الضفادع ذات البطن الناري وصغارها

اقرأ في هذا المقال


الضفادع ذات البطن الناري (fire-bellied toad) وتسمى أيضًا بومبينا، وهي ضفادع مائية ثؤلولية ذات جوانب سفلية برتقالية أو حمراء زاهية، وهذه الضفادع الاجتماعية موطنها الصين وروسيا.

النطاق الجغرافي والموطن

توجد الضفادع ذات البطن الناري وصغارها في شمال شرق الصين -مقاطعات هيلونغجيانغ وخبي وشاندونغ وآنهوي وليانونينغ- ويمكن العثور على هذه الضفادع أيضًا في كوريا وتايلاند وجنوب اليابان -جزر كيوشو وتسوشيما- وتوجد الضفادع ذات البطن الناري أيضًا في منطقتي بريموري وخاباروفسك في روسيا.

تحتل الضفادع ذات البطن الناري وصغارها مجموعة متنوعة من الموائل المختلفة، حيث إنّهم يعيشون على ارتفاعات عالية في غابات التنوب أو الصنوبر أو النفضية ووديان الأنهار والأدغال المستنقعية والمروج المفتوحة، وتعيش الضفادع ذات البطن الناري في أو حول أنواع المياه المختلفة بما في ذلك المياه الراكدة والجارية في البحيرات البرك و المستنقعات والجداول والينابيع وحتى البرك والقنوات المائية، وعادة يبقى هذا النوع قريبًا نسبيًا من الماء، ولكنه يحدث في أواخر الصيف على بعد بضع مئات من الأمتار من الماء.

الوصف المادي

الضفادع ذات البطن الناري ذات اللون الداكن من الناحية الظهرية وتتدرج من الرمادي البني إلى الأخضر الفاتح، وعندما يكون السطح الظهري ملونًا بشكل أكثر وضوحًا تظهر البقع الداكنة أيضًا، والسطح البطني ذو ألوان زاهية وعادة ما يكون به بقع داكنة فوق أنماط شبكية لامعة باللون الأحمر البرتقالي أو الأصفر (ومن هنا جاء اسم بطن النار)، وبؤبؤ العين ذو شكل مثلث، ويُغطى الجلد بالدرنات (الثآليل) باستثناء السطح البطني حيث توجد الدرنات فقط بالقرب من مجرور (الجزء النهائي من القناة الهضمية).

من بين الأنواع الثلاثة في جنس بومبينا تمتلك الضفادع ذات البطن الناري أكثر الدرنات وضوحًا، فالدرنات الموجودة على الجانب البطني للحيوان مرتفعة وحادة وأحيانًا تشبه الإبر الحادة، وهذه الضفادع ليس لها غشاء طبلي، والإناث بشكل عام أكبر من الذكور، وخلال موسم التكاثر يطور الذكور ضمادات للزواج على أصابعهم الأولى والثانية ولديهم جلد أكثر درنًا وساعدين أكثر سمكًا.

التكاثر والصغار

يراعي الذكور الإناث من خلال الاتصال المستمر أثناء الطفو في المياه الضحلة، ونداء التزاوج يشبه اللحاء ويستمر حوالي اثني عشر ثانية، ويجلس الذكور وينعقون حتى تقترب الأنثى من التزاوج، وفي البرية غالبًا ما يكون عدد الذكور أكثر من الإناث في مواقع التكاثر وأحيانًا ما يصل إلى عشرة ذكور لكل أنثى، ويقفز الذكور المنتظرين على مؤخرة الضفادع العابرة على أمل أن تكون أنثى، وحتمًا يقفز الذكور في بعض الأحيان على الذكور الآخرين، ويطلق الذكر المستهدف صوتًا بصوت عالٍ للإشارة إلى حدوث خطأ، وعند مواجهة أنثى يدخل الذكر والأنثى في أمبلكس، وتسبح الإناث حولها مع تعليق الذكر لتخصيب البيض وهي تضعه.

بعد الإخصاب تمتص طبقات الهلام من البيض الماء وتنتفخ، ويبقى البيض في حالة الهلام هذه حتى الفقس، ويبدأ التكاثر بدفء الطقس في الربيع ويستمر طوال فصل الصيف، ويحدث التكاثر من مايو حتى منتصف أغسطس، حيث يفقس البيض بعد 3 إلى 10 أيام، وتحدث معظم الفقس في شهري يونيو ويوليو، والإناث قادرة على وضع أكثر من القابض في الموسم الواحد، وتودع من 38 إلى 257 بيضة في أجزاء من 3 إلى 45 بيضة كل 7 إلى 10 أيام، وفي الأسر يبدأ موسم التكاثر بعد فترة الشتاء الباردة مع هطول أمطار محاكية.

تفقس يرقات الضفادع ذات البطن الناري بعد 3 إلى 10 أيام من وضع البيض، ولا توجد رعاية أبوية مباشرة، ويُترك الصغار ليتدبروا أمرهم بعد الفقس، وبشكل غير مباشر يمكن للإناث التأثير على نمو صغارها من خلال تغيير البيئة التي توضع فيها البيض واستثمار الطاقة في البيض، وحجم البيض ودرجة حرارة الماء هما عاملان من هذا القبيل، وفي الماء البارد كانت اليرقات التي نشأت من بيض أكبر تتمتع بصلاحية أكبر من تلك التي نشأت من بيض صغير، وفي البيئات الأكثر دفئًا كانت اليرقات التي نشأت من بيض صغير أكثر لياقة من تلك التي نشأت من بيض كبير.

يمكن أن يعيش الضفادع ذات البطن الناري حتى 30 عامًا كحد أقصى في الأسر، ويقدر طول العمر الأقصى في البرية بـ 20 سنة، وفي الأسر الضفادع ذات البطن الناري تكون عدوانية وإقليمية، ونطاقات المنزل في البرية غير معروفة، ويمكن أن تصل الكثافة السكانية في البرية إلى 8 أفراد لكل متر مربع في الجزء الأوسط من مداها.

الخصائص السلوكية

تدخل الضفادع ذات البطن الناري في فترة السبات من أواخر سبتمبر إلى أواخر أبريل أو مايو، كما إنّهم يسبون في مجموعات من فرد إلى ستة أفراد، وعادةً على الأرض داخل الأشجار المتعفنة والأكوام الحجرية والأوراق ولكن أحيانًا في الجداول، وعادة ما تكون نشطة خلال النهار.

التواصل والإدراك

النطق هو الشكل الأساسي للتواصل ويستخدم في الغالب خلال موسم التزاوج، والضفادع الشرقية ذات البطون النارية لها نداء موسيقي ناعم يشبه صوت: “oop … oop … ooop”، والذكور ينقضون لجذب الإناث وتحذير الذكور الآخرين من الخطأ في الهوية، ومثل معظم الضفادع والعلاجيم تستخدم الضفادع ذات البطن الناري الرؤية في المقام الأول لاكتشاف الفريسة.

عادات الطعام

تعتبر الضفادع ذات البطن الناري مثل معظم الضفادع والعلاجيم الفريسة من خلال الحركة، فينتظرون بصبر أن تقترب فريستهم ثم ينقضون بسرعة للقبض على الفريسة، ومثل اليرقات تستهلك الضفادع ذات البطن الناري الطحالب والفطريات والمخلفات والنباتات والأوليات، وعند البالغين والصغار يتكون نظامهم الغذائي من اللافقاريات الأرضية بما في ذلك الديدان والرخويات والحشرات.

الافتراس

المفترسات الرئيسية لضفادع ذات البطن الناري وصغارها هي الطيور والحيوانات المائية الكبيرة، وتعتبر الضفادع ذات البطن الناري سامة للأكل وعندما تتعرض للتهديد فإنّها تظهر وضعية تعرف باسم (unkenreflex)، وينقلبون على ظهورهم ويقوسون أشواكهم، وتحذر البقع التحذيرية اللامعة الموجودة على جانبها السفلي الحيوانات المفترسة المحتملة من سميتها، وقد تردع الافتراس، ويوفر ظهرهم ذو الألوان الباهتة تمويهًا مثاليًا للاندماج مع المياه الموحلة التي يسكنونها.

أدوار النظام البيئي

تتغذى الضفادع ذات البطن الناري على اللافقاريات الأرضية كما تتغذى عليها أنواع الطيور والحيوانات المائية الكبيرة، وتكمن أهميتها الاقتصادية للإنسان بأنّ الضفادع ذات البطن الناري هي أحد أنواع الضفادع المشهورة في تجارة الحيوانات الأليفة الغريبة، وهم حيوانات قوية ولها عمر طويل.

لكن من الجانب السلبي تعد وتعتبر الضفادع ذات البطن الناري من الأنواع السامة، إلّا أنّها تحظى بشعبية كبيرة كحيوانات أليفة، وسم جلدهم ليس سامًا لجلد الإنسان ولكنه ضار عند فركه في العين أو الفم أو الجلد المكسور، ويجب غسل اليدين جيدًا قبل وبعد المناولة، ويمكن أن يؤدي التعامل مع الضفادع ذات البطن الناري إلى حكة في العين وسيلان الأنف، وفي حالات الخطر الشديد ، يمكن أن تفرز الضفادع ذات البطن الناري الكثير من السموم بحيث يصبح جسمها بالكامل مغطى برغوة صابونية..

حالة الحفظ

لا تعتبر الضفادع ذات البطن الناري وصغارها حاليًا من الأنواع المهددة بالانقراض.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: