الضفدع السام وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الضفادع السامة (Poison Dart Frog) هي نوع صغير من الضفادع تعيش في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، كما تُعرف مجموعة من الضفادع السامة باسم الجيش، وأحد أشكال التكيف مع هذا الضفدع هو جسمه ذو الألوان الزاهية من الأزرق إلى الأحمر والأسود إلى الأصفر الذهبي، وتُعرف الضفادع السامة أحيانًا باسم ضفادع السهم السام، والضفدع السام الذهبي وهو أكثر أنواع الضفادع سمية يحتوي على سموم كافية في جسمه لقتل أكثر من 20000 فأر، وتظهر بعض أنواع سم هذه الضفادع واعدة في المجال الطبي بما في ذلك أحد الأنواع التي يتم تكييفها صناعياً ليكون بمثابة مسكن للآلام للبشر.

مظهر الضفدع السام

واحدة من التعديلات التي اشتهرت بها هذه الضفادع السامة هي بشرتها ذات الألوان الزاهية، وهذا الجلد بمثابة تحذير للحيوانات المفترسة بشأن إفرازاتها شديدة السمية، ويُطلق على المصطلح الذي يطلق على الكائنات ذات الألوان الزاهية لتحذير الحيوانات المفترسة من أنّها سامة اسم تلوين موضعي، وتأتي الأنواع المختلفة بألوان قوس قزح بما في ذلك الأزرق والأصفر والأحمر والأخضر والذهبي والأسود، ويعتبر الضفدع السام الفراولة أحد أكثر الأعضاء سامة وله جسم أحمر ساطع وأرجل زرقاء، ويعتبر الضفدع السام الذهبي خطيرًا بشكل خاص ولديه سم كافٍ لقتل أكثر من 20000 فأر، وهي أيضًا أكبر أنواع الضفادع السامة.

ومع ذلك فإنّ الحقائق هي أنّه ليس كل أفراد عائلة الضفدع السام سامًا أو ذو ألوان زاهية، وتأتي بعض الأنواع المتواضعة بدرجات اللون البني، وعادة ما تكون هذه الأنواع غير سامة لمعظم الحيوانات، وتميل هذه الضفادع إلى أن تكون صغيرة ويبلغ متوسط ​​طولها حوالي بوصة واحدة، ومثل معظم أنواع الضفادع فإنّ بشرتها ناعمة ورطبة ولديها أصابع مكشوفة.

عادات الضفدع السام

تتضمن بعض الحقائق حول سلوك هذه الضفادع أنّها تحب العيش في الأشجار الأقرب إلى الأرض أو في نفايات الأوراق في أرضية الغابة، ويفضلون الاستراحة على الأوراق وأغصان الأشجار، وتنقح هذه الضفادع وتصرخ مثل أنواع الضفادع الأخرى باستخدام هذه الدعوات لتأسيس موائلها وجذب زملائها، وهم في الغالب كائنات نهارية مما يعني أنّهم نشيطون خلال النهار، وتقوم هذه الضفادع بمحاولة صغيرة للاختباء من الحيوانات المفترسة حيث أنّ جلدها ينذر بما فيه الكفاية، وإذا كانت سمومهم لا تقتل حيوانًا مفترسًا فستجعلهم على الأقل غير مشهورين، وسوف تتذكر الحيوانات المفترسة المذاق غير السار لهذا الضفدع ومن المحتمل ألّا تحاول أكل واحد آخر مرة أخرى.

موطن الضفدع السام

هذه الضفادع موطنها الغابات المطيرة الرطبة في أمريكا الوسطى والجنوبية، ويمكن أحيانًا الخلط بينها وبين أنواع أخرى من الضفادع الصغيرة ذات الألوان الزاهية تسمىى مانتيلا (Mantella)، ولكن ضفادع مانتيلا هي موطنها الأصلي فقط في مدغشقر، وتم إدخال هذه الضفادع أيضًا إلى هاواي، واعتاد استيرادها إلى الولايات المتحدة بأعداد كبيرة لتجارة الحيوانات الأليفة ولكن هذا تباطأ منذ ذلك الحين، وفي أوروبا يتم تهريب بعض أنواع الضفادع إلى داخل البلاد، وبسبب حساسيتها تجاه البيئة لا تعمل هذه الضفادع بشكل جيد في المناطق شديدة التلوث.

حمية الضفدع السام

تستخدم هذه الضفادع لسانها اللزج الطويل لالتقاط الحشرات، وهذا النظام الغذائي يجعل الضفدع من آكلات اللحوم، ويتكون نظامهم الغذائي من النمل الأبيض والذباب والنمل والعديد من الأنواع الأخرى من الحشرات والتي توجد بكثرة في الموائل التي تعيش فيها الضفادع السامة، ويمكن أن تكون الضفادع الصغيرة آكلة اللحوم وأحيانًا تأكل الطحالب، كما يتم إطعامهم أحيانًا بويضات غير مخصبة من والديهم، وبعض أنواع الضفادع هي حتى أكلة لحوم البشر وتأكل الشراغيف من الأنواع الأخرى.

يُعتقد أنّ النظام الغذائي للضفدع السام مسؤول عن سميتها، والعلماء غير متأكدين من أي الحشرات تأكلها الضفادع لجعلها سامة، ومع ذلك فإنّ الضفادع التي تربى في الأسر وتتغذى على الصراصير وذباب الفاكهة لا تطلق السموم من جلدها.

الضفدع السام والتهديدات

نظرًا لأنّ السموم الموجودة في جلدها تجعلها غير سارة أو حتى سامة بالنسبة لمعظم الحيوانات لتناولها، فإنّ الضفادع السامة لا تحتوي على مجموعة واسعة من الحيوانات المفترسة الطبيعية، وهناك نوع من الثعابين (Leimadophis epinephelus) محصن ضد سم الضفدع السام، وتقع أنواع الضفادع بما في ذلك الضفدع السام أحيانًا ضحية لفطر (chytrid)، وهذا المرض هو نوع من الفطريات المعدية التي تسبب الخمول وفقدان الوزن والموت في نهاية المطاف، كما إنّه شديد العدوى ويهدد أكثر من 100 نوع مختلف من الضفادع.

يتم سرد العديد من أنواع الضفادع السامة على أنّها مهددة بالانقراض أو معرضة لخطر شديد بسبب فقدان الموائل والتلوث، وغالبًا ما يتم حرق مساحات شاسعة من الغابات المطيرة لإفساح المجال للأراضي الزراعية، وكذلك إزالة الغابات من أجل الخشب، ويتم أيضًا التقاط بعض الأنواع وتصديرها لتجارة الحيوانات الأليفة.

تكاثر الضفدع السام والصغار

تتكاثر الضفادع السامة عدة مرات على مدار العام وغالبًا بالتزامن مع فترات هطول الأمطار، ويكون كل من الذكور والإناث قتاليين خلال هذا الوقت، ويتنافس الذكور على العلياء المثالية التي يمكن من خلالها استدعاء الأزواج وتتنافس الإناث على مناطق التعشيش، ومن المعروف أحيانًا أنّ الإناث تلتهم بيض الضفادع الأخرى.

تحدث عملية التزاوج بمجرد قيام الذكر بإجراء نداء التزاوج وتحديد موقع أنثى للتزاوج، ويستدرج الذكر الأنثى إلى مكان يود أن تتزاوج فيه باستخدام مراسم خطوبة متقنة، وتتكون هذه المغازلة من المصارعة والتمسيد وقيادة الأنثى، ويمكن أن يستمر الحفل عدة ساعات قبل أن يقرر الاثنان الاستقرار ويمكن للأنثى أن تضع بيضها.

تضع الإناث بيضها في فضلات الأوراق الرطبة، وتختلف كمية البيض من بيضة واحدة إلى 40 بيضة بمتوسط ​​حوالي عشر بيضات لكل قابض، ويقوم الذكر بعد ذلك بتخصيب البيض بمجرد أن توضع الأنثى، وسيحرس كلا الوالدين البيض مع الحرص على عدم جفافه.

بمجرد أن تفقس الضفادع الصغيرة بعد حوالي 10 إلى 18 يومًا من إخصاب البيض يحمل الوالدان الضفادع الصغيرة على ظهورهم، وعندما يجلس الضفدع الأم في مجموعة الضفادع الصغيرة يمكنهم شق طريقهم على ظهر الوالدين، ويحمل الوالدان صغارهما إما دفعة واحدة أو عددًا قليلاً في كل مرة إلى برك صغيرة، حيث يمكنهم النمو والنضوج، وسوف تنمو الضفادع الصغيرة لتصبح ضفادع بالغة بعد عدة أشهر، وفي هذا الشكل الصغير يكونون عرضة بشكل استثنائي للحيوانات المفترسة، وعمر الضفدع السام ليس مدروسًا جيدًا، فيقول بعض العلماء إنّهم يعيشون في البرية أقل من ثلاث سنوات، وفي الأسر تم الإبلاغ عن أنّ بعض الأنواع يمكن أن تعيش حتى عمر 25 عامًا.

الضفادع السامة مثل العديد من الأنواع الأخرى التي تعيش في الغابات المطيرة في أمريكا الجنوبية في انخفاض في عدد السكان، وبعض الأنواع معرضة للخطر أو معرضة لخطر شديد بسبب فقدان الموائل وتغير المناخ والأمراض الفطرية، ونظرًا لعدد الأنواع بالإضافة إلى موقعها البعيد ولا يمكن الحصول على قياسات دقيقة لبيانات السكان.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: