظهر، والجسم شفاف مما يمنحهم الاسم الشائع لهم ويحميهم من الافتراس من خلال السماح لبيئة الخلفية بالظهور، ويتيح الجلد الشفاف أيضًا رؤية الأعضاء الداخلية للضفدع مثل القلب النابض والمعدة والأمعاء والأوعية الدموية، وتكون العظام خضراء ويمكن رؤيتها أيضًا من خلال الجلد البطني.

كما أنّ لديهم عيون كبيرة موضوعة تقريبًا بزاوية 45 درجة للأمام، وعلى الرغم من أنّ كل من الذكور والإناث يمتلكون خطافًا عضديًا وهو نتوء عظمي يشبه السنبلة من عظم العضد إلّا أنّه أكبر بكثير على الذكر ويمكن استخدامه للإمساك بالمتحدي أثناء القتال بين الذكور والإناث، وعندما يتم الحفاظ عليها يصبح هذا النوع خزامى فاتح اللون.

تكاثر الضفادع الزجاجية الزمردية والصغار

يتم وضع بيض الضفادع الزجاجية الزمردية على السطح العلوي للورقة المحمي جزئيًا بالنباتات المحيطة فوق مجرى متدفق، ويبلغ قطر كتلة البيض 50 مم، وينتشر البيض في طبقة واحدة في هلام سائب، والبيض كبير الحجم ويبلغ متوسط ​​قطره من 9 إلى 11 ملم ويحتوي على أجنة سوداء تنمو في غضون ثمانية إلى عشرين يومًا، ومباشرة بعد الفقس لا تزال الأجنة سوداء ويبلغ متوسط ​​طولها 12 مم، وبمجرد أن تفقس الضفادع الصغيرة فإنّها تسقط في التيار أدناه.

يحدث هذا غالبًا في وقت هطول الأمطار الغزيرة مما يسمح للعكارة الناتجة لتمويه الضفادع الصغيرة في الماء، وجسم الشرغوف مستطيل وله ذيل يزيد عن ضعف طول الجسم، كما إنّها تمتلك أجزاء فم تتكيف جيدًا لتلتصق بركيزة التدفق، وتُستخدم فضلات الأوراق الموجودة في الجزء السفلي من التيار لإخفاء الضفادع الصغيرة لعدة أشهر أثناء حدوث التحول إلى شكل الضفدع البالغ، وكبالغين كانوا يعيشون في الغطاء النباتي على طول مجرى النهر.

يبدأ موسم التزاوج في مايو وينتهي في سبتمبر، ويستخدم الذكور دعوتهم لجذب الإناث إلى أراضيهم وهي ورقة معلقة فوق مجرى مائي، وتقدم الأدبيات معلومات متضاربة فيما يتعلق باستثمار الوالدين، بينما تشير المعلومات الحديثة إلى عدم وجود رعاية أبوية بعد ترسب البويضات، كما تشير دراسة سابقة أجريت في كوستاريكا إلى رعاية الوالدين من قبل كل من الذكور والإناث بعد ترسب البويضات، وقد يرتبط النجاح الإنجابي بعدد الليالي التي يبقى فيها الذكر في العش لحماية بيضه، وقد وجد أيضًا أنّ الإناث تبقى أحيانًا على قمة القابض مباشرة بعد وضع البيض من 10 إلى 130 دقيقة، وإنّ حضور الإناث للبيض متغير بدرجة كبيرة داخل الأنواع ولا يبدو أنه يرتبط بنجاح التكاثر.

تتمتع الضفادع الزجاجية الزمردية بواحد من أعلى معدلات بقاء البالغين وأكثرها استقرارًا بالنسبة للبرمائيات التي يبلغ عمرها أكثر من عام واحد، فأظهرت دراسة عن بقاء ووفرة نوع الضفادع الزجاجية الزمردية وأنّ متوسط ​​معدل البقاء الأسبوعي لهذه الأنواع يتراوح من 0.78 إلى 0.95 ومعدل البقاء الشهري من 0.4 إلى 0.9 ومعدل البقاء السنوي 0.46، وتشير معدلات البقاء المرتفعة هذه إلى عمر طويل نسبيًا، وفي البرية تعيش الضفادع الزجاجية الزمردية عمومًا لمدة تصل إلى 4 سنوات بينما قد يعيش بعض الأفراد أكثر من 5 سنوات، ولا توجد معلومات في الأدبيات حول العمر في الاسر.

تواصل وإدراك الضفادع الزجاجية الزمردية

معظم أنواع الأنوران صاخبة جدًا، وتستخدم ذكور الضفادع الزجاجية الزمردية دعوتها لجذب الإناث خلال موسم التكاثر وكذلك للدفاع عن منطقة تكاثرها، والمكالمة عالية النبرة وتتكون من ثلاث نغمات أو صفير وتبدو مثل: “chee-chee-chee”، وينتج الذكور أيضًا بشكل متقطع اثنين إلى خمسة متواليات غرد، وغالبًا ما يتم استخدام سلسلة قصيرة سريعة من أصوات التنبيه عندما يكون ضفدع آخر على بعد 0.15 مترًا من الذكر المتصل، ولا توجد معلومات مذكورة في الأدبيات حول كيفية إدراكهم لبيئتهم ولكن مثل الضفادع الأخرى من المحتمل أن يستخدموا البصري والسمعي واللمسي.

الضفادع الزجاجية الزمردية وعادات طعام

مثل الضفادع الأخرى فأنّ الضفادع الزجاجية الزمردية مفترسة مثل البالغين، ومصدر الغذاء الرئيسي لها هو اللافقاريات وتتغذى بشكل رئيسي على الحشرات الصغيرة، ومن الممكن أن تكون شراغيف الضفادع الزجاجية الزمردية مفترسة، وتستهلك اللافقاريات المائية وأحيانًا الضفادع الصغيرة الأخرى أو العاشبة وتستهلك أجزاء صغيرة من الطحالب، ولا توجد معلومات حول عادات التغذية عند الضفادع الصغيرة من الضفادع الزجاجية الزمردية المذكورة في الأدبيات.

الضفادع الزجاجية الزمردية والافتراس

على الرغم من أنّه لا يُعرف الكثير عن الافتراس على أفراد عائلة (Centrolenidae)، فقد أبلغت دراسة أجريت في كوستاريكا عن ملاحظات مباشرة للافتراس على ثلاثة أنواع من الضفادع الزجاجية بما في ذلك الضفادع الزجاجية الزمردية، وتمت الملاحظات في موقعين مختلفين كان يعيش فيهما جميع النتوءات الثلاثة بتعاطف، والافتراس من قبل مختلف المفترسات يحدث في كل من مراحل ما قبل الفقس والمراحل البالغة، حيث لوحظ أنّ أنثى سلطعون من فصيلة سيسارما تستخدم مخلّباتها لسحب كتلة بيضة من الضفادع الزجاجية الزمردية من الورقة إلى فمها.

كما لوحظ أنّ الضفدع الزجاجي الشمالي في مراحل ما قبل الفقس قد تم افتراسها بواسطة الكتائب العتاكب من جنس بريونوستيما، فاستخدم العنكبوت (chelicerae) لتقطيع كبسولة الهلام وكشف البيض أو الأجنة المراد أكلها، كما تم افتراس مراحل الانقسام المبكرة لنفس النوع من الضفادع الزجاجية من قبل نوع من الكريكيت (Paroecanthus tibialis).

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: