الضفدع الجبار وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الضفدع الجبار (Goliath Frog) أو (Conraua goliath) والمعروف أيضًا باسم ضفدع جالوت هو أكبر ضفدع في العالم، حيث يصل وزن بعض الأفراد البالغين إلى 2.99 كيلوجرامًا ويبلغ طولهم أكثر من 33 سم (سم) باستثناء أرجلهم عندما يكتمل نموهم، ويبلغ عرض عيونهم حوالي 2.5 سم وهو أكبر من متوسط ​​حجم عيون البشر.

موطن الضفدع الجبار

يقتصر النطاق الجغرافي للضفدع الجبار على الساحل وغينيا الاستوائية والكاميرون في غرب إفريقيا، وقد تم العثور على الضفدع الجبار في أو بالقرب من الأنهار والشلالات سريعة التدفق في غابات مطيرة كثيفة ورطبة وعالية الحرارة نسبيًا، وعادة ما تكون المياه نظيفة وغنية بالأكسجين وحمضية قليلاً وعادة ما تكون حوالي 67 درجة فهرنهايت، ويحدد وجود طعام اليرقات أيضًا مكان حدوث الضفدع الجبار.

بما أنّ هذه الضفادع تعيش في نطاقات صغيرة في الغابات المطيرة عند خط الاستواء في غرب إفريقيا وتبقى بالقرب من الأنهار والشلالات سريعة الحركة، فأنّه يجب أن تكون هذه البرمائيات العملاقة بالقرب من الماء مثل الضفدع العادي، وتخرج الضفادع الجبارة في الليل وتجلس على صخور النهر للبحث عن الطعام، ويأكل الضفدع الجبار البالغ نفس أنواع الطعام التي تأكلها الضفادع الأخرى من الحشرات والقشريات والأسماك والبرمائيات الأخرى ولكن عالمًا وجد خفاشًا في معدة ضفدع الجبار.

مظهر الضفدع الجبار

الضفدع الجبار هي أكبر الضفادع على وجه الأرض، ويبلغ طولها من 17 إلى 32 سم ووزنها من 600 إلى 3250 جرامًا، ولديهم بدن عريض بالأرض مع رأس مثلثة، وجلدهم الظهري حبيبي ولونه بني مخضر والجلد البطني أخضر مصفر أفتح، والأرجل الخلفية طويلة والأرجل الأمامية أقصر وقوية وجميع القدمين مكشوفة بشكل كبير، ويمكن أن يصل قطر عيونهم إلى ما يقرب من 2.5 سم.

تكاثر الضفدع الجبار والصغار

الضفدع الجبار الصغيرة ليست أكبر بكثير من تلك الخاصة بالضفادع الأخرى ولكن معظم النمو يحدث في أول 75 إلى 90 يومًا من التطور، والضفادع الصغيرة ليست أكبر بكثير من الضفادع الأخرى، ولذلك تحدث غالبية عملية النمو خلال 75-90 يومًا، كما هو الحال في الضفادع الأخرى تخضع يرقات الضفادع جالوت لعملية تحول لتصبح ضفادع بالغة.

لا يُعرف سوى القليل عن أنظمة تزاوج الضفادع الجبارة، ويشير البحث الصغير الذي تم إجراؤه إلى أنّ ذكور الضفادع الجبارة تؤدي طقوس الاستدعاء بشكل مختلف عن معظم الضفادع الأخرى، وبدلاً من امتصاص الهواء في الأكياس الصوتية وتفجيره لإجراء مكالمات تبقي الضفادع العملاقة الفم مفتوحًا لإصدار صوت صفير طويل، ولا تحتوي الضفادع الجبارة على أكياس صوتية ثم تتبع الإناث هذا الضجيج للذكور.

تضع إناث الضفادع الجبارة عدة مئات من البيض في وقت يبلغ قطره حوالي 3.5 ملم، ويلتصقون بالنباتات في قاع الأنهار والجداول التي يتكاثرون فيها، ويفقس البيض بعد ذلك في الضفادع الصغيرة التي تنمو حتى يصل طولها إلى حوالي 5 سم خلال الـ 75 إلى 90 يومًا التالية.

الغرائز غير الأبوية حيث عندما تصل الضفادع الجبارة إلى مرحلة النضج وتنجب أطفالًا فإنّها تفعل الأشياء بشكل مختلف قليلاً عن معظم الضفادع، ويبني الذكر عشًا من الصخور والحصى بالقرب من ضفة النهر ويتصارع مع الذكور الآخرين للتزاوج مع الإناث، وقد تكون المصارعة وحركة الصخور سببًا في أنّ الذكور أكبر من الإناث، حيث هذا أمر غير معتاد بالنسبة للضفادع، ثم تضع الأنثى آلاف البيض في العش، وهذا هو المكان الذي تتوقف فيه الأبوة والأمومة فهم لا ينتظرون حتى للتأكد من أن البيض يفقس.

الضفادع الصغيرة يجب أن تدافع عن نفسها وتجد طعامها، والضفادع الصغيرة من ضفادع جالوت هي أكلة يصعب إرضاؤها ولا تأكل إلّا نباتًا معينًا موجودًا بالقرب من الشلالات وضفاف الأنهار السريعة، وقد يفسر هذا سبب وجود هذا الضفدع في مكان واحد صغير جدًا على الأرض، ولا توجد معلومات حول موسمية أو تواتر التكاثر أو وقت النضج الجنسي، ولا يوجد استثمار أبوي في صغار الضفدع الجبارة بعد أن تودع الأنثى البيض بعد الإخصاب، ولم يتم توثيق عمر الضفادع الجبارة جيدًا على الرغم من أنّ الأفراد في البرية يبدو أنّهم يعيشون لفترة أطول من أولئك الموجودين في الأسر.

الضفدع الجبار والخصائص السلوكية

تكون ضفادع الجبارة أكثر نشاطًا في الليل أثناء بحثها عن الطعام على طول الأنهار، وتقضي الضفادع الأصغر سنًا معظم وقتها تحت الماء بينما تستلقي الضفادع الأكبر سنًا في بعض الأحيان على الصخور.

الضفدع الجبار والتواصل والإدراك

لا تحتوي الضفادع الجبار على أكياس صوتية وغالبًا ما تعتبر صامتة، وكنداء للتزاوج تفتح الضفادع أفواهها وتصدر صوت صفير.

الضفدع الجبار وعادات الطعام

تتغذى الضفادع الجبار البالغة على الحشرات والقشريات والأسماك والرخويات والثدييات الصغيرة والبرمائيات، بما في ذلك السمندل والضفادع الصغيرة، والضفادع الصغيرة الجبارة نباتية وتتغذى فقط على نبات مائي واحد (Dicraea warmingii) الذي يوجد فقط بالقرب من الشلالات والجداول.

الضفدع الجبار والافتراس

يقوم الجلد الظهري البني المخضر لضفادع الجبارة بتمويهها جيدًا مع الصخور المغطاة بالطحالب الرطبة التي تشمس عليها الضفادع البالغة، ومن المعروف أنّ الضفادع الجبارة لا يفترسها إلّا البشر على الرغم من أنّ الحيوانات المفترسة الأخرى ممكنة.

أدوار النظام البيئي للضفادع الجبارة

كونها آكلة اللحوم تحتل الضفادع الجبارة مكانة وسيطة في شبكات الغذاء ويمكن أن تكون أعدادها مؤشرات على صحة نظام بيئي أوسع، وتنظم الضفادع الجبارة عمومًا أعداد الحشرات وتتغذى أيضًا على الضفادع والأسماك والثدييات الصغيرة وغيرها من البرمائيات الصغيرة، وتعمل الضفادع بدورها كغذاء للطيور والزواحف والثدييات.

الضفدع الجبار والأهمية الاقتصادية

نظرًا لحجمها يتم تقييم الضفادع الجبارة في تجارة الحيوانات الأليفة وحديقة الحيوانات الدولية، كما أنّها مصدر غذاء قيم للمجتمعات المحلية، ولا توجد آثار ضارة معروفة لضفادع الجبارة على البشر.

الضفدع الجبار وحالة الحفظ

مواقع الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) صنفت ضفادع الجبارة كأنواع مهددة بالانقراض، وذلك بسبب انخفاض حجم السكان بنسبة 50 ٪ في الأجيال الثلاثة الماضية، وتشمل أهم التهديدات التي تتعرض لها هذه الأنواع الصيد بحثًا عن الطعام وتدمير موائل الغابات بسبب الاستقرار البشري والترسيب وقطع الأشجار التجارية والزراعة والتصدير لحدائق الحيوان وتجارة الحيوانات الأليفة وسباقات الضفادع التنافسية.

تم إعلان بعض الموائل الطبيعية للضفادع الجبارة مناطق محمية بما في ذلك منتزه مونتي ألين الوطني في غينيا الاستوائية، كما تمت الموافقة على ثلاث محميات للحياة البرية في المقاطعة الساحلية كمناطق محمية في الكاميرون، ووضعت حكومة غينيا الاستوائية حدًا أقصى للضفادع الجبارة التي يمكن تصديرها سنويًا 300، ومع ذلك فإنّ جهود الحفظ المحلية وبرامج التربية في الأسر تحتاج أيضًا إلى النظر فيها من أجل الحفاظ على أحجام العشائر.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: