العوامل المؤثرة في عدوى الطفيليات

اقرأ في هذا المقال


يقصد بعدوى الطفيليات هي المرحلة من دورة حياة الطفيل التي تنتقل لجسم عائل  ما، وتُسبب له الضرر أو المرض وتسمى أيضاً الإصابة الطفيلية، ويرتبط كلاً من نسبة وشدة الإصابة بالعدوى الطفيلية، وتؤثر عليهما أربعة عوامل هي النباتات والحيوانات والماء والمناخ.

 نسبة الإصابة

  • نسبة الإصابة (incidence Percentage): وهي النسبة المئوية من مجموعة سكانية معينة مصابة بنوع طفيل معين في وقت أو فترة محددة.
  • تسمى نسبة الإصابة بنسبة انتشار حدوث أو ظهور الإصابة.
  • يتم حساب نسبة الإصابة بقسمة عدد العوائل المصابة على عدد العوائل التي تم فحصها، ثم يتم ضرب الناتج في عدد 100.

شدة الإصابة

  • شدة الإصابة (infection of Intensity): هي معدل عدد أفراد نوع كائن حي متطفل مقسوماً على عدد أفراد العائل  المصاب بذلك الطفيل.
  • يمكن تسمية شدة الإصابة بكثافة الإصابة.

العوامل المؤثرة في الإصابة الطفيلية

يوجد أربعة عوامل تؤثر في انتشار وكثافة الإصابة بالطفيليات في مختلف العوائل والمواقع البيئية، وهذه العوامل تتداخل مع بعضها في حصول الإصابة أو العدوى وفي ارتفاعها أو انخفاضها وهذه العوامل هي:

1.النباتات

  • تنتقل الكثير من الطفيليات للعوائل بواسطة النباتات، فتستخدم النباتات كمصدر للعدوى بهذه الطفيليات خصوصاً إذا تم تناول النباتات دون غسل أوتعقيم مثل تناول نبات الجيرجير دون غسل الذي ينقل طفيليات المتورقات الكبدية.
  • توفر النباتات ملجأً للعديد من القواقع والقشريات التي تعد من العوائل الوسطية لعديد من الطفيليات مثل الديدان الشريطية والديدان الخيطية والديدان شوكية الرأس.
  • يوجد بعض النباتات القاتلة للقواقع في بعض مناطق أفريقيا، حيث يستخدم الناس هذه النباتات في تنظيف الأواني و غسل الملابس في البرك وبذلك يتم قتل طفيليات البلهارسيا.

2.الحيوانات

  • تقوم الحيوانات بدور العائل النهائي أو الوسيط أو الحامل أو الناقل أو الخازن لأنواع مختلفة من الطفيليات، وبذلك يتحدد انتشار الطفيليات بانتشار تلك الحيوانات التي تعمل بمثابة مصدر لعدوى الطفيليات.
  • كما يؤثر وجود الحيوانات على الإصابة الطفيلية في مواقع معينة وحسب سلوك الإنسان، فمثلاً تكثر الإصابة بالديدان الشريطية السمكية أو العوساء في المناطق التي تكثر فيها تناول الأسماك النيئة كاليابان، وتنعدم الإصابة  بالديدان الشريطية البقرية أو الخنزيرية في الإنسان النباتي.

3.المناخ

يلعب المناخ دوراً كبيراً في حياة الطفيليات والإصابة، وهناك عوامل عدة تؤثر عليه وهي:

  • درجة الحرارة: تعد الحرارة عاملاً محدداً لبقاء الأكياس والبيوض والأبواغ وغيرها خارج جسم العائل خلالها انتقالها من عائل لآخر، كما تعد الحرارة مهمة في نمو وتكاثر العوائل المستخدمة في دورة حياة الطفيليات.
  • الرطوبة: تؤثر الرطوبة في مقاومة الجفاف الذي قد تواجهه بيوض وأكياس وأبواغ ويرقات الطفيليات وأطوارها الأخرى، كما تؤثر الرطوبة في الهجرة العمودية ليرقات الديدان الشصية التي تتجه لسطح التربة عند سقوط المطر أو الندى أو السقي بينما تنزل هذه اليرقات عميقاً عند جفاف سطح التربة.
  • التضاريس: للتضاريس دور في انتشار أو عرقلة انتشار بعض الطفيليات، فمثلاً من النادر حدوث الإصابة بالملاريا أو البلهارسيا في الصحراء.
  • الموقع الجغرافي: يختلف انتشار الطفيليات اعتماداً على اختلاف الموقع الجغرافي بسبب خطوط الطول والعرض،وقد يكون بسبب انتشار عوائل هذه الطفيليات في مناطق وعدم انتشارها في مناطق أخرى،فمثلاً يقل انتشار الأميبا النسيجية المسببة للزحار الأميبي في شمال الكرة الأرضية وذلك لقلة انتشار الذباب المنزلي بينما تكثر الإصابة بهذا المرض في المناطق الإستوائية.
  • وفرة مياه الشرب والسقي: تكثر الإصابة بأكياس الأوليات في المناطق التي تم فيها الإعتماد على السقي والآبار لتوفير ماء الشرب في حين تقل الإصابة بها في المناطق التي يتم فيها معالجة ماء الشرب حرارياً أو كيميائياً.

4.الماء

يعتبر الماء مصدر لعدوى الطفيليات عند شربه ملوثاً أو غير معقم أو السباحة فيه أو الإغتسال به، وهناك عوامل تؤثر على المياه وهي:

1.عوامل الماء الحية

تشمل عوامل الماء الحية التي تؤثر على الطفيليات على:

  • وفرة الحيوانات والنباتات في المياه: تسهم الأحياء الحيوانية والنباتية المائية على انتشار الإصابة بالطفيليات؛ لأنها تعد عوائل لهذه الطفيليات.
  • عادات وسلوك العائل: تسهم سلوك وعادات الإنسان في انتشار بعض الأنواع الطفليلية والإصابة بها، فمثلاً السباحة صيفياً قد ينقل طفيليات البلهارسيا، وتناول الأسماك غير المطبوخة أو النيئة يسهم في نشر بعض أنواع الطفيليات مثل طفيل الميتاجونيموس يوكوغاواي.
  • سلوك  الطفيليات: تقوم بعض الطفيليات في البيئات المائية بسلوكات تهدف تحقيق التماس مع عوائلها، فمثلاً يرقات طفيليات البلهارسيا (السركاريا) تترك الحلزون خلال الساعات الأولى من النهار لتصبح بتماس مع الإنسان وقت الظهيرة صيفاً.

2.عوامل الماء غير الحية

  • تشمل عوامل الماء غير الحية العوامل الفيزيائية والكيميائية للماء.
  • عوامل الماء الفيزيائية وتشمل:

1.سرعة وتيارات الماء: ويعملان على إزاحة الطفيليات وأطوارها عن عوائلها مما تقل الإصابة بالطفيليات.

2.عمق الماء: يلعب عمق الماء دوراً مهماً في وجود النباتات المائية التي يلزمها الضوء لعملية البناء الضوئي، فكلما قل عمق الماء يزداد نمو النبات وبالتالي يزداد الإصابة بالطفيليات.

3.درجة حرارة الماء: إن ارتفاع درجة حرارة الماء ينشط الأسماك والأحياء المائية على تناول كمية أكبر من الغذاء الذي يشمل مضيفات وسطية لبعض الطفيليات وبذلك تزادد الإصابة بها.

  • تشمل عوامل الماء الكيميائية:

1.كمية الأكسجين المذاب:  إن العائل والطفيل بحاجة للأكسجين لتحرير الطاقة اللازمة لأداء الأنشطة الحيوية لكل منهما.

2. الرقم الهيروجيني للماء: يندر وجود الطفيليات والعوائل الوسطية لها في المياه الحامضة.

3. الكربونات: تستخدم بعض العوائل الكربونات لبناء أجسامها مثل الحلزونات التي تستخدم الكربونات لبناء أصدافها، والتي تعد عوائل وسيطة لكثير من الطفيليات.

4. التلوث: يعمل تلوث المياه بالنفايات ومخلفات المصانع على قتل الأحياء المائية النباتية والحيوانية التي تعمل كمضيفات للطفيليات فتقل كثافة وانتشار الإصابة الطفيلية، بينما يزيد التلوث العضوي مثل السماد من زيادة أعداد الأحياء المائية وبالتالي تزيد شدة وكثافة الإصابة الطفيلية.

المصدر: الكتاب"في عالم الطفيليات"المؤلف"مريد بني حنا"الكتاب"علم الطفيليات الطبية"المؤلف"والتر بيك"الكتاب"علم الطفيليات الطبي"المؤلف"ابراهيم علي الطيار"الكتاب"علم الطفيليات الديدانية"المؤلف"خليل إبراهيم الطيف"الكتاب"علم الطفيليات"المؤلف"إسماعيل أبو عساف"


شارك المقالة: