الطائر الممراح وصغاره

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أنّ الاسم العلمي للطائر الممراح (Bobolink) يُترجم إلى من يلتهم الأرز منذ فترة طويلة، إلّا أنّه أكثر من ذلك بكثير، فهذا الشحرور الصغير علامة الربيع في رمزية الطيور ويأكل أيضًا الكثير من الحشرات السيئة مثل اليرقات الجائعة، وأصبح التعرف على الذكر في الربيع أسهل لأنّه الطائر الوحيد في أمريكا الشمالية الذي يكون أسودًا في الأسفل وأكثر شحوبًا.

الموطن والموئل

يقع نطاق الطائر الممراح في شمال الولايات المتحدة خلال موسم التكاثر وفي أمريكا الجنوبية في الشتاء، وتشمل البلدان التي يكون فيها الشتاء باراغواي وأوروغواي والبرازيل والجزء الشمالي من الأرجنتين، وعندما يتعلق الأمر بمزيد من الرمزية يمثل الطائر أيضًا البراري وهي موطن في حالة تدهور، وكان يوجد الطائر الممراح في المروج الرطبة ولكن هذه المواقع غير شائعة الآن، والآن يمكن العثور على الطائر في الأراضي الرطبة والأراضي العشبية حيث تنمو الأعشاب الطويلة، ونظرًا لأنّهم من أكلة الحبوب الشرهين ويمكن العثور عليهم أيضًا بالقرب من مراعي الأرز وحقول القش.

أعشاش الطائر الممراح

تقوم طيور الممراح ببناء أعشاشها على الأرض لها ولصغارها على أمل أن تخفيها الأعشاب الطويلة من حولها، كما إنّه كوب ضحل مصنوع من السيقان ومبطن بنصال أدق من العشب والنباتات الأخرى، والأنثى مسؤولة عن بناء العش، ويعتمد نجاح الأعشاش على مكان بنائها في نطاق الطيور، وتُفترس الأعشاش التي تُبنى بالقرب من الغابة أكثر من تلك المبنية بين الشجيرات والأعشاب الطويلة والأعشاب الضارة.

المظهر الخارجي

مظهر الطائر الممراح غير معتاد بالنسبة للطيور المغردة لأنّ ريش تكاثر الذكر أسود على الجانب السفلي ولون أفتح في الأعلى، وهذا يجعل التعرف عليه أمرًا سهلاً للغاية حتى أثناء الرحلة، ويشبه الذكور غير المتكاثرون والصغار والإناث إلى حد كبير العصافير، وهم في الغالب بني فاتح مع خطوط وخطوط سوداء، ولديهم جميعًا مناقير مخروطية جيدة لكسر البذور والمكسرات.

التكاثر والصغار

تظهر الذكور في منطقة التكاثر أولاً وتؤسس مناطق، واعتمادًا على النطاق يمكن أن يكون هذا مبكرًا مثل أبريل أو أواخر يونيو، وإذا كان الطعام وفيرًا فسوف يتزاوجون أحيانًا مع أكثر من أنثى واحدة، فقد لوحظ تعدد الزوجات في العديد من أنواع الطيور العشبية بما في ذلك الطائر الممراح، وقد يتمكن الذكور من التزاوج مع ما يصل إلى 4 إناث، وفي الواقع تتزاوج الإناث أحيانًا مع أكثر من ذكر خاصةً إذا كان أصغر منها، والإناث الأولى المتزاوجة تسمى الإناث الأولية بينما الإناث الثانية هي الإناث الثانوية.

ستقوم بعد ذلك بتربية كتاكيت لها آباء مختلفون، وأولاً ستبني عشًا مموهًا بقدر ما يمكنها صنعه، وستتجنب بنائه بالقرب من الأشجار لأنّ الأشجار يمكن أن تمنح الحيوانات المفترسة منظرًا، والبيض مموه أيضًا؛ وذلك لأنّه بني فاتح مع بقع رمادية أو بلون القرفة يصعب رؤيتها على الأرض، وتضع الأنثى ما يقرب من أربع إلى سبع بيضات ولكن إذا ضاعت يمكنها وضع قبضة أخرى، ولقد احتضنتهم لمدة تتراوح بين 10 و 13 يومًا، وعندما تفقس الكتاكيت يغذي كلا الوالدين اليرقات.

سيغادرون العش بعد 10 و 13 يومًا أخرى على الرغم من أنّهم لا يستطيعون الطيران ويحتاجون إلى الاختباء في العشب لبضعة أيام أخرى لتجنب الافتراس، فتنضج الفراخ في حوالي 10 إلى 14 يومًا ولكنها غير قادرة على الطيران لعدة أيام إضافية وفي ذلك الوقت تختبئ الفراخ في العشب الطويل، ويعيش الطائر حوالي خمس سنوات على الرغم من أنّ البعض قد عاش تسعة أعوام.

نظرًا لظروف الطقس وتوافر الطعام يتم تقسيم الوقت الذي تقضيه مع صغارها بين ذكور وإناث الطائر الممراح، وعندما يكون الطعام نادرًا يميل الذكور إلى التقليل من الحضنة وإطعام الصغار أكثر، بينما تحافظ الإناث على معدلات التغذية وتحافظ على الحضنة أكثر عندما يكون الطعام نادرًا والطقس غير موات، ومع ذلك فإنّ الإناث تحضن صغارها بشكل أقل وتطعمها أكثر عندما تكون الظروف الجوية مواتية لتعويض ندرة الغذاء.

تتزامن صغار الفقس مع فقس مصادر الغذاء التي تعشش الأولية مثل تفقيس اليرقة، فتطعم أنثى الطائر الممراح صغارها لمدة 10 إلى 13 يومًا، ولديهم متوسط ​​حجم مخلب من 5 بيضات حيث لا يوجد فرق كبير في أحجام القابض للإناث الابتدائية والثانوية، ومتوسط ​​عدد الطيور الصغيرة من عش أساسي هو 3.4 في حين أنّ متوسط ​​عدد الطيور الصغيرة من عش ثانوي هو 2.3، وغالبًا ما تعيش الطائر الممراح من 4 إلى 6 سنوات وتعيش بشكل عام بعد 5 سنوات.

سكان الطائر الممراح يتمتعون بصحة جيدة اعتبارًا من عام 2021، ويقدر بحوالي 9.7 مليون طائر وحالة الحماية هي أقل ما يثير القلق، ومع ذلك فإنّ الأعداد آخذة في الانخفاض وقد يصبح تعداد الطيور الكندية مصدر قلق في المستقبل.

نمط الهجرة

تبقى هذه الطيور السوداء الصغيرة في نطاق تعشيشها من أبريل إلى سبتمبر ثم تتجه جنوبًا، ويشتهر الطائر بهجراته الخارقة، وفي رحلة ذهابًا وإيابًا تزيد عن 12000 ميل يمكنها الطيران بشكل روتيني مئات الأميال في اليوم، ويستغرق وقتًا للراحة والتعافي في طريقه من جزء من نطاقه إلى الآخر، وتتجه الطيور في النطاق الشرقي إلى الجنوب الشرقي، حيث تتغذى على الحبوب قبل التوجه إلى منطقة البحر الكاريبي، ويستريحون ويتغذون هناك قبل أن يتوجهوا إلى أمريكا الجنوبية، وفي الواقع أشار سكان منطقة البحر الكاريبي إلى أنّ الطائر الممراح على أنّها طيور الزبدة لأنّها كانت سمينًا من جميع الأرز والحبوب التي أكلوها في جنوب الولايات المتحدة.

النظام الغذائي

الطائر الممراح هي حيوانات آكلة اللحوم وتأكل البذور والحشرات، ويتغذى على الأرض ويهتم بشكل خاص بالحشرات ويرقاتها خلال موسم التكاثر عندما تحتاج الكتاكيت إلى البروتين الحيواني للنمو، وتتغذى الكتاكيت على اليرقات والفراشات والعث والمنشار والديدان القارضة وديدان الحشد وذباب مايو، وإلى جانب الأرز سوف يأكلون بذور اليارو والرسو والملوخية والهندباء والشوك الكندي وغيرها.

المفترسون والتهديدات

نظرًا لأنّ الطائر الممراح تعشش على الأرض فهي عرضة للافتراس، ويتم فقدان ما يصل إلى 70 في المائة من البيض والفراخ كل عام، ومع ذلك فإنّ الأعشاش مموهة جيدًا في العشب العالي وقد طور الآباء استراتيجيات لجذب الحيوانات المفترسة بعيدًا أو خداعها، ولكن الحيوانات التي تنجح في افتراس الطائر الممراح تشمل:

1- الطيور الجارحة.

2- الظربان.

3- الثعابين.

4- الراكون.

5- الثعالب.

يتفاجأ الكثير من الناس عندما يعلمون أنّ الأيل أبيض الذيل الذي من المفترض أن يكون آكلًا للأعشاب يأكل أيضًا فراخ الطائر الممراح، وليس هذا فحسب بل تتطفل طيور البقر ذات الرأس البني على الطائر الممراح وعلى فراخها، وتضع هذه الطيور بيضها في عش الطائر الممراح وتغادر وتتوقع أن تقوم الطائر الممراح بتربية الكتاكيت الناتجة على حسابها.

على الرغم من أنّ حالة الطائر الممراح هي الأقل إثارة للقلق الآن، إلّا أنّها مهددة بتدمير الموائل وتغير المناخ، حيث يتم تحويل البراري إلى مزارع، ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى جعل الطيور الجنوبية تتجه شمالًا لتحل محل الطائر الممراح.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: